لقاء من الفضاء.. سلطان النيادي يتفاعل مع متخصصين بالقطاع الطبي (صور)
تواصل نحو 400 شخص من الطلاب والعاملين في القطاع الطبي مع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية.
يأتي ذلك ضمن سلسلة "لقاء من الفضاء"، التي ينظمها مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في الإمارات.
ونظم المركز، الأربعاء، الحدث الخامس من سلسلة "لقاء من الفضاء" في حرم الجامعة، ما أتاح لنحو 400 من العاملين في القطاع الطبي الشغوفين التواصل مباشرةً مع النيادي ومعرفة المزيد حول التجارب الطبية والعلمية التي يُشارك فيها رائد الفضاء الإماراتي على متن محطة الفضاء الدولية.
وشهد الحدث حضور سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، والدكتور حسين عبد الرحمن الرند، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة، وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور عامر أحمد شريف المدير التنفيذي للمؤسسة ومدير الجامعة، والدكتور علوي الشيخ علي المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في المؤسسة ونائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، وعدد آخر من المسؤولين.
وألقى سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، كلمة للحضور قبل بدء الاتصال، قال فيها: "لقد شاركنا سلطان النيادي خلال الأشهر الثلاثة الماضية كما كبيرا من البيانات العلمية القيمة، في إطار خوضه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب".
وأضاف: "كل تجربة شارك فيها سلطان تُسهم في تعزيز رغبتنا نحو تحقيق تطورات علمية استثنائية، وتعكس مدى التزامنا بدمج تقنيات استكشاف الفضاء مع مختلف التخصصات العلمية والطبية، لكي يلعب برنامجنا الفضائي دورًا حاسمًا في تعزيز القطاعات المتعددة وليس فقط في مجال علوم الفضاء".
كما أطلع عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الحضور على آخر المستجدات حول المهمة.
وقال الريس، في كلمته: "تعد هذه المهمة منصة للتعاون الدولي وتعزيز العلوم والتكنولوجيا لدينا. نحن نعمل بشكل وثيق مع مجتمع الفضاء الدولي لمشاركة معرفتنا وخبرتنا، ونوفر الفرصة لعلمائنا وباحثينا وطلابنا للوصول إلى هذا البيئة الفريدة وإجراء تجاربهم".
وركز الاتصال الخامس مع سلطان النيادي، الذي يخوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب على مجال العلوم الطبية، وتضمن الاتصال جلسة خاصة للدكتورة حنان السويدي، طبيبة رائد الفضاء سلطان النيادي، والتي تحدثت حول طب الفضاء، الذي يدرس تأثير بيئة الفضاء على أجساد رواد الفضاء.
تحدثت الدكتورة حنان عن أهمية مهمة سلطان النيادي، قائلة: "لهذه المهمة تأثيرٌ إيجابي، حيث قدمت أمثلة واقعية لعلوم الفضاء للشباب في دولة الإمارات، والتي يمكنهم الاستفادة منها في المستقبل. تُعد هذه المهمة بمثابة إرث حي يمس البشرية جمعاء، كما أنها شهدت العديد من الإنجازات على المستوى العلمي والطبي".
وتم اختيار الدكتورة حنان لمتابعة الحالة الصحية لسلطان النيادي قبل وبعد المهمة، وخلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، كما كانت الدكتورة حنان هي الطبيبة المتابعة لرائد الفضاء هزاع المنصوري خلال مهمته إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
على الجانب الآخر، تفاعل سلطان النيادي مع أسئلة الحضور، حيث تحدث عن أول 3 أشهر من مهمته التاريخية على متن محطة الفضاء الدولية، والأنشطة اليومية التي يقوم بها، إلى جانب توضيحه لأهم الأمور التي يفتقدها على الأرض، والتجارب العلمية التي شارك فيها حتى الآن، حيث أجرى النيادي خلال الثلاثة أشهر الأولى من مهمته عددا من التجارب والأبحاث العلمية، التي من شأنها أن تسهم بشكل كبير في مجال العلوم الطبية، وفهم الكثير عن صحة الإنسان في الفضاء.
وقال النيادي: "نحن هنا من أجل تعزيز المعرفة العلمية وتطوير التقنيات والرعاية الصحية لصالح الإنسانية. إنها فرصة مذهلة للمجتمع الطبي في الإمارات العربية المتحدة وللعالم أجمع".
واختتم رائد الفضاء: "نستمر في سعينا ونأمل أن يتاح لنا فرص أكثر في المستقبل للمشاركة في مهام فضائية، إذ يمكننا أن نقدم المساعدة للبشرية ونمثل بلادنا، الإمارات العربية المتحدة، داخل المجتمع العلمي وعلى الصعيد العالمي".
من بين التجارب التي عمل عليها النيادي في مختبر وحدة "كيبو"، أبحاث عن جهاز القلب والأوعية الدموية، حيث تهدف هذه التجربة توفير دراسة علمية لجهاز القلب والأوعية الدموية في المهمة، لتصبح منصة لاستكشاف الآليات المحتملة والمساعدة في تطوير التدخلات لإبطاء شيخوخة الأوعية الدموية، وتحسين الصحة وجودة الحياة لكل شخص على وجه الأرض.
إلى جانبه مشاركته في دراسة عمل وظائف الجسم في بيئة الجاذبية الصغرى، باستخدام قميص ورابطة رأس لقياس نبضات القلب، وضغط الدم، والتنفس وغيرها من الأمور.
ومن التجارب الطبية التي شارك فيها النيادي، كانت إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2 على متن محطة الفضاء الدولية.
هذه التجربة تساعد على تحليل إنتاج البلورات الخاصة بالأدوية في بيئة الجاذبية الصغرى، ما يسهل إنتاجها على الأرض وفي الفضاء، ويقصر مدة إنتاج أدوية جديدة.
وشارك النيادي في أنشطة البحث البشري المدرجة على جدول الطاقم في محطة الفضاء الدولية، والتي تضمنت عمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات الرؤية، واختبارات السمع.
وفي إطار تعاون البعثة 69 على متن محطة الفضاء الدولية مع طاقم Ax-2، عمل رائد الفضاء سلطان النيادي مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي من طاقم Ax-2 على معالجة عينات في وحدة "كيبو" اليابانية، وذلك بهدف دراسة آثار الجاذبية الصغرى على استجابة الخلايا البشرية للالتهابات.
ودشّن مركز محمد بن راشد للفضاء سلسلة "لقاء من الفضاء" ليوفر للجمهور فرصة فريدة للتواصل والتفاعل مع رائد الفضاء سلطان النيادي، من خلال طرح الأسئلة حول تفاصيل مهمته على متن محطة الفضاء الدولية، والتجارب التي سيجريها والفوائد المرجوة منها.
وتُعد هذه اللقاءات فرصة لمحبي استكشاف الفضاء، للاطلاع على تفاصيل المهمة التاريخية التي يخوضها رائد الفضاء الإماراتي.
يُذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي يتولى إدارته مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ويهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز