في العيد الوطني الـ50 للسلطنة.. "الخنجر العماني" زينة الاحتفالات
يحتفل العمانيون، الأربعاء، بالعيد الوطني الخمسين للسلطنة، ويتوّج ويزين تلك الاحتفالات "الخنجر العماني".
ويعد الخنجر العماني رمزاً وطنياً مهماً، فهو جزء من شعار الدولة، ويزيّن علمها الوطني.
أيضاً يعد ارتداء الخنجر من أهم مكونات الزي العماني، وإحدى سمات الوجاهة، ويحرص العمانيون على اقتنائه والظهور به في المناسبات الوطنية والرسمية والأعراس.
ولا يكتمل الزي العماني التقليدي إلا بالخنجر المشدود إلى وسط الرجل بحزام من نوع خاص مزخرف بالفضة.
ونظرا لتلك المكانة المرموقة التي يحتلها فقد حظي باهتمام السلطنة قيادة وحكومة وشعبا.
ويتكون شعار دولة عمان من سيفين عمانيين تقليديين متقاطعين يتوسطهما الخنجر العُماني.
ويوضع الشعار على واجهات المباني الحكومية وعلى وثائق وأوراق وأختام الدولة الرسمية.
وضمن جهود الدولة للحفاظ عليه، تعمل السلطنة على تسجيل الخنجر في القائمة العالمية لليونسكو كعنصر من العناصر الثقافية للسلطنة,
وحفاظاً على الخنجر من التقليد أو التزييف نظرًا لما يمثله من مدلولات ثقافية للشعب العماني، قامت سلطنة عمان بحظر استيراد الخناجر العمانية من الخارج.
وإضافة إلى الأهمية الثقافية والتراثية التي يحتلها الخنجر العماني، يعد من الناحية الاقتصادية أحد مصادر الدخل، باعتباره أحد أهم الصناعات الحرفية التي تتناقلها الأجيال المتعاقبة في السلطنة.
والخنجر العماني كان يصنع من الفضة الخالصة التي تستخلص من صهر النقود الفضية المتداولة قديمًا، أما في الوقت الحالي فتستخدم سبائك الفضة الخالصة في تصنيعه.
ويتكوّن الخنجر من عدة أجزاء رئيسة هي: النصل والقطاعة (الغمد) والقرن (المقبض) والحزام.
أنواع الخنجر العُماني
وللخنجر العُماني عدة أنواع تختلف عن بعضها من حيث الشكل والوزن، وطريقة التزيين، من أهمها:
1. الخنجر السعيدي
تاريخيا هو الخنجر الذي كان يرتديه أفراد أسرة "آل بوسعيد" الحاكمة في سلطنة عمان، ويتميز هذا النوع من الخناجر بكبر حجمه وطوله الممشوق، وثقل وزنه نسبياً مقارنة بباقي أنواع الخناجر وذلك لكثرة أشغال الفضة فيه وبقرنه المميز الجذاب الأنيق الشكل والمشغول بالفضة بالكامل ويسمى أحيانا (قرن مكذب).
أما غمد الخنجر (القطاعة) فهو مكسو بخيوط فضية أو مذهبة يتم إعدادها بدقة ومهارة على أشكال طولية وعرضية وتكون خالية من الجلد، بينما ينتهي الجزء السفلي من غمد الخنجر بالقبع المصنوع من الذهب أو الفضة والمنقوش بطريقة رائعة وجميلة.
ويتميز هذا الخنجر بالنقوش الموجودة على الطوق والصدر والقبع والمختلفة عن باقي الخناجر والتي تدعى بنقش التكاسير، ويسمى الخنجر السعيدي أيضًا "طمس السعيدي" عندما يظهر جزء من نوع المادة التي صنع منها رأس الخنجر.
2. الخنجر النزواني
يرجع أصله إلى مدينة نزوى، ولهذا النوع من الخناجر زخارف ذات تصميمات متداخلة منقوشة بعناية فائقة على اللوح الفضي المغطى للجزء السفلي من غمد الخنجر والذي يصنع من الخشب، ويرتبط هذا اللوح الفضي بغطاء فضي موضوع على المؤخرة.
أما مقبض الخنجر النزواني فيتميز بكبر حجمه وعادة ما يصنع من العاج ويتم تغطيته بالفضة وزخرفته بعناية وتكون النقوش إما بمسامير النقش (الترميل) وأحيانا بنقش التكاسير، كما تكون درجة ميلان الجزء لأخير من القطاعة (المكحلة) أكبر ومائلة إلى الأسفل قليلا، ويشكل الطمس مع القطاعة زاوية أكبر من الزاوية القائمة بقليل.
3. الخنجر الصوري
يتميز بصغر حجمه وخفة وزنه نسبيا، وبه الكثير من الخصائص المميزة، ويتم صناعته بصفة خاصة في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، ومقبض هذا الخنجر مغطى ومطلي بالذهب تسمى (بالجبيرة) تتوسط القرن.
أما الجزء السفلي من غمد الخنجر فهو مصنوع من الجلد ومزين بالأسلاك والخيوط الفضية المطرزة بالذهب وينتهي بالقبع المصنوع من الذهب أو الفضة والمنقوش عليه أشكال فنية جميلة وتكون نقوش هذا الخنجر إما بمسامير النقش (الترميل) وأحيانا بنقش التكاسير حيث تتشابه نقوشه التي على الطوق والصدر والقبع مع تلك التي موجودة على الخنجر النزواني، وقد تتطعم أحيانا بالذهب، وتكون درجة ميلان الجزء الأخير من القطاعة (المكحلة) أقل من الزاوية القائمة بقليل بحيث يكون مرتفعا إلى الأعلى قليلا.
4. الخنجر الباطنية أو الساحلية
وهي تشبه من حيث الشكل الخنجر النزواني وتختلف معه في الحجم بحيث تكون أصغر قليلاً، ويكثر استعمال هذا الخنجر في محافظتي الباطنة والمناطق الداخلية المجاورة لها وأيضا سواحل الخليج العربي.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز