عراقجي يرد على رئيس الموساد: لا رسائل إيرانية لأي جهة
وسط تصريحات إسرائيلية رسمية وتقارير غربية عن رسائل إيرانية بخصوص "تسوية إقليمية"، ظهر ارتباك إيراني واضح في هذا الخصوص.
وبدا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، متناقضا في هذا الصدد، إذ أكد أن بلاده لم تبعث برسائل إلى أمريكا، لكنه في نفس الوقت قال إنه طلب من مسؤولين إقليميين، إيصال مواقف إيران لأمريكا ودول أوروبا.
وبدأ عراقجي أمس جولة إقليمية، استبقت ردا مرتقبا من تل أبيب على قصف إيران لإسرائيل مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ووسط اتساع نطاق الحرب لتشمل لبنان إلى جانب غزة، ومخاوف من تصعيد في جبهات أخرى.
وزار عراقجي بغداد أمس والتقى فيها الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير الخارجية فؤاد حسين.
ومن بغداد وصل عراقجي إلى مسقط، والتقى فيها اليوم وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر بن حمد آل البوسعيدي، ووزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني.
وقبل بغداد ومسقط، زار الوزير الإيراني في الأيام الماضية، كل من السعودية وقطر ولبنان وسوريا.
وكان رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" دافيد برنياع، قد كشف أمس النقاب عن أن إسرائيل تلقت "إشارات مهمة" من حزب الله وإيران بشأن استعدادهما للتسوية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن عراقجي قوله في تصريحات من مسقط، ردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك رسالة تم إرسالها لأمريكا: "لم يتم إجراء أي اتصالات بهذا الشأن خلال هذه الزيارة، ولم يتم توجيه أي رسالة إلى الدول الأخرى، ولكن في جميع المشاورات التي أجريتها في المنطقة وفي الدول الأخرى، عبرت عن مواقف إيران وطلب إيصال هذه المواقف إلى كافة الأطراف".
وأضاف عراقجي: "على أمريكا وأوروبا أن تعرف مواقف إيران، وهي واضحة تماما: لا نريد الحرب ونحن على أتم الاستعداد لأي سيناريو، والدبلوماسية يجب أن تنجح وتمنع حدوث ذلك".
وتابع: "المنطقة تشهد حالة من التأهب وربما تكون على حافة صراعات واسعة النطاق، والدبلوماسية هي السبيل الوحيد لمنع الأزمات الكبرى وتجنب تصعيد التوتر والحرب".
في غضون ذلك، أشار عراقجي إلى تعليق عملية المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة عبر مسقط بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها المنطقة.
وقال إن سلطنة عُمان حاولت دائما أن تلعب دورا إيجابيا فيما يتعلق بإيران والولايات المتحدة لنقل رسالة أو خلق أساس للمفاوضات، لافتا إلى أن سلطنة عمان قامت بدور الوساطة في المفاوضات غير المباشرة المعروفة بـ "مفاوضات مسقط"، حيث جرت اتصالات غير مباشرة بين طهران وواشنطن عبر مسقط اثناء حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.
وأكد أن المفاوضات متوقفة حاليا بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها المنطقة، لافتا إلى أنه لا يوجد أي أساس لهذه المحادثات حتى يتم تجاوز الأزمة الحالية، وحينها سيتم التقرير ما إذا كان سيتم استئناف المفاوضات مرة أخرى أم لا، أو كيف ستكون عملية المفاوضات.