سلطنة عمان تشهد هذه الأيام أجواء من الفرحة والسرور وذلك احتفالا بالعيد الوطني الـ47.
احتفلت سلطنة عمان، أمس السبت، بعيدها الوطني والذي يوافق يوم الثامن عشر من نوفمبر كل عام، وهو يوم ميلاد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ويأتي الاحتفال هذا العام ليناسب الذكرى السابعة والأربعين.
وتسود السلطنة هذه الأيام أجواء من الفرحة والسرور وذلك احتفالاً بالعيد الوطني، ولم تقتصر تلك الفرحة والاحتفالات على هذا اليوم فحسب، بل تمتد على مدار الشهر وتتنوع هذه الاحتفالات ما بين العديد من المظاهر منها ما هو رسمي وما هو شعبي، وأما الرسمي فهو الاحتفال الذي تنظمه الدولة والذي يحضره السلطان شخصياً ويقدم خلاله الاستعراض العسكري.
وقد أقيم هذا الاحتفال الرسمي والعرض العسكري، مساء اليوم السبت، بقيادة شرطة المهام الخاصة بولاية السيب في محافظة مسقط، وقامت شرطة عمان السلطانية بتنظيمه، وذلك وفقاً لما بثته وكالة الأنباء العمانية الرسمية، إذ قام السلطان قابوس بن سعيد القائد الأعلى، برعاية الاستعراض العسكري.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أنه لدى وصول السلطان قابوس بوابة قيادة شرطة المهام الخاصة ترافقه كوكبة من الدراجات، أدى حرس الشرف التحية العسكرية له ثم توجه الموكب إلى ميدان الاستعراض العسكري تحيط به كوكبة من فرسان خيالة شرطة عمان السلطانية، حيث كان في استقبال السلطان كل من الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السّلطاني، وبدر بن سعود البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع، والفريق حسن بن محسن الشريقي، المفتّش العام للشرطة والجمارك.
وذكرت الوكالة أنه عند اعتلاء السلطان المقصورة السلطانية، أدت طوابير العرض التحية العسكرية، وعزفت الموسيقى العسكرية المشتركة السلام السلطاني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية للسلطان، ثم قدمت الفرق الموسيقية العسكرية المشتركة عرضاً موسيقياً مروراً من أمام المنصة الرئيسية إلى أن أخذت موقعها خلف طوابير حرس المراسم، وبعد ذلك قدمت طوابير حرس المراسم عرضاً عسكرياً في صفوف منتظمة مع إيقاعات المعزوفات الموسيقية.
عقب ذلك ردّدت طوابير حرس المراسم نشيد شرطة عُمان السلطانية (حماة الحق) ثم نداء الولاء والتأييد والهتاف ثلاثاً بحياة السُّلطان قابوس القائد الأعلى، وعزفت الموسيقى السلام السلطاني، وأدت طوابير حرس المراسم التحية العسكرية للسلطان إيذاناً بانتهاء الاستعراض.
وبعد انتهاء مراسم العرض تقبل السلطان قابوس بن سعيد القائد الأعلى، هدية تذكارية من شرطة عُمان السلطانية، قام بتقديمها الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك.
أما عن مظاهر الاحتفال الشعبية فقد تنوعت ما بين مسيرات بالسيارات قام بها المواطنون العمانيون، والتي تركزت معظمها في العاصمة مسقط، حيث انطلقت مجموعة منها من ولاية السيب، بينما انطلقت الأخرى في منطقة الخوير وامتدت حتى منطقة القرم.
وقامت جموع من المواطنين في الولايات بتنظيم مسيرات في الشوارع والتي ستستمر على مدى بقية الشهر.
ولكن أبرز مسيرات اليوم هي ما قامت بها ولاية السيب– على اعتبار أن الاحتفال الرسمي أقيم بتلك الولاية- حيث نظمت مسيرتها التي انطلقت أثناء مرور موكب السلطان للوصول إلى العرض العسكري، وذلك عرفاناً للسلطان بدوره في نهضة وتقدم السلطنة.
وعبر العمانيون عن حبهم وولائهم للسلطان، مرددين بعض الأغاني الوطنية وهاتفين باسمه ورافعين أعلام السلطنة وصور السلطان واللافتات التي تحمل عبارات الشكر والثناء والامتنان لما تحقق على أرض الوطن في ظل قيادته الحكيمة، مرددين عبارات الحب والولاء والعرفان والأناشيد الوطنية، تعبيراً عن هذه المناسبة الغالية على قلوبهم.
وفي مساء الليلة وعقب انتهاء العرض العسكري شهدت سماء السلطنة إطلاق الألعاب النارية في عدد من الأماكن؛ وذلك احتفالاً بالعيد الوطني، فمنها ما تم إطلاقه في ولاية السيب وولاية العامرات وفي مركز بلدية صلالة الترفيهي ورسمت تلك الألعاب تشكيلات وألوان جميلة، وعبرت عن فرحة أبناء السلطنة بهذه المناسبة الغالية على قلب كل عماني وعمانية.
هذا وتتجلى صور الاحتفال والزينة وعلى مدار الشهر في كل مكان بدءاً من تزيين السيارات وتعليق صور السلطان والأعلام العمانية على البيوت وفي مداخل الشركات الكبرى تعلق صور كبيرة الحجم للسلطان.
وتوالى عدد من المسيرات في الولايات الأخرى والاحتفالات في المدارس وكذلك تنظيم الكثير من الفرق الأهلية للعديد من الاحتفالات، إذ تعبر كل ولاية وشركة ومؤسسة بطريقتها فمنها من يقيم الاحتفالات عن طريق تنظيم حفل تلقى فيه القصائد وتغنى الأغاني الوطني، ومنها من ينظم مسيرات لعشرات الكيلومترات سيراً.
ومنها ما تقوم به شركات القطاع الخاص– وخاصة الاتصالات- والمجمعات التجارية من إطلاق للعروض الترويجية والتخفيضات والتي سادها هذا العام نسبة 47%، وذلك تماشياً مع كون هذا العيد يمثل ذكرى السابع والأربعين أي منذ تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد في 23 يوليو من العام 1970، ومنها ما يقوم به الأفراد من تزيين للسيارات وشراء الملابس التي تنحصر ألوانها في الألوان الأخضر والأحمر والأبيض وهي ألوان العلم العماني علاوة على مظاهر الزينة في الشوارع وتعليق صور السلطان على واجهات المنازل وفي الشوارع.
هذه الاحتفالات والزخم لا تأتي من فراغ وإنما هو نتيجة إحساس من الشعب العماني، وتقديراً لما قام به السلطان قابوس من جهود قادة البلاد إلى نهضة وحضارة شاملة، غطت جميع مجالات الحياة من الصحة والتعليم والرياضة والثقافة والفنون وغيرها، ففي التعليم بعدما كانت في مطلع السبعينيات مدرستان فقط أصبحت هناك مئات المدارس الحكومية والخاصة وأكثر من 40 مؤسسة تعليم عالٍ ما بين جامعة وكلية، ووصل عدد الطلاب العمانيين إلى مئات الآلاف وانحدرت نسبة الأمية.
وفي القطاع الصحي أيضاً بعد أن كان هناك مستشفيان فقط أصبحت المستشفيات والمركز الصحية تغطي أرجاء السلطنة، وتضم أحدث الأجهزة والكوادر الطبية وفي الطرق تضم السلطنة شبكة طرق متميزة تعد من أفضل شبكات لطرق في المنطقة، وهكذا يمكن أن نقيس تلك النهضة والتقدم في كل قطاع وفي كل مجال.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز