طارق فهمي لـ"العين": قمة السيسي-ترامب تتجاوز الكيمياء السياسية
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، استنكر اختزال قمة الرئيسين المصري والأمريكي في الكيمياء السياسية بين الرئيسين
استنكر طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط، اختزال قمة الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب في الكيمياء السياسية بين الرئيسين.
وقال فهمي في مقابلة خاصة مع بوابة "العين" الإخبارية: "البعض يختزلها في الكيمياء السياسية بين الرئيسين، منذ مقابلتهما الأولى، ولكن الأمر سيتجاوز ذلك في القمة المرتقبة".
واستبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تطرق القمة إلى تفاصيل القضايا الداخلية في مصر من قضايا الحريات والحقوق والمواطنة والأقليات، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري ربما سيجري جملة من اللقاءات الإعلامية ويتعرض لأسئلة من هذا النوع.
وأكد فهمي أن تزايد العمليات الإرهابية خلال الأيام الأخيرة رسالة لمحاولة إرباك المشهد في الولايات المتحدة ضد الرئيس المصري وتوصيل رسالة أن مصر غير مستقرة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية الواثقة من إمكانياتها وقدراتها لن تتوقف أمام هذا.
وقال إن مصر ربما لن تتمكن من توقيف مظاهرات جماعة الإخوان الإرهابية في الولايات المتحدة خلال الزيارة، ولكنها تستطيع أن تنقل المواجهة للإعلام الأمريكي، خاصة أن الإعلام الأمريكي غير مدرك لطبيعة ما يجري على أرض مصر.
وشدد على أنه ليس من مصلحة مصر طرح ملف جماعة الإخوان وإدراجها في قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة خلال الزيارة، خاصة أن الأمر سيأخذ بعض الوقت في دوائر الكونجرس المكونة من 4 لجان تبحث في هذا الأمر بتفاصيله.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية تمارس أعمالا إرهابية، وعلى مصر أن توثق هذا من خلال أجهزة الدولة الرسمية، فهناك دور للسفارات ودور للهيئة العامة للاستعلامات والشركات الجديدة التي تعاقدت معها مصر.
ومن الإخوان إلى ملف الأقباط، قال فهمي إن محاولة اللعب بورقة اضطهاد الأقباط أحبطتها الكنيسة المصرية.
وأضاف أنه تلقى صورة من خطاب أرسله البابا تواضروس لدوائر الكونجرس الأمريكية أكد فيها دعمه للرئيس المصري والتحول السياسي الديمقراطي الحالي، كما أوضح البابا في خطابه أن الإرهاب غير مقتصر على المسيحيين، بل إن مصر كلها مستهدفة بصورة أو بأخرى.
ملف الشرق الأوسط
وحول ملف الشرق الأوسط، توقع طارق فهمي أن تثمر زيارة السيسي للولايات المتحدة في هذا التوقيت عن إعادة ترتيبات الحسابات العربية في الإقليم، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في مصر دولة نموذج تستطيع أن تقدم جملة من الحسابات والترتيبات السياسية والإستراتيجية للتعامل في العلاقات الإقليمية.
وأكد أن مصر تستطيع تحريك الملف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن فلسطين تحتاج مصر لسببين؛ أولهما خبرتها الطويلة في مجال المفاوضات فخبراء التفاوض الفلسطيني بحاجة إلى ظهير تفاوض مصري، والسبب الثاني أن مصر تستطيع تحريك الملف الفلسطيني في مجلس الأمن باعتبارها عضوا غير دائم.
كما أشار فهمي إلى أن مصر تستطيع أن تلعب دورا مهما في طرح رؤية لتقريب الاتصالات عن طريق استضافة الاتصالات في القاهرة أو شرم الشيخ، لأنها الدولة الوحيدة القادرة على أن تكون وسيط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة أنها أول دوله عربية عقدت اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وأضاف أنه على الرغم من أن إسرائيل تسعى وراء حل إقليمي إلا أنها ترى في مصر دولة كبيرة تستطيع أن تزن الكثير من الأمور، قائلًا: "مصر لديها المصداقية والقدرة للتفاهم مع جميع الأطراف وهو ما سيجعل لمصر دور جديد في القضايا الإقليمية خلال الفترة القادمة".
النزاع السوري
وبالتطرق للملف السوري، أكد فهمي أنه سيكون حاضرا خلال الزيارة، موضحًا أن دور مصر لن يكون من خلال تثبيت هدنة أو التهدئة فقط، ولكن لأول مرة هناك توافق أمريكي روسي على الدور المصري.
وأشار إلى طرح الرئيس المصري دور إعادة هيكلة الجيش السوري عن طريق تدريب الجيش وقد يطرح بعد تثبيت الهدنة دور عربي في الملف السوري واحتمال إرسال قوات عربية لفصل القوات أو تثبيت الهدنة على الأرض.
وأكد أنه لن يوجد حل نهائي عربي في النزاع السوري إلا بدور مصر خاصة أن مصر تعتبر الدولة العربية الوحيد في الإقليم غير متورطة في أي قضية ولم تدعم أحدا على حساب أحد.
ماذا تطلب مصر؟
ومن القضايا الإقليمية والداخلية، تطرق فهمي، في حواره مع "العين"، إلى الإجابة عن سؤال "ماذا تطلب مصر في هذه الزيارة"؟.
وقال إن "من أهم الملفات الداخلية التي ستطرحها مصر، زيادة المعونة العسكرية الأمريكية".
وأضاف "إسرائيل نجحت قبل رحيل إدارة أوباما بأيام في توقيع اتفاق بزيادة المساعدات العسكرية الأمريكية بقيمة 38 مليار دولار على 10 سنوات قادمة، ومصر ستطالب بالمثل في إطار الرؤية الأمريكية بأنها تكافح الإرهاب وحدها".
ورأى الباحث السياسي أن المطلب الثالث سيكون توسيع منطقة اتفاقية الكويز، وهو ما تريده الإدارة الأمريكية أيضًا لتشمل أماكن في صعيد مصر والدلتا، وهو أمر وارد أن يُطرح من قِبل الجانب الأمريكي.
وبالنسبة للملف الإستراتيجي، توقع فهمي أن تطلب مصر استئناف مناورات النجم الساطع التي توقفت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الأمر الذي دفع مصر لبدأ مناورات مع روسيا وقوى أخرى.