القاهرة واشنطن.. منافع متبادلة من قمة السيسي-ترامب
المنفعة المتبادلة وفق خبراء هي العنوان الرئيسي للقمة المرتقبة بين الرئيس المصري ونظيره الأمريكي في 3 إبريل/نيسان
ما الذي ستجنيه مصر من زياره الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟ سؤال أثارته وسائل الإعلام المصرية وتبارى المحللون في الحديث عن عدة فوائد، ولكن هل كانت أمريكا تبدي استعدادا لمنح تلك الفوائد، إذا لم يكن لديها مصالح، يمكن لمصر المساعدة في تحقيقها؟
قديما كانت العلاقات بين الدول تدور في إطار المعادلة الصفرية، وهي حصول طرف من الأطراف على كل شيء، ليخرج الآخر خالي الوفاض، وهو ما لم يعد موجودا في العلاقات الحديثة القائمة على التعاون والكسب المشترك.
وينعكس هذا التطور في العلاقات على الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري لأمريكا، والتي ستجني منها الولايات المتحدة عدة فوائد يعددها الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
أولى هذه الفوائد، كانت تتعلق بـ"الدور المصري في القضية الفلسطينية"، وذهب فهمي إلى أن أمريكا تريد تفعيل لقدرات الدولة المصرية للضغط على الأطراف الفاعلة الفلسطينية من أجل عمل مصالحة شاملة داخل البيت الفلسطيني، ومن ثم البدء في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وتكمن أهمية الدور المصري، كما يوضح فهمي، في أن مصر هي إحدى الدول الإقليمية القليلة التي تحمل أوراق ضغط فعالة على مختلف الفصائل الفلسطينية، مما يجعل دورها محوريا ومهما في أي حل لتلك القضية الأساسية في الشرق الأوسط.
ومن الملفات الأخرى، التي تحمل رغبة أمريكية في الاستفادة من الزيارة، هي تلك المتعلقة بـ"العلاقات المصرية الإسرائيلية".
ويقول فهمي: "نقطة الارتكاز الأساسية في العلاقات المصرية الأمريكية في العصر الحديث هي (اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية)"، موضحا أن لدى الولايات المتحدة رغبة في أن تطور القاهرة علاقتها بتل أبيب على المستوي العسكري والاستخباراتي وتفعيل منظومة الأمن والتعاون الاستراتيجي المشتركة ووجود محطات إنذار مشتركة ومراكز التنبؤ بالأزمات على الحدود، بالإضافة إلى بعض التفاهمات الأمنية في إطار المنطقة (ج ود) في سيناء.
سوريا وليبيا
ولن تخلو الفوائد التي تجنيها واشنطن من محاولة استشراف الدور المصري في الأزمتين السورية والليبية.
ويقول فهمي: "واشنطن تريد معرفة الدور المصري في إطار الصراع السوري بشكل عملي وواضح".
ويضيف: "ستسعى واشنطن إلى الحصول على إجابات واضحة من القاهرة، من حيث مدى موافقتها على إرسال قوات عسكرية مصرية أو الاشتراك في الدعم السياسي لإشراك قوات عربية داخل الأراضي السورية بشكل مباشر إذا اقتضى الأمر".
وأعربت مصر في وقت سابق، عن أن دورها سيقتصر علي الدعم اللوجيستي وتدريب قوات الأمن السورية؟
وفي الملف الليبي، توقع فهمي سعي واشنطن إلى حث القاهرة على ممارسة دور مباشر ومعلن في الساحة الليبية وعدم اقتصار مشاركتها على بعض الضربات المحدودة للمعاقل الإرهابية أو دعم القوات الليبية بالسلاح، وهو ما سيتطلب فتح ملف رفع الحظر على توريد الأسلحة لقوات الدولة الليبية.
4 فوائد
وفي مقابل ذلك، هناك 4 فوائد ستجنيها مصر من الزيارة، أهمها زيادة المساعدات العسكرية لمصر.
وقال فهمي إن من حق مصر الطبيعي والمنطقي طلب زيادة في برنامج المساعدات العسكرية أسوة بإسرائيل.
واتفقت إسرائيل وأمريكا رسميا على منح الأخيرة لتل أبيب مساعدات عسكريّة بقيمة 38 مليار دولار في السنوات الـ10 المقبلة، في وقت تحتاج فيه مصر لأنواع عتاد عسكري محدد لتتمكن من القضاء على البؤر الإرهابية في سيناء بشكل أسرع وأكثر فعالية.
وتوقع فهمي أن يطلب الرئيس السيسي استئناف مناورات النجم الساطع، التي أوقفها الرئيس أوباما في عام 2015.
وبدأت هذه المناورات منذ عام 1994 بمشاركة قوات مصرية وأمريكية، وقوات دول حليفة بهدف التدريب على العمليات القتالية في الظروف الصحراوية القاسية في الشرق الأوسط.
وشدد فهمي في هذه السياق على أن البعد الاقتصادي الذي يمكن أن تستفيد منه مصر، سيكون حاضرا في الزيارة.
ويقول: "على الرئيس السيسي مطالبة نظيره الأمريكي بتوسيع اتفاقيات "الكويز" بما يخدم دخول السلع والمنتجات المصرية إلى أسواق الولايات المتحدة".
وتحدث السفير "حسين هريدي" مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق في الملف ذاته، مؤكدا ضرورة الاستفادة من الزيارة في مخاطبة الإدارة الأمريكية لتقديم تسهيلات وحوافز للشركات الأمريكية للاستثمار في السوق المصري بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات العلمية والأكاديمية الامريكية وعدم اقتصار الأمر على المساعدات العسكرية.
وتفاءل "هريدي" من الزيارة المرتقبة؛ حيث إن كلا الزعيمين يتحدثان بنفس لهجة التصدي للجماعات الإرهابية.
وتعهد ترامب بمحو "الإرهاب المتطرف" من على وجه الأرض، وفعل السيسي الشيء نفسه؛ حيث تعهد "بمحاربة الإرهاب والتطرف والقضاء عليهما"، وهو ما يبشر بنتائج مبشرة على مستوى العلاقات بين القاهرة وواشنطن.