حظر الإخوان .. مطلب مصر في قمة (السيسي - ترامب)
الثالث من إبريل من العام الجاري 2017 قد يكون فرصة جديدة نحو حظر جماعة الإخوان الإرهابية في الولايات
كانت أحد تعهدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في برنامجه الانتخابي حظر جماعة الإخوان الإرهابية، فهل تدفع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لواشنطن باتجاه تنفيذ هذا الوعد؟
البعض يعلق الآمال على الزيارة التي تتم في الثالث من إبريل/ نيسان من العام الجاري لتحقيق هذا الأمر، وأكد خبراء استطلعت بوابة العين أرائهم، أن هذا ما يريده دونالد ترامب نفسه، ولكن الأمر يحتاج من وجهة نظرهم لمزيد من الوقت، لارتباطه بإجراءات مؤسسية لا تتعلق بالرئيس وحده.
ويقول توحيد مجدي، الكاتب المتخصص بشئون الحركات الإسلامية، إن هناك فرقاً كبيراً بين رجل الأعمال دونالد ترامب وبين الرئيس الأمريكي الذي بدأ يتعلم أفكار المؤسسة السياسية في بلاده، وعلى هذا الأساس فلا يمكن المراهنة على أن تسفر زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مطلع إبريل المقبل إلى واشنطن عن إقناع ترامب بتنفيذ تعهده الانتخابي السابق باعتبار جماعة الإخوان "إرهابية" وحظرها رسميا، فالأمر مختلف بالنسبة للرئيس الأمريكي الآن.
ويوضح مجدي في تصريح خاص لـ"العين" أن الرئيسين سيتحدثان باستفاضة عن الإرهاب بشكل عام وإستراتيجية التعاون لدرئه، إلا أن ترامب بات يدرك جيداً أن المؤسسة السياسة في بلاده تفضل تجميد وضع الإخوان، فربما تستفيد منهم في إذكاء صراعات داخل المنطقة العربية لاحقا، أو إحداث أمور أخرى من شأنها خدمة الصالح الأمريكي.
ومن جانبه يقول سامح عيد، المحلل السياسي والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الأمر لا يتوقف على موقف مصر فقط من جماعة الإخوان الإرهابية، فاتخاذ الولايات المتحدة الامريكية قرارا سياسيا بالحظر يتوقف على الأمن القومي الأمريكي، وواشنطن تحافظ على شركائها الذين يساعدونها في حروبها بالمنطقة العربية، ولعل أهم شريك لهم على الإطلاق جماعة الإخوان.
وأوضح عيد في تصريح خاص لـ"العين" أن الجماعة الإرهابية متواجدة عسكريا في 5 دول عربية، فجر ليبيا، حماس بغزة، الدعوة في العراق، الإصلاح في اليمن وجزء من الجيش الحر في سوريا، فضلا عن تواجدهم السياسي كأعضاء في برلمانات أو في الحكومات أو أحزاب سياسية في كثير من الدول العربية تتقدمها تونس، والولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع معاداة كل هؤلاء في هذا الوقت الحرج.
وأضاف أن جماعة الإخوان الإرهابية التي أبدت استعدادا تاما للتعاون مع أجهزة المخابرات الأمريكية، دائما ما تُلوح للجانب الأمريكي بأن لديها طاقة شبابية لو أطلقتها لأهلكت العالم بما فيه أمريكا بالإرهاب.
وأشار إلى أن حظر الإخوان في أمريكا أمر بات شديد التعقيد، وللاعتبارات السابقة فأقصى تطور يمكن أن تصل إليه مصر خلال زيارة رئيسها عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن أن تضع حجر أساس لبيان شبيه بالبيان البريطاني يحذر من عنف محتمل من بعض أفراد الإخوان وموقف واضح فقط ممن يصرحون بالعنف.
ومن وجهة نظر سياسية محايدة يقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس المصري لواشنطن ستكون فرصة جيدة لبدء علاقات مبنية على أُطر جديدة، وفرصة كذلك للاستماع إلى السيسي، لكنها لن تكون فرصة على الإطلاق لحظر جماعة الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكية.
واتفق في تصريحات خاصة لـ"العين" مع وجهات النظر التي سردها متخصصون في الحركات الإسلامية، على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يكون هو صاحب القرار الوحيد في اتخاذ قرار على هذا النحو، فالأمر يخضع لمدى تأثير القرار على الأمن القومي الأمريكي، وجماعة الإخوان تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بشكل صريح وهو ما يحجم أمريكا في اتخاذ قرار الحظر.
وقال إن هناك مواقف مشابهة في السجل السياسي الأمريكي، فكم من مرة تم التلويح بحظر الحرس الثوري الإيراني واعتباره إرهابيا، بينما لم يتم التنفيذ حتى هذه اللحظة، نظرا لأن هذا التنظيم الإرهابي يلبي لأمريكا رغبات في أماكن عديدة مختلفة بالمنطقة العربية، فالصالح الأمريكي هو الذي يحكم قرارات المؤسسات السياسية هناك والأمر ليس مرتبط بقمة ثنائية تنعقد بين رئيسين.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز