شائعة وحقائق.. هل الشمس مسؤولة عن التغيرات المناخية؟
تتوجه أصابع الاتهام نحو الشمس، باعتبارها المتسبب الأول والرئيسي في التغيرات المناخية، فما الحقيقة؟
ترتبط أشعة الشمس بالحرارة المرتفعة، حتى إننا نبحث في الشتاء عن أي مكان تطل فيه أشعة الشمس لنشعر ببعض الدفء، لكن مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، انتشرت بعض الشائعات التي تقول إنّ الارتفاع في درجات الحرارة الذي نشهده اليوم بسبب الشمس، خاصة أنّ الأرض تدور حولها بانتظام؛ فما الحقيقة؟
هل الشمس مسؤولة عن التغيرات المناخية؟
يخبرنا السجل الأحفوري للأرض أنّ هناك العديد من العصور الجليدية التي شهدتها الأرض نتيجة التغيرات المناخية، فأي تغيرات -ولو كانت طفيفة- في مدار الأرض حول الشمس قد تتسبب في ذهاب أو قدوم العصور الجليدية، لكن تحتاج الأرض لفترات زمنية طويلة حتى يأتي عصر جليدي جديد.
وقتها لم يكن للإنسان وجود على سطح البسيطة، لذلك فهو بريء من أي تغيرات مناخية حصلت في الماضي، لكن في خلال العقود الأخيرة ارتفعت درجات الحرارة العالمية، خاصة بعد الثورة الصناعية، التي قامت على الوقود الأحفوري. أضف إلى ذلك السرعة المذهلة التي تفاقمت فيها ظاهرة الاحترار العالمي، وهذا لا يمكن أن تكون الشمس مسؤولة عنه.
لكن.. من المسؤول عن التغير المناخي
حسنا، الإجابة باختصار إنه الإنسان. وحصل هذا نتيجة بعض الأنشطة التي يمارسها بدون وعي منه، فتسبب في إطلاق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، من ضمن هذه الأنشطة:
توليد الطاقة
يعتمد الإنسان في أغلب الأحيان على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة الكهربائية والحرارة، لكن في المقابل تُطلق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي، ما يتسبب في رفع درجات الحرارة.
الصناعة
تستهلك صناعة الكثير من المواد، مثل: البلاستيك والملابس والإلكترونيات، قدرًا كبيرًا من الطاقة، متسببة في إطلاق غازات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم.
وسائل النقل
تعمل أغلب وسائل النقل، مثل: الشاحنات والسيارات والطائرات والسفن بالوقود الأحفوري، ما يتسبب في انبعاث كميات كبيرة، خاصة من غاز ثاني أكسيد الكربون.
الغذاء
يعتمد الإنسان على الزراعة بصورة أساسية، من أجل الحصول على الغذاء، وذلك جنبًا إلى جنب مع تربية الماشية والأبقار، لكن تتسبب هذه العملية في إطلاق كميات كبيرة الغازات الدفيئة، خاصة غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون؛ فوفقًا لتقرير صادر عن «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (FAO) في عام 2018؛ قُدرت انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة الزراعية، بنحو 9.3 مليار طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.
إزالة الغابات
من ضمن الطرائق التي بدأ الإنسان يتوجه إليها من أجل تحقيق الاستدامة، هي زراعة الأشجار؛ لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكن على صعيد آخر، يقوم بعض البشر بقطع الأشجار وإزالة الغابات، ما يتسبب في إطلاق الكربون الذي خزنته تلك الأشجار على مدار السنين، وتُقدر كميات الانبعاثات الصادرة عن إزالة الغابات بنحو 4.8 مليار طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.
من ذلك، يتضح أنّ الشمس بريئة من التغيرات المناخية التي شهدها الكوكب مؤخرًا، وليست المسؤولة عنها كما يدّعي بعض الناس، وتقع المسؤولية الكبرى على عاتق الإنسان.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز