شمس كاليفورنيا «تغري» سوناك..بوصلة «خسارة» الانتخابات تتجه غربا
على شاطئ ماسل بيتش، المطل على المحيط الهادئ، يقع منزل يملكه رئيس وزراء بريطانيا بقيمة 7.2 مليون دولار، وتساؤلات كثيرة حول مستقبله.
ويكافح ريتشي سوناك، من أجل البقاء السياسي في الانتخابات المبكرة في بريطانيا، المقررة يوم 4 يوليو/تموز القادم، حيث تتوقع استطلاعات الرأي هزيمة كبيرة لحزب المحافظين الذي يتزعمه.
وعزز ذلك من التكهنات بأنه قد ينتقل إلى مكان آخر إذا خسر الانتخابات، ويغذي ذلك علاقة رئيس الوزراء البريطاني في كاليفورنيا.
وأصبحت الولاية الأمريكية، قضية في الحملة الانتخابية، لدرجة أن "إرسال سوناك إلى كاليفورنيا" أصبح اختزالًا سياسيًا لدعوات الإطاحة به من منصبه.
علاقة قديمة
لم يخفِ رئيس الوزراء البريطاني انجذابه إلى كاليفورنيا وعلاقته بها، قائلاً إن الوقت الذي قضاه في العيش والعمل هناك، حيث درس في جامعة ستانفورد والتقى بزوجته وأدار صندوق تحوط في سانتا مونيكا قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة لدخول عالم السياسة، ساعد في تشكيل طريقة تفكيره كقائد.
كما أن كاليفورنيا حددت أيضًا كيف يفكر فيه القادة الآخرون، فخلال لقاء جمعه العام الماضي مع جو بايدن في سان دييغو، قال الرئيس الأمريكي مازحًا "أريد أن أرحب بعودتك إلى كاليفورنيا.. إنه من جامعة ستانفورد، ولا يزال لديه منزلا هنا في كاليفورنيا. لهذا السبب أنا أتعامل معك بلطف شديد، ربما يمكنك أن تدعوني إلى منزلك في كاليفورنيا."
في المقابل، رفض سوناك فكرة أنه سيغادر إلى كاليفورنيا إذا خسر الانتخابات، وسط اقتراحات بأن رفاقه السابقين في جامعة ستانفورد، يجهزون لرئيس الحكومة البريطانية، وظائف مربحة في وادي السيليكون، خاصة وأنه سعى ليكون صوتاً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي، وأصبح صديقاً لشخصيات رئيسية مثل إيلون ماسك، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة بوليتيكو الأمريكية.
وتعهد سوناك بالبقاء كعضو في البرلمان لمدة السنوات الخمس المقبلة إذا خسر المحافظون في الرابع من يوليو.
لكن هذا لم يمنع خصومه السياسيين، والجمهور البريطاني، من التساؤل عما إذا كان سوناك قد ينتقل إلى مناخ أكثر دفئًا إذا كان أداء المحافظين سيئًا كما تشير استطلاعات الرأي.
إذا فعل ذلك، فسيكون بإمكانه أن يستبدل سماء لندن الملبدة بالغيوم بنسيم المحيط الدافئ في سانتا مونيكا، التي تتميز بحوالي 3,250 ساعة مشمسة في السنة، أي ضعف ساعات الشمس في العاصمة البريطانية تقريباً، بالإضافة إلى مشهد تكنولوجي مزدهر أكسب المنطقة لقب "شاطئ السيليكون".
ويقع المنزل الذي يملكه سوناك في منطقة جيدة للغاية، إذ يجاور مبنى تم تشييده في عام 2014، يضم خدمات، مثل مقهى شهير في الطابق الأرضي ومطعمًا يقدم وجبة فطور وغداء رائجة.
وعلى بعد شارعين فقط، يمارس الرياضيون، التمارين على شاطئ العضلات؛ ويركب السكان المحليون الدراجات على طول الشاطئ الرملي، بينما يلتقط السياح الصور مع لافتة شهيرة في رصيف سانتا مونيكا القريب.
وفي حال وجد سوناك نفسه مشتاقاً إلى أروقة الحكومة، فإن شقته لا تبعد سوى بضع دقائق سيراً على الأقدام عن واجهة قاعة مدينة سانتا مونيكا المصممة على طراز فني رائع.
ومن المرجح أن يكون لأبنائه الاختيار من بين مدارس النخبة في المنطقة، حيث سيختلطون بأبناء المشاهير. وسانتا مونيكا هي موطن لمدرسة كروسرودز المرموقة، على سبيل المثال، والتي تصدرت قائمة النسر الأخيرة لأفضل المدارس.
"ليس موضع ترحيب"
كما أن الحي لديه الكثير ليقدمه للمغتربين البريطانيين: وإذا شعر سوناك بالحنين إلى وطنه، فسيحتاج إلى المشي على الأقدام على بعد بضعة مبانٍ فقط إلى حانة "يي أولد كينجز هيد" وهي حانة ومتجر بريطاني في وسط المدينة.
في يوم مباراة كرة القدم الأولى لإنجلترا في بطولة أمم أوروبا في منتصف يونيو/حزيران الجاري، كانت الحانة مليئة بالمشجعين الذين كانوا يرتدون قمصان المنتخب الإنجليزي، وتراوحت ردود أفعالهم على احتمال قدوم سوناك إلى كاليفورنيا من الحماس المعتدل إلى اللامبالاة.
وقال جيمس ستوكس، وهو مغترب إنجليزي يعيش في المنطقة، إنه لم يعرف أن سوناك يمتلك منزلاً في المنطقة حتى وقت قريب، عندما شاهد مقطع فيديو على إنستغرام عن ماضي رئيس الوزراء.
وأضاف ستوكس أنه كان يأمل في البداية أن يجلب سوناك التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في منصب رئيس الوزراء، قبل أن يتابع "لقد خيب أملي".
واستطرد "إذا انتهى به الأمر بالعودة إلى هنا، أعتقد أنه سيكون مستهدفًا بعض الشيء"، "هناك جالية كبيرة من المغتربين، ولا أعتقد أنه سيكون موضع ترحيب حار هنا".
وهذه ليست المرة الأولى التي تشكل فيها علاقات سوناك بالولايات المتحدة عبئا سياسيا.
ففي عام 2022، تعرض لانتقادات شديدة عندما تبين أنه كان يحمل بطاقة خضراء أمريكية، والتي تمنح الإقامة الدائمة.
سوناك ليس الأول
إذا عاد سوناك إلى كاليفورنيا، فلن يكون السياسي البريطاني الوحيد - أو الزعيم المحافظ الأوروبي - الذي يستسلم للإغراء.بحسب بوليتيكو.
نيك كليج، نائب رئيس الوزراء السابق من الديمقراطيين الليبراليين، انضم إلى فيسبوك عام 2018، بعد عام من تركه البرلمان، وهو الآن يشغل منصب رئيس الشؤون العالمية في شركة ميتا.
وعندما استقال سيباستيان كورتز النمساوي من منصب المستشار، عام 2021، تولى وظيفة في شركة ثيل كابيتال التابعة لبيتر ثيل، وقسّم وقته بين كاليفورنيا والعاصمة فيينا.
هناك أيضًا ستيف هيلتون، مساعد ديفيد كاميرون السابق في داونينغ ستريت، والذي انتقل إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو للحصول على زمالة في جامعة ستانفورد، وبقي في وادي السيليكون مع عائلته منذ ذلك الحين.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز