غزو «النمل الخارق».. مستعمرات عملاقة تجتاح أوروبا وتتجه نحو بريطانيا!

حذر خبراء من احتمال وصول نوع غازٍ من النمل، يُعرف علميا باسم" تابينوما ماغنوم" إلى المملكة المتحدة.
وتسبب نمل " تابينوما ماغنوم" في أضرار واسعة النطاق في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وسويسرا، قبل أن يثير المخاوف من انتقاله للمملة المتحدة.
ويُعرف هذا النوع باسم "النملة الخارقة" نظرا لقدرتها على التمدد السريع وبناء مستعمرات ضخمة تُعرف بـ"المستعمرات العملاقة"، حيث يصل تعداد النملة الواحدة منها إلى نحو 20 مليون نملة تمتد على مساحة 60 فدانا. والأخطر أن هذه المستعمرات لا تتقاتل فيما بينها، بل تتحد لتكوين كيانات أكبر وأكثر تدميرا.
تدمير للبنية التحتية وانبعاث رائحة كريهة
تُعد النملة " تابينوما ماغنوم " أصلية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، مثل الجزائر والمغرب وتونس وإيطاليا وإسبانيا، لكنها بدأت في السنوات الأخيرة بالانتقال شمالا نحو بلجيكا، ألمانيا، هولندا وسويسرا.
ويشير الخبراء إلى أن واردات النباتات والشتلات المزروعة في أوعية من هذه المناطق تُمثل أحد أبرز وسائل انتقال هذه الحشرة إلى الدول الأخرى.
وتشتهر النملة بقدرتها على حفر الأنفاق تحت الطرق والممرات، مسببة هبوطًا في الأرصفة، وقطعا في كابلات الكهرباء والإنترنت. وقد أُجبر أحد ملاعب الأطفال في مدينة "كيل" الألمانية على الإغلاق بعد أن تم حفر أرضيته بالكامل بواسطة هذه النملات، وفقا لتقارير إعلامية محلية.
كما أن سحق النملة يؤدي إلى انبعاث رائحة "زبدة فاسدة"، حسب وصف شهود في المناطق المتضررة.
خطر محتمل على بريطانيا
حتى الآن، لم تُسجل حالات مؤكدة لوجود النملة " تابينوما ماغنوم " في المملكة المتحدة، إلا أن الخبراء يرون أن الأمر مسألة وقت، خاصة مع التغيرات المناخية التي تؤدي إلى شتاء أكثر دفئا وصيف أطول، مما يهيئ بيئة مثالية لاستقرار هذا النوع.
وقال "نيال غالاغر"، مدير الشؤون الفنية في جمعية مكافحة الآفات البريطانية: "في حال استقرار هذا النوع في بريطانيا، سيشكل تهديدا على البيئة المحلية وقد يُلحق أضرارا بالبنية التحتية ويُزيح الأنواع الأصلية".
وأضاف: "تحديد هذه النملة بالعين المجردة قد يكون صعبا، فهي تشبه نملة الحديقة السوداء الشائعة، لكن حركتها المنظمة في طوابير طويلة عبر الأرصفة والجدران يُعد مؤشلات مميزا".
مواجهة صعبة
في حال دخول هذه النملة إلى بريطانيا، يُتوقع أن يتم الاعتماد على مزيج من الطعوم الكيميائية والمعالجات السطحية، كما حدث بنجاح في مدينة زيورخ السويسرية.
لكن جمعية مكافحة الآفات البريطانية تحذر من أن الجهود الفردية من السكان لن تكون كافية للقضاء على المستعمرات، بل إن الأمر يتطلب خطط مكافحة مصممة خصيصًا.
من جهته، أكد الباحث "ريكاردو بيريرا" من متحف التاريخ الطبيعي في شتوتغارت: " النملة تابينوما ماغنوم، تُحدث تأثيرات عميقة على المجتمعات المحلية، ومع استمرار الاحتباس الحراري، فإن موجات جديدة من الأنواع الغازية ستجد طريقها إلى مناطق جديدة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE3IA== جزيرة ام اند امز