"العين الإخبارية" تكشف إمكانية تقديم أفلام "سوبر هيروز" في السينما العربية
أصبحت أفلام الأبطال الخارقين رهانا مضمونا لشركات الإنتاج الأمريكية، مع تعاظم أرباحها وكسر إيراداتها حاجز المليار دولار عالميا.
وبات من الواضح أن الجمهور يعشق هذه النوعية من الأفلام، خاصة مع جرعة الترفيه العالية التي تتضمنها، وخلوها من قضايا شائكة أو مشاهد عري أو غيرها مما قد يتنافى مع القيم العائلية.
وعادة ما يتم تصنيف أفلام الأبطال الخارقين أقل من سن 13، بحيث يمكن دخولها لكل أفراد الأسرة.
ورغم النجاح التجاري والجماهيري، وانتشار إنتاجها من قبل شركات الإنتاج المختلفة وليست مارفل وحدها، ولكن يظل هناك تحفظ فني على هذه النوعية من الأعمال.
مع استمرار النجاح المتواصل لأفلام الأبطال الخارقين، خرج مخرجون مخضرمون عن صمتهم وانتقدوا هذه النوعية علنا، وعلى رأسهم المخرج مارتن سكورسيزي وستيفن سبلبيرج.
هوس جماهيري
لا شك أن أفلام الأبطال الخارقين خيار المنتجين والجمهور المفضل، إذ يعرض حاليًا في دور العرض فيلم Black Adam لشركة دي سي وبطولة دواين جونسون "ذا روك"، محققًا نجاحًا كبيرًا.
وينافسه في دور العرض أيضًا الجزء الثاني من السلسلة الناجحة Black Panther، والذي حقق بدوره نجاحًا كبيرًا في وقت قصير، ليؤكد الفيلمان نظرية أن أفلام "السوبر هيروز" خيار ربح مضمون وسهل لشركات الإنتاج.
ويعد فيلم Avengers: Endgame "أفنجرز: نهاية اللعبة"، ثاني أعلى فيلم إيرادات في تاريخ السينما، بعد فيلم أفاتار.
إيرادات "أفنجرز: نهاية اللعبة" مثلت ظاهرة إبان وقت طرح الفيلم، حيث كان الجزء الأخير من السلسلة بمثابة حدث جلل لعشاقها، وبالتالي لم يكن من الصعب توقع أن الفيلم سيحقق إيرادات خيالية.
وسلسلة أفنجرز ليست الوحيدة في قائمة الأعلى إيرادات في تاريخ السينما، ففي المركز الخامس يأني فيلم "أفنجرز: إينفنتي وور"، وفي السادس يأتي فيلم "سبايدرمان: نو واي هوم"، وفي التاسع يأتي فيلم "ذا أفنجرز".
من الملاحظ أن الأفلام السابقة جميعها من إنتاج مارفل، التابعة لديزني، أي أن مارفل سيطرت على 4 مراكز وسط قائمة أعلى 10 أفلام إيرادات في تاريخ السينما، وهو رقم ليس بالهين.
تحفظات نقدية
رغم النجاح الجماهيري، الذي يوحي أن هذه الأفلام لا يختلف عليها اثنان، لكن كبار صناع السينما في هوليوود كان لهم رأي مختلف.
صرح المخرج الفائز بالأوسكار مارتن سكورسيزي من قبل بأن أفلام عالم مارفل السينمائي لا ترقى لأن يطلق عليها سينما، وقال إنها شيء آخر، وعلى المخرجين الحقيقيين ألا يستسلموا لهذا الغزو، وأن يخطوا خطى حقيقية نحو صناعة أفلام أصلية.
وشبه سكورسيزي أفلام مارفل بألعاب الملاهي، حيث أصبحت قاعات السينما بمثابة ملاهي ترفيهية، وهو أمر جيد لعشاق هذا النوع من الفن ولكنه ليس ذوق.
وتابع: "أنا معجب بالجهد المبذول في هذه الأفلام، ولكن ليس من المفترض أن يخلقوا جمهورا يظن أن هذه سينما".
وأيد وجهة نظره المعارضة، المخرج فرانسيس فورد كوبولا، مبدع سلسلة The God Father "العراب".
وجاءت انتقادات كوبولا حادة إلى عالم مارفل، حيث قال إنها أفلام حقيرة، وإن مارتن كانت لطيفًا عندما قال إنها ليست سينما، مضيفا أن الأفلام يفترض أن تقدم تنويرًا ووعيًا للجمهور، وهو ما لا يحدث من مشاهدة هذه الأفلام.
ويحاول الناقد والمخرج السينمائي المصري أحمد شوقي، تفسير سبب الهوة بين الجمهور وصناع السينما فيما يخص عالم الأبطال الخارقين، ومدى احتمالية ظهور بطل خارق عربي.
يتفهم شوقي وجهة نظر سكورسيزي ومخرجي هوليوود في رؤيتهم لهذه النوعية من الأفلام على أنها أقرب إلى "شو" أو استعراض منها إلى فيلم حقيقي له قصة ودراما وشخصيات، مثل نوعية الأفلام التي يقدمها سكورسيزي.
ويؤكد شوقي أن أفلام الأبطال الخارقين ناجحة جماهيريًا بلا شك، ولكن هذا النجاح لا قيمة له فنيًا، حيث يظل العمل الجيد جيدا والرديء رديئا.
هل نرى سوبر هيرو عربي؟
قالت الناقدة المصرية ماجدة خير الله، إن الإنتاج هو العائق الوحيد عن تنفيذ فكرة سوبر هيرو عربي، لكن سوق الصناعة السينمائية يسمح بالتنفيذ وقادر عليه بقوة، لأننا نمتلك كتاب سيناريو أقوياء وفنانين مميزين ومخرجين مبدعين.
ولا يرى الناقد أحمد شوقي إمكانية قريبة لتقديم سوبر هيرو مصري، لأسباب إنتاجية بحتة، إذ تعتمد هذه الأفلام على عنصر الإبهار، حيث يبحث الجمهور عن عامل الروعة والإلهام والقوة البصرية في هذه الأفلام وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وقال شوقي إن هناك تطورا ملحوظا في الصناعة مؤخرًا، ولكن يظل هناك سقف للإمكانيات الإنتاجية، ففي مصر على سبيل المثال لا تستوعب السوق إمكانية إنتاج فيلم بميزانية 300 مليون جنيه، إلى الآن لا يمكن تحقيق هذا الحلم.
وتابع مستشهدًا بفيلم كيرة والجن، أنه الأعلى إيرادات في تاريخ مصر، ولكن رغم ذلك لم تتجاوز ميزانيته نصف الرقم السابق، وبالتالي تظل السوق محكومة في مصر بإمكانات الإنتاج.
وأضاف أن سوق الإنتاج والإيرادات في المملكة العربية السعودية في حالة زيادة واضحة مؤخرًا، مقارنة حتى بمصر، وبالتالي يمكن أن يأتي فيلم بطل خارق منها.
وذكر شوقي، أنه حتى لو توافرت الإمكانيات هناك شكوك حول إقبال الجمهور على فيلم بطل خارق، لأنه يرى أن الأفلام ذات الخصوصية الثقافية المحلية مثل أفلام الكوميديا والدراما في المجتمع العربي دائمًا رهان أفضل ورابح، وأثبتت نجاحها دومًا، لأنه لا يمكن وضعها في مقارنة مع مثيلتها الغربية.