"سوبر مان" مصري.. قصة شاب أنقذ 6 أطفال من الموت حرقا
بعد أن أحاطت بهم النيران من كل اتجاه ساق القدر شابا مصريا لإنقاذ 6 أطفال عجزوا عن الهروب من الحريق الذى أحاط بهم ففروا منه إلى المياه.
بدأت القصة، الثلاثاء، عندما وجد جون مدحت، 21 عامًا، أطفالا عالقين وعلى وشك الموت المحقق بعد اندلاع حريق ببعض الأشجار والمخلفات بجوار نادي أطباء محافظة أسيوط شمال مصر، ليتحول لسوبر مان ويبدأ عملية إنقاذ الأطفال الـ6 دون خوف أو تردد قبل أن يتم نقله هو للمستشفى لإنقاذه من آثار الدخان الذي كاد ينهي حياته، لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بالدعاء له.
وقال جون، الطالب بالفرقة الثانية بمعهد الإرشاد السياحي بالأربعين في أسيوط، إنه تواجد أمام الحريق بالصدفة البحتة، فهو يعمل في إعداد وتجهيز الحفلات وكان على موعد مع عدد من أصدقائه بجامعة أسيوط للاتفاق على تجهيز حفلة خيرية للأيتام في رأس السنة عندما شاهد الوضع الصعب لهؤلاء الأطفال، بحسب وسائل إعلام مصرية.
وشاء القدر أن يرفض أمن الجامعة دخوله في ذلك الوقت لكونه غير مقيد بالجامعة، واستمر واقفًا أمام بوابة الجامعة التي تطل على الترعة الإبراهيمية بالمواجهة مع نادي الأطباء في انتظار زملائه لمناقشة ما يخص الحفلة، لكنه فوجئ باندلاع حريق هائل وارتفاع ألسنة اللهب أمامه بالجهة الأخرى في قطعة أرض فضاء بها العديد من الأشجار والأخشاب التى ساعدت في انتقال النيران بسرعة وتصاعد الأدخنة حتى قاربت نادي الأطباء.
وأضاف جون: "ذهبت بسرعة في اتجاه الحريق رغم شعوري بالاختناق خاصة أنني أعاني من ضيق في التنفس، وبالقرب من سور نادي الأطباء رأيت عددًا من الأطفال يهربون من ألسنة النيران التي اقتربت منهم بفعل الهواء وتطاير الأخشاب والشجر حتى وصلت إليهم وحاولوا الخروج ولكن لكثافة الأدخنة اتجه الأطفال ناحية الترعة فكانوا على وشك السقوط فيها أسفل السور ولم يتمكنوا من الخروج أو الاتجاه بشكل صحيح ناحية الخروج".
وتابع: "قمت بالدخول من الجهة الأخرى بمساعدة شخص آخر من خلال تكسير بعض الأخشاب وإزاحة الأشجار جانبًا وتمكنت من إخراج ٦ أطفال، حيث كنت أحمل الطفل وأخرجه للشخص الآخر حتى تمكنا من إخراجهم جميعًا وبمجرد خروجي لم أستطع تحمل الأدخنة أكثر من ذلك، وشعرت بإعياء شديد ونقلت على أثره للمستشفى، وتم احتجازي تحت العناية حتى خرجت معافى".
وأكد جون أنه لم يفعل سوى الواجب خاصة أنه رأى في هؤلاء الأطفال إخوته الصغار، حيث يعد بمثابة الأب لهم بعد وفاة والده منذ ١٢ عامًا مضت، مشيرا إلى أن الواقعة لم تأخذ أكثر من نصف ساعة.