"الثلاثاء الكبير".. مسمار أخير في نعش إليزابيث وارين
مع إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الثلاثاء الكبير لم تحقق إليزابيث وارين نتائج كبيرة في مواجهة متصدري السباق للبيت الأبيض
مع إغلاق صناديق الاقتراع في 18 ولاية حتى الآن بـالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لخوض رئاسيات عام 2020، لم تحقق السيناتور إليزابيث وارين نتائج كبيرة في مواجهة متصدري السباق نحو البيت الأبيض.
وحصلت وارين (70 عاما) على أصوات بضعة مندوبين احتلت بها المركز الثالث، بعد "هزيمة محرجة" في ولاية ماساتشوستس مسقط رأسها، خلف نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز، حسبما ذكر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وقال الموقع إنها تخلفت كثيرا في المنافسة على أصوات المندوبين في يوم "الثلاثاء الكبير"، وجاءت بعد عمدة "ساوث بيند" السابق بيت بوتيجيج على الرغم من انسحابه من السباق الأحد.
ورجح أن أداء وارين السيئ في يوم "الثلاثاء الكبير"، ربما يؤدي إلى تقويض استراتيجية حملتها الواضحة للبقاء في السباق؛ لا سيما بعد أن أصبحت في موقف صعب.
وجاءت وارين في المركز الثالث في ولاية أيوا، والرابع في ولايتي نيو هامبشاير، ونيفادا، والخامس في ولاية ساوث كارولينا، ما يعد مؤشرا على قرب انتهاء حملاتها، حيث قال أحد كبار الشخصيات البارزة في نيو هامبشاير "لقد انتهى أمرها" في تلك الليلة.
ومع التمسك بأحد الشعارات المميزة لحملتها، "مع ذلك، استمرت"، أوضحت وارين أنها تستطيع أن تضع نفسها كمرشحة وحدة بين ساندرز وبين قلة المعتدلين وتجمع ما يكفي من المندوبين في يوم "الثلاثاء الكبير" لتكون قادرة على المنافسة.
ونجحت وارين في تحطيم المنافسين في مرحلة المناظرات الانتخابية في ولاية نيفادا، لكنها فشلت في تحقيق نتائج في انتخابات "الولاية الفضية" ساوث كارولينا.
وحققت طفرة قوية في جمع التبرعات في ولاية ساوث كارولينا، لكنها احتلت المركز الخامس في الانتخابات التمهيدية للولاية، وراء بوتيجيج، الذي كان يُنظر إلى افتقاره إلى الدعم على نطاق واسع بين الناخبين ذوي البشرة السمراء على أنه "نقطة ضعف" حملته.
واحتلت وارين المركز الثالث في ولاية فرجينيا، حيث حصلت على 11% من الأصوات، والرابع في ولاية نورث كارولينا بنسبة 10% من الأصوات على الرغم من حقيقة أن الولايتين بهما عدد كبير من السكان البيض الذين تلقوا تعليماً جامعياً، حيث تزداد فرصها.
وبينما تتصاعدت الضغوط على وارين للانسحاب، حيث لم تتقدم على المركز الثالث في أي من الانتخابات التمهيدية في الـ14 ولاية، يبدو أن نتائج انتخابات "الثلاثاء الكبير" ستكون "المسمار الأخير" في نعش وارين في الانتخابات التمهيدية.
وشهدت 14 ولاية ومنطقة أمريكية، انتخابات "الثلاثاء الكبير" لاختيار أكثر من 1000 مندوب من الحزب الديمقراطي و600 مندوب من الحزب الجمهوري يتعهدون بتأييد واحد أو آخر من المرشحين للرئاسة.
ومنذ نشأته، اكتسب يوم "الثلاثاء الكبير" أهمية كبيرة في الساحة السياسية الأمريكية، حيث ينظر إليه باعتباره مقياسا لمعرفة مدى فاعلية الحملات الانتخابية في مجموعة من القضايا الوطنية.
وعادة ما تُجرى الانتخابات الأمريكية يوم ثلاثاء، إلا أن وصفه بـ"الكبير" لا يمثل نعتا رسميا وإنما جرى التعارف عليه في أوساط الصحافة والسياسة لما له من تأثير على تشكيل مسار الانتخابات.
وتعود تسمية "الثلاثاء الكبير" إلى عام 1976 حين حاولت الولايات زيادة نفوذها في التأثير على عملية الترشيح، وتم إنشاء كتل جغرافية لتشجيع المرشحين لمنصب الرئاسة على تنظيم حملاتهم، وتمضية بعض الوقت في تلك الولايات.
ويختار الحزبان المهيمنان على السياسة الأمريكية مرشحهما للرئاسة في تجمعات حزبية يحضرها مندوبون من الولايات أو عبر انتخابات تمهيدية.
ويحدّد قانون كل ولاية كيفية اختيار مندوبي كل حزب، إما عن طريق الانتخابات الأولية وإما التجمعات.
ويرتقب أن يسفر هذا اليوم عن اختيار أكثر من 1300 مندوب ديمقراطي، وهذا العدد يضاهي ثلث العدد الإجمالي للمندوبين.
وعند إضافة 155 مندوبا جرى اختيارهم في الولايات التي صوتت مبكرا، أي في ولايات آيوا ونيو هامشير ونيفادا وساوث كارولينا، فإن ما يقارب 40% من المندوبين سيكونون قد اختيروا بعد الثلاثاء الكبير.
ويحتاج المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية إلى 1991 مندوبا حتى يضمن ترشيحه لخوض انتخابات الرئاسة.
وينقسم المندوبون إلى فئتين اثنتين؛ أولهما مندوبون يجري اختيارهم على مستوى الولاية، ومندوبون يتم اختيارهم على مستوى مقاطعات.
ويتفاوت عدد المندوبين بين الولاية والأخرى، نظرا إلى اختلاف التعداد السكاني، وبحكم تفاوت وزن الحزب الديمقراطي من ولاية إلى أخرى.
وكشفت نتائج أولية عن فوز جو بايدن في ولاية بتكساس، فيما تقدم بيرني ساندرز في ولاية كاليفورنيا خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.