تعثر سلاسل الإمداد ينذر بموجة غلاء.. قائمة بالزيادات في أسعار السلع
فاقمت الحرب الروسية في أوكرانيا تداعيات أزمة سلاسل الإمداد التي ظهرت خلال الإغلاق العام بفعل كورونا، واليوم يئن العالم من أزمة غلاء.
تسبب الإغلاق العام الذي ضرب العديد من الدول وعلى رأسها الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مورد) في حالة شلل عام لحركة التجارة العالمية، وعلى أثرها ارتفعت أسعار الشحن بنسبة بلغت 500% في بعض الدول مثل تونس، كما رفعت قناة السويس رسوم عبور السفن بنسبة 6%.
وتوقع محللو مصرف "جولدمان ساكس" أن يصل سعر القمح إلى 7.75 دولار للبوشل (إداة قياس بريطانية وأمريكية للأحجام الجافة، وتساوي 04 بك أو 08 جالون) بحلول الصيف، في حين يمكن أن يُتداول فول الصويا على سعر 17.5 دولاراً، والقمح بنحو 12.5 دولاراً للبوشل.
وشهد الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس) ارتفاعات قوية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وهما الآن مرتفعان بنحو 36% عن مستوياتهما في بداية العام.
وسجل سعر خام برنت اليوم نحو 100.03 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس سجل نحو 96.60 دولار للبرميل، وسط توقعات بوصول سعر البرميل (خام برنت) لمستوى 145 دولارا خلال الفترة المقبلة.
ويتوقع الخبراء أن تشهد أسعار بعض السلع ارتفاعات قياسية مثل الإلكترونيات وتكلفة التدفئة من 30% إلى 54% (30% زيادة في سعر الغاز الطبيعي و54% زيادة في سعر غاز البروبان)، و58% زيادة في سعر البنزين، و10% زيادة في أسعار الملابس، و10% في الأثاث، و8.4% تكاليف الرعاية الصحية.
وتسبب إغلاق مدينة صينية مجهولة نسبيا في إطار مكافحة كوفيد بارتفاع أسعار الألمنيوم العالمية إلى أعلى مستوى منذ 14 عاما، حيث بلغ سعره 4 آلاف دولار للطن، وتستحوذ روسيا على نحو 6% من إنتاج الألمنيوم على مستوى العالم.
ووصلت أسعار البلاديوم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند مستويات تقترب من 3200 دولار .
ويأتي ذلك بسبب تفاقم المخاوف من احتمالية عرقلة صادرات روسيا، التي تعد واحدة من كبار المنتجين للمعدن، نتيجة للعقوبات المفروضة على الدولة بعد غزوها أوكرانيا.
وتستحوذ روسيا على 40% من جميع الإنتاج المستخرج من المعدن، الذي يُستخدم غالباً في المحولات الحفازة الموجودة بالسيارات المعتمدة على البنزين.
وارتفعت أسعار خام النحاس إلى أعلى مستوياته على الإطلاق لتقترب من مستويات الـ 5 آلاف دولار للطن
وتشكل صادرات روسيا من النحاس 3.3% من الإنتاج العالمي تقريبًا، وكانت إمدادات النحاس تواجه ضغوطاً متنامية عالمياً قبل أن يأمر الرئيس فلاديمير بوتين جيشه باجتياح الدولة المجاورة.
وعن أسعار السيارات أعلنت صانعة السيارات الكهربائية "بي واي دي" – المدعومة من المستثمر الناجح "وارن بافت" – خطتها لرفع أسعار مركباتها للطاقة الجديدة للمرة الثانية في أكثر من شهر، بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام.
ورفعت الشركة الصينية أسعار سياراتها بما يتراوح بين 3 آلاف إلى 6 آلاف يوان (471-942 دولار) اعتبارًا من اليوم الأربعاء، وأوضحت أن العملاء الذين دفعوا ودائع للسيارات قبل ذلك لن يتأثروا.
كما رفعت "بي واي دي" الأسعار بقيمة من ألف إلى 7 آلاف يوان في الأول من فبراير مشيرة إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام، وخفض الدعم الحكومي المقدم لمركبات الطاقة الجديدة.
وتأتي تلك الخطوة بعدما رفعت منافستها الأمريكية "تسلا" أسعار سياراتها في الصين والولايات المتحدة للمرة الثانية في أقل من أسبوع.
رفعت شركة تسلا أسعار سياراتها الكهربائية للمرة الثانية خلال الشهر بعد إضافة 1000 دولار إلى بعض الطرز طويلة المدى الأسبوع الماضي، وفقا لتقرير engadged.
ونفذت شركة صناعة السيارات الآن زيادة أكبر في الأسعار عبر تشكيلتها مثل تقارير Electrek ، وتبدأ أسعارها الآن من 46.990 دولارًا للطراز الأساسي 3 أعلى 2000 دولار من ذي قبل، وأصبح الطراز 3 Dual Motor All-Wheel Drive أغلى الآن بـ 2500 دولار بسعر 54490 دولارًا، وتكلف نسخة الأداء الآن 3000 دولارًا إضافيًا بسعر 61990 دولارًا.
وفى الوقت نفسه، تبدأ أسعار الطراز Y الآن من 62990 دولارًا ، أو 2000 دولارًا أعلى من ذي قبل ، للإصدار طويل المدى.
وقامت Tesla بزيادة أسعار إصدار Performance بمقدار 3000 دولار أيضًا، مما يعنى أنها ستعيدك الآن إلى 67990 دولارًا، وبالنسبة لكلا الخيارين من الطراز S، أضافت تسلا 5000 دولار فوق أسعارها السابقة، ولذلك سيتعين عليك إنفاق ما لا يقل عن 99.990 دولارًا أمريكيًا للواحد ولم تحصل أي من المركبات الكهربائية الأخرى على زيادة في الأسعار كبيرة مثل الطراز X ، والتي تكلف الآن 10000 دولار إضافية بسعر 114.990 دولارًا.
الأسعار بالولايات المتحدة
ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية في الولايات المتحدة الشهر الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ 40 عاما، في حين لا يزال أكبر اقتصاد في العالم يرزح تحت وطأة تضخّم متسارع تفاقمه تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وارتفع مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 7.9% في فبراير/شباط مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في أكبر زيادة له منذ يناير/كانون الثاني 1982، مع ارتفاع أسعار البنزين والمواد الغذائية والإسكان، وفق ما أعلنت وزارة العمل.
الأسعار في الاتحاد الأوروبي
يقدّر الخبير الاقتصادي لدى معهد Bruegel جان-بيزاني فيري أن الحرب ستكلّف الاتحاد الأوروبي 175 مليار يورو بسبب تأثير فاتورة الطاقة واستقبال اللاجئين والدعم المالي.
وقدّر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول هذا الاسبوع أمام الكونجرس الأمريكي بأن كل ارتفاع بقيمة 10 دولارات لسعر برميل النفط يتسبب بتراجع النمو في الولايات المتحدة بنحو 0,1 نقطة وبزيادة معدّل التضخم بـ 0,2 نقطة، وقد بلغ الأخير 7,9% في شباط/فبراير.
فرنسا وبريطانيا
وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة أوروبية في فيرساي، من أن أوروبا وإفريقيا "ستتأثران بشكل عميق جدًا على مستوى الغذاء" في الأشهر الـ12 إلى الـ18 المقبلة، خصوصًا بسبب الاضطرابات الكثيرة المتوقعة أثناء موسم الحصاد في أوكرانيا ولاسيما حصاد القمح.
من جانبها، طالبت دول مجموعة السبع الجمعة المجتمع الدولي بتجنّب اتخاذ أي تدبير يحدّ من عمليات تصدير المواد الغذائية.
بدوره، أعلن "بنك انجلترا" أن معدل التضخم السنوي في بريطانيا سيبلغ ذروته عند 7.25% في أبريل/نيسان، مقارنة بـ5.4% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، علما أن المعدل الأخير كان الأعلى منذ 30 عاما.
واعتبارا من أبريل/نيسان، سيرتفع السقف السنوي للأسعار بالنسبة للمستهلكين غير المرتبطين باتفاق ثابت مع الشركة التي تمدّهم بالطاقة بنسبة 54% إلى 1971 جنيها استرلينيا (2680 دولارا، 2350 يورو) في إنجلترا وويلز واسكتلندا، وفق الهيئة الناظمة "أوفجيم".
وقالت رئيسة نقابة "يونايت" في بريطانيا، شارون غراهام، "سيحوّل رفع سقف أسعار الطاقة أزمة تكاليف المعيشة إلى كارثة بالنسبة لملايين الناس".
وأضافت أن ذلك "سيزجّ بعائلة واحدة على الأقل من كل أربع في بريطانيا بازمة الافتقار الى الوقود".
ويستخدم مصطلح "فقر الوقود" للإشارة إلى العائلات التي تصبح تحت خط الفقر الرسمي في بريطانيا فور دفعها فواتير التدفئة.