أزمة إمدادات تهيمن على أسواق النفط.. كيف أثرت على سعر البرميل؟
تراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة مع انحسار مخاوف الإمدادات في ظل استمرار انقسام دول الاتحاد الأوروبي بشأن فرض حظر نفطي على روسيا.
يأتي ذلك في ظل ما تدرسه الولايات المتحدة وحلفاؤها بالإفراج عن المزيد من النفط من المخزون لتهدئة الأسواق.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا بما يعادل 0.4% إلى 118.57 دولار للبرميل بحلول الساعة 0529 بتوقيت جرينتش بعد أن تراجعت 2.1% في الجلسة السابقة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 47 سنتا أو 0.4% إلى 111.87 دولار للبرميل بعد خسارتها 2.3% في الجلسة السابقة.
ويتجه كلا العقدين لتحقيق أول زيادة أسبوعية لهما في 3 أسابيع، إذ يتجه برنت لتحقيق قفزة 10%، في حين يتجه غرب تكساس الوسيط لارتفاع 7% بعد مخاوف أكبر من حدوث أزمة في الإمدادات تسبب فيها تفكير الاتحاد الأوروبي في مقاطعة النفط الروسي في وقت سابق من الأسبوع.
- الحرب تحرق"الأحلام المستدامة".. هل يعود الفحم لأزهى عصوره بأوروبا؟
- الأسمدة أزمة خطيرة قادمة.. 8 دول زراعية على صفيح ساخن
وقال محلل شؤون السلع الأساسية في بنك أستراليا الوطني بادن مور "المخزونات آخذة في التقلص. يعني هذا، وفق المعطيات الحالية، أن الشح في السوق سيستمر".
أوبك تحذر أوروبا
وحذّر مسؤولون في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الاتحاد الأوروبي من عواقب الإقدام على حظر النفط الروسي، مؤكدين أن الأضرار لن تقع على موسكو وحدها بل ستمتد آثارها للجميع.
ويأتي التحذير بالتزامن مع مناقشات مكثفة تجريها دول الاتحاد الأوروبي لحظر واردات الطاقة الروسية، أسوة بالولايات المتحدة وبريطانيا.
وقالت مصادر في أوبك إن مسؤولين من منظمة الدول المصدرة للنفط يعتقدون أن حظر الاتحاد الأوروبي للنفط من روسيا سيضر المستهلكين، مشيرين إلى أن أوبك نقلت مخاوفها إلى بروكسل، بحسب رويترز.
حظر النفط الروسي
فرض الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد بشدة على النفط الروسي، عقوبات صارمة على موسكو، بما في ذلك تجميد أصول مصرفها المركزي، ويناقش التكتل ما إذا كانت ستُفرَض عقوبات على صناعة الطاقة الروسية وكيفية القيام بذلك.
ومن المتوقع أن يتفق زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة تستمر يومين –الخميس والجمعة- على شراء الغاز بشكل مشترك؛ حيث يسعون لخفض الاعتماد على الوقود الروسي وبناء حاجز ضد صدمات الإمداد، لكن الكتلة لا تزال غير مرجحة لمعاقبة النفط والغاز الروسي.
وبينما استهدفت الولايات المتحدة وبريطانيا النفط الروسي؛ فإن هذا خيار مثير للانقسام بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد على روسيا في تأمين 40% من احتياجاته من الغاز، ونحو 30% من النفط.
واختلف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين الماضي، بشأن ما إذا كانت ستُفرَض عقوبات على الطاقة الروسية وكيفية فرضها.
وقال مصدر في أوبك إن الامتناع عن فرض حظر على النفط الروسي سيشير إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي "اقتنعوا بواقع الطاقة لديهم وليس رغباتهم"، حسب رويترز.
بحر قزوين
توقّف خط أنابيب بحر قزوين بعد تدمير في محطة الشحن جراء العاصفة التي ضربت الجزء الروسي من البحر الأسود وتسبّبت في تحطُّم منصّتين من 3 نقاط رسو لشحن الخامات الروسية والقازاخستانية على بحر قزوين، ما أدى إلى توقّف خط أنابيب بحر قزوين (سي بي سي).
وقال وزير الطاقة في قازاخستان، بولات أكشولاكوف، إنه من المتوقع إعادة تشعيل خطوط أنابيب بحر قزوين لشحن الخام في غضون شهر، بعد الانتهاء من أعمال الإصلاح لمحطة الشحن.
كان نائب وزير الطاقة الروسي، بافيل سوروكين، قد أكد في وقت سابق أن الصيانة قد تستغرق شهرين، مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات لما يصل إلى مليون برميل يوميًا.
إمدادات النفط
يعدّ سي بي سي أحد أكبر خطوط أنابيب النفط في العالم التي تشحن الخام من قازاخستان إلى الأسواق العالمية، ويشحن نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، أو 1.2% من الطلب العالمي، وسيؤدي أيّ اضطراب كبير في تدفّقاته إلى مزيد من الضغط على سوق النفط العالمية، التي تواجه واحدة من أسوأ أزمات الإمدادات.
قال أكشولاكوف، إن خط الأنابيب -المملوك جزئيًا لشركتي النفط الأميركيتين شيفرون وإكسون موبيل- صدَّر 53-54 مليون طن (377 – 384 مليون برميل) من الخام القازاخستاني العام الماضي، من إجمالي الصادرات البالغ 67.6 مليون طن (480 مليون برميل)، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وتعود ملكية معظم النفط في خط الأنابيب إلى روسيا وقازاخستان وشركات نفط دولية كبرى، مثل شيفرون، وتصدّر النفط من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.
توقعت الوكالة الدولية للطاقة تراجع إنتاج النفط الروسي بمقدار 3 ملايين برميل إلى 8.6 مليون برميل/يوميًا، بدءًا من شهر أبريل/نيسان المقبل.
وارتفعت أسعار النفط من نحو 90 دولارًا للبرميل في فبراير/شباط الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، عند 139 دولارًا للبرميل في 7 مارس/آذار، ويُتداول -حاليًا- عند 118 دولارًا.