الأمريكان يبحثون عن جنسيات ثانية بعد فوز ترامب.. ما السبب؟
كان الاهتمام الأمريكي بالحصول على جنسيات ثانية في ازدياد على مدار العام الماضي، وقفز هذا المعدل بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات.
وفق ما ذكر "بيزنس إنسايدر"، فقد أبلغت شركات المواطنة العالمية عن زيادة أخرى في اهتمام الأمريكيين بالحصول على جنسيات أخرى، منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب.
وقالت جودي غالست، التي تدير مكتب شركة المواطنة العالمية Henley & Partners في نيويورك، في اليوم التالي للانتخابات: "نحن مشغولون للغاية في الوقت الحالي".
وذكرت أن المكالمات الهاتفية والاستفسارات عبر الإنترنت للشركة كانت "مستمرة" في الصباح التالي ليوم الانتخابات.
وكشفت الشركة أنها شهدت زيادة بنسبة 392٪ في الاستفسارات من المواطنين الأمريكيين خلال أسبوع الانتخابات مقارنة بالأسبوع السابق لها.
وأخبرت شركات أخرى تعمل في هذا المجال، مثل Arton Capital، بيزنس إنسايدر، أنها تلقت ما بين 110 و120 استفسارًا في اليوم التالي للانتخابات - حوالي خمسة أضعاف العدد المعتاد، عن إمكانية الحصول على جنسيات أخرى في أقرب وقت.
مخاوف جديدة
قال رياض جافري، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات المواطنة "داسين"، إنه بالإضافة إلى رغبتهم في الحصول على جنسية ثانية، فإن العملاء يريدون نقل أصولهم إلى الخارج.
وقال إن الناس قلقون بشأن وعد ترامب برفع التعريفات الجمركية، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الاقتصاد والدولار الأمريكي.
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، ساعدت الشركة عددًا من العملاء على إنشاء حسابات في أوروبا ونقل الأصول إلى الخارج، وهو ما قال جافري إنه قد يستغرق حوالي شهرين.
وقال جافري: "ليس الأمر للتهرب من الضرائب أو إخفاء أموالهم، بل لإبقائها بعيدًا عن متناول الحكومة الأمريكية الجديدة"، مضيفًا أن العملاء يريدون التأكد من عدم الاحتفاظ بثرواتهم في البنوك الأمريكية فقط إذا تم فرض قيود.
وقال جافري أيضًا إن الانتخابات أثارت مخاوف داخل مجتمعات محلية مختلفة في الولايات المتحدة من تعرضها للاضطهاد والعنصرية خلال فترة ولاية ترامب الثانية، ما دفعها أيضا للسعي للحصول على جواز سفر بجنسية جديدة.
ارتفاع الاهتمام بجوازات السفر الثانية بعد الانتخابات أمر طبيعي
قالت ميشا روز إيميت، الرئيسة التنفيذية لشركة الاستشارات CS Global Partners ومقرها لندن، إنها تعمل في هذه الصناعة منذ ما يقرب من 20 عامًا وخاضت عددًا من الانتخابات الأمريكية.
وقالت لـ بيزنس انسايدر إن الانتخابات، وخاصة تلك التي جرت منذ عام 2016، غالبا ما تكون مصحوبة بـ "قلق الناس" بشأن الحزب السياسي الذي سيفوز والبحث عن بدائل.
وقالت إيميت: "يبلغ الأمر ذروته لبضعة أسابيع أو ربما بضعة أشهر ثم يعود كل شيء إلى طبيعته".
وتؤثر المخاوف بشأن الإدارة الجديدة على الناس من كلا جانبي الأطراف السياسية المتنافسة.
وقال جافري إنه في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2020، كان هناك زيادة في الاهتمام بالحصول على جنسية ثانية من جانب أنصار الحزب الجمهوري من عملائه.
وقال إنهم كانوا قلقين بشأن إليزابيث وارن، ومن أن مرشحة مماثلة تتولى الرئاسة والتأثير الذي قد يحدثه ذلك من "وجهة نظر السياسة الضريبية".
وقالت إيميت إنه خلال هذه الطفرات، ينتهي الأمر ببعض الأشخاص إلى الخضوع لعملية التقديم.
ومع ذلك، قالت إنهم إما كانوا يفكرون في الأمر لفترة من الوقت أو أن هناك فرصة استثمارية تتزامن مع الوضع السياسي.
وأضافت إيميت بقولها "بالنسبة للأفراد ذوي الثروات العالية جدًا، فهذا ليس قرارًا سياسيًا بحتًا"، وتابعت "أعتقد أن هناك الكثير من العوامل الأخرى".
تتطلب طلبات الحصول على جوازات سفر من جنسيات أخرى في أمريكا مستندات مكثفة ويمكن أن تكلف ما لا يقل عن 200000 دولار لكل طلب، مع وصول التكلفة بعض الأحيان لأحد المواقع، لمليون دولار للزوجين.
كما أنها لا تحدث بين عشية وضحاها، حيث يمكن أن تستغرق بعض برامج التجنيس عامين لمعالجة الطلبات.
وقالت غالست، "لا أتفق مع العناوين الرئيسية التي تقول إن الجميع يغادرون الولايات المتحدة"، مضيفة أن 90٪ من عملائها لا يريدون مغادرة البلاد، إنهم يريدون فقط نوع من التأمين لمستقبلهم.
وأوضحت غالست إنها تتوقع الكثير من التخطيط والقرارات التي تحدث حول هذا الأمر تكون خلال عيد الشكر، وقت اجتماع غالبية العائلات في أمريكا للاحتفال، خاصة وأن هذه القرارات يمكن أن تؤثر على الأسرة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز