مفاجأة علمية.. صدع خليج السويس يتحرك بمعدل شعرة سنويا
كشفت دراسة علمية حديثة عن أن صدع خليج السويس، الذي كان يُعتقد أنه توقف عن الحركة منذ ملايين السنين، ما زال ينفتح ويتمدد.
وهذا الصدع هو شق جيولوجي طويل وضيّق يمتد شمالًا إلى جنوب خليج السويس، ويُعد جزءا من منطقة تتفكك فيها الصفيحة العربية عن الأفريقية.

وأوضحت الدراسة التي أعدها باحثون من قسم علوم وهندسة الأرض بجامعة إمبريال كوليدج لندن، بالتعاون مع جامعة غرونوبل بفرنسا، ونشرت بدورية"جيوفيزيكال ريسيرش ليترز"، أن الصدع يتحرك ببطء شديد جدًا، فيما يشبه بابا قديما يواصل الحركة حتى لو طننا أنه لم يعد يعمل.
ولوقت طويل، اعتقد الجيولوجيون أن هذا الصدع فقد نشاطه منذ 20 مليون سنة، تماما مثل طريق قديم لم يعد يُستخدم، لكن الدراسة الجديدة تقول إن "الطريق ما زال نشطا، فقط حركة السيارات عليه بطيئة للغاية".
كيف اكتشف العلماء ذلك؟
واستخدم الباحثون طرقًا علمية متقدمة لدراسة الصدع والخروج بهذه النتيجة، شملت مصاطب مرجانية قديمة ارتفعت عن سطح البحر مثل "درجات سلم" تركها البحر خلفه عبر الزمن، شقوق ومنحدرات على جانبي الساحل تشير إلى حركات في الأرض، وشكل الأودية الذي يبدو وكأن "أحدهم شد طرف الأرض فمالت الممرات والمسارات"، وهذه العلامات تعمل تماما مثل آثار الأقدام التي تخبرك بأن شخصا ما مر من هنا حديثا، حتى لو لم تره.
والنتيجة، أن "الصدع ما زال يتمدد بمعدل أقل من نصف ملليمتر سنويًا، أي بحجم شعرة رفيعة جدًا، لكنه ما يزال يتحرك".
ماذا تعني هذه الحركة البطيئة؟
ومثلما تتحرك أبواب الخزائن القديمة ببطء، فإن صدع خليج السويس يتحرك بشكل لا يمكن ملاحظته يوميا، لكنه يترك آثارا واضحة بمرور آلاف السنين، وهذا يعني أن الأرض ليست ساكنة كما نتخيل، حتى في المناطق التي تبدو مستقرة.

لماذا يهمّ هذا الاكتشاف؟
هذه النتائج تعيد رسم صورة المنطقة التكتونية بالكامل، من حيث فهم أفضل لتاريخ البحر الأحمر وخليج السويس، وتبسيط نماذج المخاطر الزلزالية، وفهم سبب وجود زلازل صغيرة أو متوسطة بين الحين والآخر في المنطقة، وتقديم أدلة مهمة على أن بعض الصدوع لا تتوقف، بل "تتثاقل" في الحركة فقط، وهذا يغير الطريقة التي نفهم بها تكوّن الأرض في منطقتنا، ويمنح العلماء خريطة أوضح لمستقبل النشاط التكتوني في مصر والشرق الأوسط.