هيمنت على الأخبار خلال الأيام القليلة الماضية عمليات قصف التحالف العربي بقيادة السعودية لمراكز مليشيا الحوثي في اليمن.
المعلومات المتاحة للرأي العام العربي والعالمي كشفت مزيداً من الحقائق المهمة المتعلقة بنشاط جماعة إرهابية وانقلابية كـ"الحوثي"، فالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن استجاب للطلب الرسمي من الحكومة اليمنية الشرعية للتدخل وإنهاء الانقلاب على الدولة اليمنية في صنعاء المحتلة، وتلك أمور تدركها الدول الكبرى، ولكن الماكينة الإعلامية للتحالف لديها دائماً كل جديد مفيد، ناهيك بالأدلة الصادمة والموثقة بالصوت والصورة.
لقد قدمت السعودية الكثير لليمن الشقيق وشعبه، بغية تخفيف المعاناة وإحلال السلام وإيقاف نزيف الدم الحاصل هناك، من خلال مبادرتها الشهيرة للسلام على لسان وزير خارجيتها، الأمير فيصل بن فرحان، قبل أشهر قليلة، لكن مليشيا الحوثي، ومن خلفها إيران، رفضت كل طريق للسلام.
وقد منح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، فرصة ذهبية للحوثي لمراجعة حساباتها الخاطئة، مطالبا إياها بتغليب عروبتها وانتمائها لليمن، بدلاً من الارتهان لأجندة الحرس الثوري الإرهابي، لكن متزعمي المليشيا لم يُصغوا قط لذلك النداء، وضيّعوا فرصة السلام، واستمروا في فتح مزيد من جبهات الحرب في اليمن، ليس آخرها جبهة مأرب العصية عليهم حتى اللحظة.
وتعاطت المملكة العربية السعودية، التي تقود قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بكل إيجابية مع مهمة المبعوث الأمريكي لليمن، تيوموثي ليندركينغ، وسهّلت عمله، والأمر ذاته ينطبق على المبعوث الأممي الجديد السويدي، هانس غروندبيرغ، لكن دون أي تقدم في هذا الملف الشائك، وذلك كله نتيجة تعنت "الحوثي" ومن يديرون أمره في طهران، بشهادة المبعوثين الدوليين علناً.
وجاء الآن دور التحالف العربي، الذي كشف عن بنك أهداف لا تخطر على بال عناصر "الحوثي"، فالمدينة المصغرة قرب قصر الرئاسة في صنعاء تُستعمل لتجميع الطائرات المسيّرة، التي تحاول عناصر الحوثي بها استهداف المناطق المدنية ومنشآت النفط.
ولعل الضربات الجوية الأخيرة للتحالف العربي أصابت "الحوثي" في مقتل، كون الجماعة التي تتدرَّع بمنازل المدنيين وتخزن أسلحتها في الجامعات ودور العبادة، فضحت نفسها بنفسها حين اتخذت من سكان صنعاء وصعدة دروعاً بشرية لها.
وإزاء التخبط الدولي والإرباك الحاصل في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيال أزمة اليمن، تجد السعودية نفسها حاضرة بقوة، كون المسألة اليمنية لا تمثل لها تحدياً مباشراً فقط، وإنما مسألة ترتبط بحياة شعب عربي شقيق دفع ويدفع أثماناً باهظة من حياته نتيجة وجود مليشيا إرهابية في صنعاء.
الحكاية أكبر من الحوثيين بكثير، فمَن دعّمهم وأمدّهم بالسلاح أراد أن يكونوا خنجراً مسموماً في خاصرة دول الخليج العربي والتجارة الدولية والملاحة البحرية وحركة باب المندب والبحر الأحمر، لكن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن كان للحوثي وداعميه بالمرصاد، ولولا تحرك دول التحالف لكان "الحوثي" الإرهابي يحكم اليمن كله الآن من إيران.
لا يتسع المجال لذكر جرائم وإرهاب مليشيا الحوثي، لكن بوسع كل عاقل ومُنصف في هذا العالم أن يؤيد خطوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، كونه يكافح الإرهاب على أرض اليمن، ويحد من خطر محدق بالشعب اليمني ودول الجوار، وهذا أمر مهم من المفترض أن يكون في حسبان كل من يريد الحديث عن اليمن وتطوراته ومستجداته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة