السيدة رايس حانقة على السعودية الجديدة، والرئيس ترمب، ومن ضمن حججها الصريحة أن السعودية قاطعت قطر، حليفة أميركا الصدوقة
الكشف الذي أعلن عنه مدير جهاز الأمن الدنماركي، فين بورك أندرسن، أمس الثلاثاء، بتورط عملاء إيران في الإعداد لهجوم إرهابي بالدنمارك، يضيف دليلاً جديداً على طبيعة الخطر الذي يجسده النظام الخميني الحاكم في طهران. وأوضح: "نتعامل مع تخطيط لوكالة مخابرات إيرانية لهجوم على الأراضي الدنماركية. بكل وضوح، لا يمكننا قبول هذا، ولن نقبله".
قبل ذلك، طردت السلطات الفرنسية دبلوماسيين إيرانيين بسبب ثبوت التهمة على عملاء إيرانيين، ودبلوماسيين تابعين للمخابرات الإيرانية، بالتخطيط لتفجير إرهابي في فرنسا لتجمع إيراني معارض، والجناة حضّروا للهجوم من بلجيكا المجاورة.
السيدة رايس حانقة على السعودية الجديدة، والرئيس ترمب، ومن ضمن حججها الصريحة أن السعودية قاطعت قطر، حليفة أميركا الصدوقة، حسب مديح سوزان، والأخطر من ذلك انتقادها السعودية "لأنها حثت ترمب على الانسحاب من الصفقة النووية مع إيران"!
هذه أمثلة سريعة وقريبة التوقيت فقط عن جوهر السلوك الإيراني في أوروبا التي يدافع ساستها عن بقاء الاتفاق النووي (السياسي) مع النظام الخميني، وهو الاتفاق «السيئ» الذي أسقطه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بطريقة أثارت جنون التيار الأوبامي، ومنهم «خياط» الاتفاق وزير الخارجية السابق جون كيري، ومستشارة أوباما الأقرب له، وريثة طبعه وفاضحة صمته، سوزان رايس.
رايس، في سياق ركوبها موجة الهجوم المستعر على السعودية، بشماعة قضية جمال خاشقجي، وسّعت دائرة هجومها على السعودية، وولي عهدها بشكل خاص - رجل الرؤية والتغيير والسعودية الجديدة، الأمير محمد بن سلمان. وفي ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» من هجمات مستشارة أوباما، تجلّت بوضوح الأجندة الحقيقية لتيار أوباما، قبل قضية خاشقجي بكثير؛ مأساة خاشقجي مجرد ذريعة.
السيدة رايس حانقة على السعودية الجديدة، والرئيس ترمب، ومن ضمن حججها الصريحة أن السعودية قاطعت قطر، حليفة أميركا الصدوقة، حسب مديح سوزان، والأخطر من ذلك، حسب السياسية الحكيمة الأمينة، سوزان رايس، انتقادها السعودية «لأنها حثت ترمب على الانسحاب من الصفقة النووية مع إيران»!
الصورة صارت واضحة ساطعة، وكأن إبقاء السلوك الإيراني، كما كان في عهد أوباما، بالعراق وسوريا واليمن ولبنان... إلخ، أمر حميد ومفيد لأميركا نفسها.
وكأن أميركا أصلاً ليست لديها مشكلات خاصة مع إيران، بصرف النظر عن السعودية، وما عمليات إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية، منذ قيام النظام الخميني، بالأمر المجهول والغامض.
ليس فقط التفجيرات والاغتيالات، وتكوين الميلشيات المعادية، بل تسميم أميركا بسموم المخدرات وغسل الأموال، كما تجلى في عملية «كاسندرا» الشهيرة، التي «طنّش» عليها رئيس سوزان، باراك أوباما.
مثلاً، عملية تفجير طائرة «بان أميركان»، ومصرع ركابها المدنيين فوق لوكربي باسكوتلندا، ديسمبر (كانون الأول) 1988، اتضح بعد سنين أن المتهم الحقيقي هو النظام الإيراني، وليس القذافي، كما نشرت صحيفة «ديلي ميل» عن كتاب المؤلف الأميركي دوغلاس بويد.
السؤال: سيدة رايس، هل مشكلة إيران هي فقط مع السعودية؟
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة