قتيل هجوم الكابيتول.. مسيرة 18 عاما ينهيها "مختل عقلي"
هجوم بسيارة على مبنى الكابيتول في واشنطن ينهي حياة ضابط شرطة على يد "مختل عقلي".
مسؤولون أمريكيون ذكروا أن الضابط الذي لقي حتفه يدعى يليام إيفانز، ويعمل منذ 18 عامًا بإدارة واشنطن لشرطة الكابيتول.
وطبقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قالت القائمة بأعمال رئيس شرطة الكابيتول، في بيان بشأن إيفانز، الذي كان معروفًا باسم "بيلي": "بدأ العمل بخدمة ضباط شرطة الكابيتول في 7 مارس/ آذار عام 2003، وكان أحد أفراد وحدة المستجيبين الأوائل بشرطة الكابيتول".
وقالت شرطة الكابيتول، في بيان منفصل، إنهم صدموا جراء مقتل الضابط في وقت لا تزال فيه الإدارة تتعافى من أحداث شغب الكابيتول التي وقعت في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، وراح ضحيتها الضابط بريان سيكنيك (42 عامًا).
ولم تتضح فورًا تفاصيل مقتل إيفانز، لكن أشار مسؤولون إلى أنه كان واحدًا من بين ضابطين أصيبا عندما اصطدمت سيارة كان يقودها رجل بأحد الحواجز. وقالت مصادر بإنفاذ القانون إن الرجل خرج من المركبة وركض باتجاه الضباط حاملا سكينا بيده.
وأوضحت شرطة الكابيتول عبر "تويتر" أن الضابط الثاني حالته "مستقرة"، مع عدم وجود إصابات تشكل تهديدًا على حياته.
وأطلق الضباط الذين كانوا يتعاملون مع الحادث النار على المهاجم، الذي تبين لاحقًا أنه يدعى نوح جرين (25 عامًا) من إنديانا.
وفي نفس السياق، قالت عائلة وأصدقاء جرين إن حياته كانت تنهار قبل هجوم الكابيتول.
وأوضح بريندان جرين أن شقيقه كان مريضًا بشدة مساء الخميس بالشقة في فيرجينيا التي كانا يتشاركانها قبل أن يغادر ويبعث برسالة نصية كانت آخر تواصل بينهما.
ووفق بريندان، جاء في الرسالة: "أنا آسف لكني سأذهب وأعيش وأكون مشردًا. شكرا لك على كل ما فعلته. كنت أتخذك مثلًا أعلى عندما كنت طفلًا. كنت مصدر الإلهام لي".
وبعد أقل من 24 ساعة، صدم رجل ضابطين بسيارته أمام أحد حواجز الكابيتول قبل الخروج منها وهو يحمل سكينا في يده. وفتح ضابط شرطة واحد على الأقل النار عليه ليرديه قتيلًا.
وحدد أشخاص على دراية بالتحقيق هوية المشتبه فيه بأنه نوح جرين.
وطبقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يذكر جرين، الذي كان في أوائل العشرينيات، بأنه كان ظهير دفاع قوي بفريق كرة القدم في جامعة كريستوفر نيوبورت، قبل أن يتجه نحو التدين الشديد والإصابة بالبارانويا، الأمر الذي أقلق عائلته وأصدقاءه بشأن حالته العقلية خلال السنوات الأخيرة.
وقالت عائلته وأصدقاؤه إنه ألقى باللوم على زملائه بالفريق والسكن في تخديره بدواء "زاناكس" عام 2019، وهو ما قال أحد زملائه بالفريق إنه أمر اعتبره الناس مجردا من الحقيقة. وشعر نوح أن الحادثة جعلته مدمنا للمخدر، ويعاني أعراض الانسحاب.
وقال شقيقه إن نوح انتقل إلى شقته الخاصة في مدينة نيوبورت نيوز، لكنه ظل يعاني هلاوس، وخفقان بالقلب، وصداعا، وتراوده أفكار انتحارية قد تكون مرتبطة بالمخدرات أو مرض عقلي.
وأشار بريندان إلى أن نوح هجر فجأة شقته في نيوبورت نيوز، وانتقل إلى إنديانا بوليس، قائلًا إن المخدرات ألهمته الذهاب إلى هناك.
وعندما كان في إنديانا بوليس، بدأ نوح جرين يخبر شقيقه بأن الناس كانوا يقتحمون شقته، فذهب الأخير إليه للتأكد من سلامته، قائلًا إن الشقة بدت آمنة، لكن عقل أخيه "لم يبد أنه على ما يرام".
ومنذ بضعة أشهر، قال نوح لشقيقه إن "عقله يخبره بأن ينتحر"، وإنه قفز أمام سيارة، وأصيب بجروح بالغة لدرجة أنه خضع لعملية جراحية بالمستشفى. وشاهد بريندان كدمات وندوبا على جسد شقيقه.
ومنذ نحو أسبوعين، اتصل نوح بشقيقه وطلب المساعدة، وبكى وقال إنه في وضع وحالة سيئة، وطلب الانتقال للعيش مع بريندان.
وخلال منشور عبر حساب نوح على "فيسبوك" مكتوب يوم 17 مارس/آذار الماضي، قال إن السنوات القليلة الماضية كانت صعبة، وإن تلك الشهور القليلة الماضية كانت أصعب.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز