استدامة الطيران العالمي.. مسار ملهم ينطلق من الإمارات
استضافة مؤتمر «إيكاو» الثالث للطيران والوقود البديل
على مسار استشراف أجواء عالمية مستدامة بلا كربون، تستضيف دولة الإمارات المؤتمر الثالث لمنظمة "إيكاو" بشأن الطيران والوقود البديل.
وتنظم الحدث العالمي البارز بقطاع الطيران العالمي، الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات، خلال الفترة من 20 حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في دبي؛ وذلك تحت رعاية تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
الدورة الثالثة.. الأكبر منذ انعقاد المؤتمر
وتمثل النسخة الثالثة من مؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي بشأن الطيران والوقود البديل، الأكبر منذ انعقاد المؤتمر؛ حيث تم تنظيم عدد من الاجتماعات التحضيرية لهذه النسخة من المؤتمر خلال شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2023 في مقر المنظمة بمونتريال، كندا، وذلك للخروج بأجندة واضحة بالتوافق بين صناع القرار من مسؤولي الدول الأعضاء وممثلي شركات الطيران والوقود والمؤسسات ذات الصلة بالطيران والبيئة.
ومؤتمر الطيران وأنواع الوقود البديل يُعد حدثاً دولياً يركز على الوقود والنهج المتعلق بالطاقة النظيفة في صناعة الطيران، وهو بمقام منصة لتبادل الابتكارات، وعرض المعلومات من الدول وأصحاب المصلحة في الصناعة بهدف تشكيل إطار شامل للطاقة النظيفة في مجال الطيران.
ويشهد المؤتمر حضور ومشاركة وفود رفيعة المستوى من أكثر من 191 دولة حول العالم للتحاور وتبادل الخبرات والتفاهم حول سبل خفض الانبعاثات الكربونية بقطاع الطيران، وذلك على مدار أربعة أيام من أعمال المؤتمر التي تشمل انعقاد أكثر من 18 جلسة نقاشية متخصصة واجتماعات ثنائية وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون والشراكات فيما بين مؤسسات حكومية وشركات في مجالات الطيران والطاقة وكذلك مؤسسات متخصصة في مجالات البيئة.
وهناك عدد من الرعاة الداعمين لهذا الحدث؛ حيث تأتي أير باص، وفلاي دبي، وإينوك، وبلاتينيوم للأعمال الفنية تحت فئة الشركاء البلاتينيين. كما تأتي الاتحاد للطيران، أدنوك، ويونيفايد للطيران، والعربية للطيران، وسكاي دايف وايروسباركس كشركاء ذهبيين.
وتأتي مطارات أبوظبي، وبوينغ، وساف ون، وإيه أو درونز، وتداوي للرعاية الصحية وإياتا تحت فئة الشركاء الفضيين، إضافة إلى وكالة أنباء الإمارات (وام) وسكاي نيوز عربية كشركاء إعلاميين.
- محطة الظفرة للطاقة الشمسية.. الأكبر في موقع واحد على مستوى العالم
- استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.. 25 برنامجا و6 قطاعات
الطيران المستدام.. التزام وريادة إماراتية
يهدف المؤتمر إلى تسهيل مناقشات وتعاونات حيوية حول خفض انبعاثات الكربون في صناعة الطيران. وتؤكد دولة الإمارات التزامها بالطيران المستدام وتمكن نفسها كقائد في مجال الوقود البديل.
وكانت دولة الإمارات قد شاركت في ورشة البيئة والطيران- وقود الطيران، الذي عقدته منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في مقرها الاقليمي في القاهرة، بتاريخ ٧و٨ مايو/آيار 2023. وقد تطرقت الورشة لأهم التحديات المستقبلية التي تواجه دول المنطقة بما يخص تطوير السياسات والتشريعات والخطط المستقبلية، بالإضافة لتوفير فرص استثمارية لدعمهم لإنتاج وقود الطيران، كما أن الورشة تعتبر أحد الورش التمهيدية والتحضيرية لمؤتمر الطيران والوقود البديل في دورته الثالثة –الحالية- والتي فازت دولة الإمارات باستضافتها.
ويُعد مؤتمر الطيران والوقود البديل أكبر تجمع دولي للقادة في صناعة الطيران والمصنعين والمستثمرين والخبراء في الصناعات ذات الصلة بوقود الطيران منخفض الكربون والوقود المستدام.
ويأتي فوز دولة الإمارات باستضافة النسخة الثالثة من مؤتمر الطيران والوقود البديل بإجماع كل الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو»، ليؤكد على الثقة الدولية بالدور المؤثر والمحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في ملف تغير المناخ في قطاع الطيران على الصعيد الإقليمي والعالمي.
كما أن الحدث يأتي قبل قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بما يعزز مكانة الإمارات بوصفها رائداً عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي.
ويهدف المؤتمر إلى إحداث توافق دولي على آليات التحول نحو منظومة متوازنة لإنتاج وقود الطيران واستدامة نمو قطاع الطيران، من خلال مناقشة 4 محاور رئيسية مرتبطة بالتشريع والسياسات، والتمويل، وطرق التطبيق، والتنفيذ.
وقد تم إطلاق مؤتمر الطيران والوقود البديل مظلة منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» قبل 14 عاماً وتحديداً في العام 2009، وذلك بهدف إحداث توافق عالمي بشأن آليات التحول نحو منظومة متوازنة لإنتاج وقود الطيران تراعي التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والبيئية.
هذه النسخة من المؤتمر تكتسب أهمية خاصة كونها ستُشكل نقطة تحول في صناعة الطيران العالمي، حيث سيشارك صناع قرار ومسؤولون في الطيران، والطاقة، والبيئة من معظم الدول الأعضاء في المنظمة والبالغ عددها 191 دولة، للاتفاق حول السياسات ومصادر التمويل لتسريع إنتاج الوقود النظيف مما سيساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع الطيران، ويدعم الجهود المبذولة لتحقيق الهدف العالمي الطموح للطيران على المدى الطويل (LTAG) والمتمثل في صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050؛ وفق ما أكد سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات.
إن اختيار دولة الإمارات لاستضافة هذه النسخة من المؤتمر، يؤكد الدور الفاعل والمؤثر الذي تلعبه دولة الإمارات في ملف تغير المناخ في قطاع الطيران ليس فقط إقليمياً وإنما على الصعيد العالمي، لا سيما أنها من أوائل الدول في المنطقة التي أدركت مبكراً أهمية التعامل مع هذا الملف الحيوي.
تسيير رحلات بوقود «ساف SAF» المستدام من دبي
وفي 6 نوفمبر/تشرين نوفمبر 2023، واصلت دبي قصة نجاحها الاستثنائية في منظومة الطيران العالمية؛ حيث شهد العالم إقلاع أولى رحلات طيران الإمارات تعمل بوقود طيران مستدام "ساف SAF"، زودته شركة "شل أفييشن"، من مطار دبي الدولي. وأصبحت الرحلة "ئي كيه 412"، المتجهة إلى سيدني يوم 24 أكتوبر الفائت ضمن أوائل رحلات طيران الإمارات التي تعمل بوقود الطيران المستدام.
وزودت شركة "شل أفييشن" طيران الإمارات بِـ315 ألف غالون من مزيج "ساف" لاستخدامها في مركز الناقلة بدبي، ما أتاح لها تشغيل عدد من الرحلات بهذا الوقود على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
ويتكون مزيج وقود "ساف"، الذي أمدّت به شركة شل نظام تزويد الوقود في مطار دبي الدولي، من 40% "ساف" صافي و60% من وقود الطيران التقليدي A-1. وتتطابق الخصائص الكيميائية لهذه النسبة مع وقود الطائرات التقليدي، ويمكن دمجها بسلاسة في البنية التحتية الحالية لنظام الوقود في المطار، واسنخدامها كذلك في محركات أسطول طيران الإمارات بأكمله من دون الحاجة إلى إجراء أي تعديلات.
وقود "ساف" بتركيبته الحالية من انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 80% طوال مراحل استخدامه بالمقارنة مع وقود الطائرات التقليدي.
اليوم، لم يعد مستبعداً أن تعمل رحلات الطيران أحد الخطوط الجوية جزئياً على الأقل بزيوت الطهي المستعملة، أو النفايات الزراعية أو الصلبة، أو "الوقود السائل" أو الهيدروجين المتجدد، وغيرها من مكونات وقود الطيران المستدام المعروف اختصاراً بــ (SAF)، وهو نوع جديد من وقود الطائرات الذي يَعد بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 80% في المتوسط، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).
دبي.. نموذجاً ملهماً لقطاع طيران عالمي مستدام
ومن دبي، تتصاعد المؤشرات الإيجابية مع تنامي التقنيات والمبتكرات التي ستساهم في تحقيق صافي الانبعاثات الصفري في قطاع الطيران.
وحتى تتمكن شركات الطيران من تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية يجب أن تصل الطاقة الإنتاجية العالمية لوقود الطيران المستدام، إلى أكثر من 30 مليار لتر بحلول عام 2030 و450 مليار لتر بحلول عام 2050.
بالإضافة إلى كونه محايداً تقريباً للكربون، يمكن لوقود الطيران المستدام أيضاً، تقليل الانبعاثات المباشرة، مقارنة بالوقود التقليدي، لأن جزيئاته أقل بنسبة 90%، ونسبة الكبريت فيه خالية 100%، ما يؤدي إلى تحسين جودة الهواء خلال الرحلات الجوية. كما يحترق وقود الطيران المستدام بكفاءةٍ أعلى، ما يسمح للطائرات باستخدام وقود أقل إجمالاً خلال الرحلة، عوضاً عن انه يوفر امتيازات اقتصادية لبعض البلدان، حيث يمكن إنتاجه في أي مكان باستخدام النفايات.
وكجزء من دفع صناعة الطيران العالمية لاستخدام مزيد من الوقود الأكثر مراعاة للبيئة لتحقيق أهداف انبعاثات الكربون، توقعت الوكالة الدولية للطاقة أنه بحلول عام 2030، سيشكل وقود الطيران المستدام نحو 15% من إجمالي استهلاك الوقود في قطاع الطيران، ونحو 75% بحلول عام 2050.
ويمثل التزام دبي بالاستدامة في صناعة الطيران نموذجاً ملهماً وحافزاً يبعث على التفاؤل بمستقبل قطاع الطيران العالمي. وبينما يسعى القطاع إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، تثبت دبي أن التعاون والابتكار والسعي الحثيث للحلول الصديقة للبيئة هي مفاتيح النجاح.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز