برنامج «أقدر» يناقش استدامة الفكر الثقافي للشباب الإماراتي بختام «أبوظبي للكتاب»
عقد برنامج خليفة للتمكين "أقدر" جلسة "استدامة الفكر الثقافي للشباب الإماراتي" على هامش ختام فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024.
وتناولت الجلسة، التي عقدت ضمن صالون "أقدر الثقافي"، 3 محاور رئيسية وهي: تقوية الفكر الثقافي لدى المواطن الإماراتي وتحصينه ضد الأفكار الدخيلة، ومبادرات وطنية تهدف لاستدامة الفكر الثقافي في الدولة، وكيفية رفد الساحة الثقافية بجيل من الكتاب الواعدين.
واستضافت الجلسة الحوارية الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، وجمال الشحي مؤسس ومدير عام دار كتّاب للنشر، وخولة أحمد الحوسني مدير إدارة البحث بالإنابة لمنتدى أبوظبي للسلم، وزبيدة آل صالح كاتبة ومؤلفة إماراتية، وأدار الجلسة الحوارية الرائد حسن البدوي مدير الفريق الفني في برنامج خليفة للتمكين أقدر في مسرح منتدى أبوظبي للسلم.
وناقشت الجلسة عدة مفاهيم معرفية ثقافية وبينت أن مفهوم الاستدامة لا يقتصر على الموارد والمواد، بل يتعدى ذلك ويتسع ويشمل الثقافة والأدب والفن؛ فالاستدامة الثقافية تعنى بالمحافظة على استدامة الفكر الثقافي، إضافة إلى المعرفة وكل ما يتعلق بها من ممارسات ثقافية أخرى وكيف ساهم الأدب وأيضاً الفنون، في ترسيخ مفاهيم الاستدامة والسلام، وكيف تبنى قضاياها.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز "تريندز للبحوث والاستشارات"، ضمن تناوله محور تقوية الفكر الثقافي لدى المواطن الإماراتي وتحصينه ضد الأفكار الدخيلة، إنه يتوجب باستمرار تنظيم سلسلة ملتقيات دورية لحماية شباب الوطن من الأمواج الفكرية والثقافية العاتية التي تواجههم، وللالتقاء بهم والاستماع إليهم ولهمومهم.
وتابع: "إضافة لتنظيم مجموعة من الندوات وورش العمل حول كيفية التعامل مع المخاطر الفكرية والثقافية للشباب، وتحصينهم بالثوابت الدينية والوطنية الإماراتية وكذلك تشجيعهم على اعتماد أساليب التفكير الإيجابي والإدارة الإيجابية، لتدريبهم على الاستفادة من أنماط التفكير الإيجابي، لتحسين حياتهم وتطوير سلوكياتهم الشخصية والوظيفية، إذ إن التفكير الإيجابي يغير طريقة التعامل، فبدلاً من التمترس خلف المشكلة واعتبارها عائقاً للتقدم، تصبح المشكلة تحدياً يجب التغلب عليه بطريقة ذكية".
ولفت الدكتور محمد العلي إلى أن الاستدامة الثقافية في قطاع الشباب أكثرُ خصوصيةً وأولوية، لما للشباب من قِيمةٍ ومكانة، كركيزةٍ أساسيةٍ للمجتمع الإماراتي.
وتطرق إلى جهود مركز تريندز في إيجاد بيئة ثقافيةٍ مستدامة، وتهيئةِ الأجواء والظروفِ المناسبة لتمكين المواهب وازدهارِ الصناعات الثقافية والإبداعية، مشيراً إلى تأسيس مجلسٍ لشباب البحث العلمي في "تريندز"، يتكون من شبابٍ شغوفٍ بالثقافة والمعرفة، ويسعى لتعزيزهما في نفوس أقرانهم من الشباب. كما أشار إلى إطلاق العديد من البرامج التدريبية الموجَّهة للشباب؛ من أجل رفع مهاراتهم البحثية والمعرفية.
وأكدت خولة أحمد الحوسني، مدير إدارة البحث بالإنابة لمنتدى أبوظبي للسلم، أهمية تفعيل مبادرات وطنية تهدف لاستدامة الفكر الثقافي تستشرف الأفق المستقبلي من خلال توسيع الشراكات وتنويع الشركاء جغرافياً ووظيفياً، من أجل بناء مبادرات جديدة تسهم في نشر قيم السلم وتعزيز التعايش السعيد، والوصول بجهود السلام إلى شرائح واسعة من المجتمعات الإنسانية حول العالم، من خلال بناء المؤسسات وتوفير محتوى ثقافي متكامل يخاطب العقول الواعدة لشباب المستقبل ويمكن الاستعانة بالمناهج التعليمية والوسائط الفنية والتقنية وغيرها.
وأوضح جمال الشحي، مؤسس ومدير عام دار كتاب للنشر، ضمن محور رفد الساحة الثقافية بجيل من الكتاب الواعدين، أن هناك العديد من المبادرات الوطنية في دولة الإمارات تهدف لرفد المشهد الثقافي كل عام بكوكبة من الكتاب الواعدين، منها مبادرات تحدي الكتابة ومبادرات برنامج خليفة للتمكين أقدر للقراءة والكتابة.
وثمن أهمية أن يتم تجديد دماء الكتَاب في دولة الإمارات بمواهب جديدة لما لهم من دور مهم وكبير في التأثير بالمشهد الثقافي، ويشير إلى أن السنوات الأخيرة شهدت بروز عدد من أسماء الكتاب الشباب.
وأكد المستشار الدكتور إبراهيم الدبل، الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين أقدر، حرص البرنامج على ترسيخ مفاهيم الإبداع والمعرفة بين صفوف الشباب والناشئة، إذ يتسق هذا التوجه مع مبادرة أقدر للكتابة التي تعد من ضمن المبادرات الرئيسية التي أطلقها البرنامج الداعمة للإبداع والتميز لإعداد جيل معرفي متمكن أدبياً بما يعزز استدامة حركة الثقافة والآداب والفنون والتعليم في دولة الإمارات، والذي يعزز التزام الدولة بدعم وتنمية واستدامة قطاعاتها الثقافية والإبداعية، والاستفادة من فرص الاستثمار في المبدعين الذين يلعبون دوراً أساسياً في الجهود الوطنية لأجل بناء اقتصاد إبداعي مستدام لأجيال المستقبل.
وأوضح الرائد حسن البدوي، مدير الفريق الفني في برنامج خليفة للتمكين أقدر، أن مبادرة أقدر للكتابة والقراءة تعمل على تقديم الدعم للمبدعين الشباب، لتحفيز مشاريعهم، وتنمية قدراتهم، من خلال تعزيز الإنتاج الثقافي والإبداعي، وهذا من أهم استراتيجيات البرنامج طويلة المدى، مشيرا إلى أهمية بناء مهارات وقدرات النشء والشباب في مجالات الكتابة الإبداعية المتنوعة التي تستلهم من الشخصية الإماراتية أهم خصائصها والعمل على بلورتها أدبياً، مبيناً أن هذا الهدف يتطلب تدريب هؤلاء النشء والشباب في مختلف الحقول الأدبية بطريقة احترافية تمكنهم من الإبداع وتقديم رؤيتهم الشخصية حول القضايا التي تهمهم، وخلق روح الإحساس بمسؤولية الكتابة الإبداعية ومدى تأثيرها على المجتمع والتفاعل معه.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA=
جزيرة ام اند امز