عشية اختتام مشاورات اليمن.. ملفات عالقة وتحركات دولية لدعم قطار السلام
رغم التقدم الذي أحرزته مشاورات السويد في ملف الأسرى، إلا أن عجلات قطار السلام في اليمن ما زالت تصطدم بتعنت الحوثي في قضايا أخرى مهمة.
بتقدم في ملف وجمود في ملفات أخرى مهمة، تدخل المشاورات اليمنية المنعقدة شمالي العاصمة السويدية ستوكهولم، يومها السابع، ولا شيء يلوح في الأفق حول حل ملموس للقضايا التي تشكل العقدة في مسار السلام بهذا البلد.
- مشاورات اليمن في يومها السابع.. لمسات أخيرة على ملف الأسرى والحديدة "عالقة"
- "التفاؤل" في مشاورات اليمن بالسويد.. منسوب أممي مرتفع ومسار تفاوضي حذر
ملامح تقدم سجلته المشاورات في ملف الأسرى والمعتقلين، حيث التقت لجنته المشكلة من وفدي الحكومة الشرعية والحوثيين، السبت الماضي، في اجتماع مباشر هو الأول من نوعه منذ انطلاق المشاورات، قبل أسبوع.. لقاء مباشر أسفر عن تسليم قوائم بالأسماء، على أن يتم التنفيذ بعد ٤٥ يوما، في خطوة دافئة سرعان ما أذابت جليد ستوكهولم.
* قوائم للأسرى.. والتنفيذ بعد ٤٥ يوما
وأمس الثلاثاء، سلّم وفدا التفاوض في مشاورات السلام اليمنية، مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، كشوفات بأسماء الأسرى والمعتقلين، والمخفيين قسرا لدى مليشيات الحوثي، الذين سيفرج عنهم.
وفي هذا الصدد، قال عضو الوفد الحكومي ولجنة الأسرى عسكر زعيل، لـ"العين الإخبارية"، إن وفده قدم كشفا يضم 8576 اسما من المعتقلين لدى مليشيات الحوثي التي قدمت قائمة تتضمن 7487 اسما.
ولفت زعيل في تصريحات للصحفيين، إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل ٣ لجان لتنفيذ عملية تبادل الأسرى مع مليشيات الحوثي، إحداها رئيسية والثانية للأسرى والمحتجزين، فيما الثالثة للمفقودين.
وفي التفاصيل، أوضح القيادي اليمني أن اللجنة الرئيسية هي من ستتولى الإشراف الكامل على عملية تبادل الأسرى والمحتجزين الأحياء. أما الثالثة فسوف تشكل بعد ٤٥ يوما وستعنى بالمفقودين.
وحول آلية نقل الأسرى، لفت عضو الوفد الحكومي في تصريحاته، إلى أنه تم تحديد مطاري صنعاء وسيئون، كمنفذين جويين لتنفيذ عملية التبادل.
وذكر أن الصليب الأحمر الدولي سيتولى التنسيق بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي في تنفيذ الاتفاق.
* الأسرى.. من يضمن غدر الحوثي؟
خطوة في ملف الأسرى وصفها ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني وعضو الوفد الحكومي بمشاورات السويد، بالأمر الإيجابي.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" من مقر انعقاد المشاورات، قال مكاوي وهو عضو بالوفد الحكومي عن الحراك الجنوبي: "اليوم هناك خطوات يجب أن نعترف بأنها إيجابية في موضوع تسليم الأسرى".
وأضاف "قوائم الحكومة شملت مختلف فئات الشعب وليسوا أسرى حرب، لكننا تعاملنا ووضعناهم في مقابل أسرى لدينا من الانقلابيين من يقتلون شعبهم".
وفي هذا الصدد، طالب مستشار الرئيس هادي بـ"ضمانات بعدم عودة المُفرج عنهم إلى سجون الحوثي التي أصبحت صنعاء جزءا منها، بل باتت سجنا كبيرا".
*جوتيريش في السويد داعما
وعلى الرغم من التقدم الذي تحقق في ملف الأسرى، إلا أن الوفد الحكومي استبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال هذه الجولة من المشاورات.
وملف الأسرى والمعتقلين هو الوحيد من بين ملفات إجراءات الثقة- التي على أساسها تجري الجولة الحالية من المشاورات- الذي يشهد تقدما ملموسا منذ انطلاق المحادثات، الخميس الماضي.
وعشية اختتام الجولة الحالية من مشاورات اليمن، أُعلن عن وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى بلدة ريمبو، اليوم الأربعاء، حيث تجري المحادثات في قلعة "جوهانسبيرغ".
ومن المقرر، أن يجري جوتيريش محادثات مع وفدي الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي، قبل أن يلقي كلمة في جلسة الختام.
وأفادت مصادر دبلوماسية مطلعة على مشاورات اليمن، أن وزراء خارجية عدد من الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، سيصلون في وقت لاحق الأربعاء، إلى ستوكهولم، في محاولة للضغط على المفاوضين من أجل إحراز تقدم في سير المحادثات، وخاصة الملفات التي مازالت عالقة.
مشاركةٌ تأتي- وفق مصدر مطلع، لدعم الأطراف اليمنية على استمرار المشاورات التي يتوقع أن تستأنف في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني المقبل، في دولة أخرى يتم تسميتها لاحقاً وقد تكون في الشرق الأوسط.
وأمام التقدم في ملف الأسرى،ما زالت ملفات أخرى مطروحة على طاولة المشاورات تصطدم بتعنت الحوثيين، مثل الحديدة ومطار صنعاء وفك الحصار عن تعز، والوضع الاقتصادي، أمام تمسك وفد الشرعية بسيادة الحكومة على الميناء وتفتيش الرحلات الدولية في مطار عدن.. ويصر الوفد الحكومي على ضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة، متمسكا ببقاء ميناء المدينة تحت سيادة الشرعية.
أما مطار صنعاء، فأبدت الحكومة الشرعية موافقتها على إعادة فتحه، شرط تحويل جميع الرحلات الدولية إلى مطار عدن، كونه المطار الدولي الرئيسي في البلاد الذي يخضع لسيطرتها.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، تطالب الحكومة الشرعية بضمان تدفق الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن بما يضمن صرف جميع مرتبات موظفي الدولة. فضلا عن فك الحصار الخانق الذي يفرضه الانقلابيون على جميع المنافذ الرئيسية لمدينة تعز منذ أواخر عام 2015.