السويداء السورية.. إسرائيل تلبي طلبا أمريكيا

أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن إسرائيل تعهدت بتلبية طلبٍ أمريكي بشأن محافظة السويداء السورية التي شهدت توترًا أمنيًا خلّف عشرات القتلى.
ونقل الموقع الإخباري عن مسؤول أمريكي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل التوقف عن مهاجمة قوات الجيش السوري في جنوب البلاد.
وذكر مراسل "أكسيوس" باراك رافيد في منشور على منصة "إكس" نقلًا عن المسؤول أن إسرائيل أبلغت الأمريكيين بأنها ستوقف الهجمات مساء اليوم الثلاثاء.
وشنت إسرائيل غارات الثلاثاء على قوات سورية في جنوب غرب سوريا لليوم الثاني على التوالي، وتعهدت بإبقاء المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية في ظل استمرار الاشتباكات الدامية بالمنطقة المتاخمة لها.
وسمع مراسل من "رويترز" دوي أربع غارات جوية على الأقل وصوت الطائرات المسيّرة فوق مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وشاهد دبابة لحقت بها أضرار يتم قطرها.
وسُمع دوي إطلاق نار كثيف، وشوهدت ثلاث جثث على الأرض. وقُتل العشرات في المعارك الدائرة في المنطقة منذ يوم الأحد.
ويسلط تصاعد العنف الضوء على التحديات التي تواجه الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يكابد لإحكام السيطرة على المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول.
ورغم تلقي الشرع دعمًا من التحسن السريع في العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سلط العنف الضوء على استمرار التوتر الطائفي، خاصة بعد اشتباكات شهدها الساحل السوري في مارس/آذار الماضي.
وحملت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أحدث الهجمات على جنوب سوريا وتبعاتها، وأكدت الوزارة في بيان أنها "حريصة على حماية جميع أبنائها دون استثناء، وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية".
وقالت إن الهجمات أدت إلى مقتل عدد من الجنود والمدنيين السوريين، دون ذكر عدد القتلى.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الرئاسة السورية القول: "تُكلّف الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يثبت تجاوزه أو إساءته مهما كانت رتبته أو موقعه".
وأكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس بيريك أن الولايات المتحدة على تواصل مع جميع الأطراف "للمضي نحو الهدوء والتكامل".
وشنت إسرائيل غارات على سوريا مرات عدة بدعوى حماية الدروز، وجاءت أحدث هجماتها بعدما أصدر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري بيانًا مسجلًا اتهم فيه القوات السورية بانتهاك وقف إطلاق النار، وحث المقاتلين على مواجهة ما وصفه بـ"الهجوم البربري".
وأصدر وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بيانًا بعد ذلك أعلن فيه وقفًا تامًا لإطلاق النار، وأكد أن القوات الحكومية لن تطلق النار إلا إذا تعرضت له.
ونقلت وكالة "سانا" عن أبو قصرة قوله: "وجّهنا ببدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين".
"تحالف الأخوة العميق"
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إنهما أمرا الجيش الإسرائيلي بضرب "قوات النظام" والأسلحة التي تُنقل إلى السويداء لاستخدامها ضد الدروز.
وأضافا في بيان أن نشر القوات السورية يعد انتهاكًا لسياسة نزع السلاح، التي طالبت دمشق بالامتناع عن نقل قوات وأسلحة تشكل تهديدًا لإسرائيل إلى جنوب سوريا.
وقالا: "إسرائيل ملتزمة بمنع تعرض الدروز في سوريا للأذى انطلاقًا من تحالف الأخوة العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل".
وأضافا: "نعمل على منع النظام السوري من إلحاق الأذى بهم، ولضمان نزع السلاح من المنطقة المجاورة لحدودنا مع سوريا".
وأفادت "رويترز" في مايو/أيار بأن إسرائيل والسلطات السورية عقدتا محادثات مباشرة ركزت على الأمن.
واندلعت أحدث جولة من القتال العنيف في جنوب غرب سوريا بين جماعات مسلحة درزية ومقاتلين بدو في محافظة السويداء يوم الأحد، مما تسبب في نزوح الآلاف.
وقالت القيادة الروحية الدرزية في بيان مكتوب صباح اليوم الثلاثاء إنها ستسمح للقوات السورية بدخول مدينة السويداء لوقف أعمال العنف، داعية الجماعات المسلحة إلى تسليم أسلحتها والتعاون مع القوات القادمة.
لكن بعد ساعات، قال الهجري، المعارض بشدة للقيادة الجديدة في دمشق، إن البيان "فُرض" عليهم من قبل دمشق، وإن القوات السورية خرقت الاتفاق بمواصلة إطلاق النار على السكان.
وقال مراسل "رويترز" في السويداء إن قوافل من دبابات وشاحنات ودراجات نارية تابعة للجيش السوري دخلت أجزاء من مدينة السويداء بحلول منتصف النهار، وأضاف أن إطلاق النار على الأحياء السكنية هناك مستمر.
وكان الجيش الإسرائيلي قال أمس الإثنين إنه نفذ غارات عدة على دبابات تقترب من السويداء "لمنع وصولها إلى المنطقة" لأنها قد تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز