عرض أعمال الفنان السويسري زيمون بمتحف جامعة نيويورك أبوظبي الثلاثاء
المعرض يضم 5 أعمال إبداعية، تجمع بين المجسّمات البصرية والصوتية، وتتضمن ابتكاراً جديداً بحجم الغرفة، سيتم الكشف عنه ليلة الافتتاح.
يفتتح رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، الثلاثاء، معرض الفنان السويسري الشهير زيمون، في إطار موسم الربيع.
وتتولى مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن، مهام التقييم الفني لهذا المعرض الذي يعد المحطة الأولى التي تحتضن إبداعات الفنان في الخليج العربي.
ويضم المعرض 5 أعمال إبداعية، تجمع بين المجسّمات البصرية والصوتية، وتتضمن ابتكاراً جديداً بحجم الغرفة، سيتم الكشف عنه ليلة افتتاح المعرض.
وتشكّل الأعمال الـ4 الأخرى إبداعات خاصة من مجسمات سابقة للفنان زيمون، تم تخصيصها لتناسب موقع العرض، وإضافة قيمة إلى المعرض.
ويشتهر زيمون بإبداعه لتجارب حسية غامرة بعيداً عن كل ما هو مألوف؛ حيث يحتوي كل عملٍ في جوهره على وحدة أساسية مستوحاة من الأغراض المستخدمة يومياً مثل: محرك وكرة قطنية وصندوق كرتوني، التي يقوم زيمون بتركيبها بكميات كبيرة لتملأ مساحة العرض.
وكلّف رواق الفن الفنان بعمل فني جديد مؤلف من 510 محركات يعمل بالتيار الثابت، وحبل بطول 2,142 متراً، وأعواد خشبية بطول 20 سنتيمتراً لكل منها.
ويشغل هذا المجسّم المساحة المركزية للمعرض بالكامل بعمق 20 متراً، وسيتم حوله تركيب 5 أعمال أخرى مخصصة لتناسب الموقع، يمثل كل واحدٍ منها تطوراً كبيراً عن الأعمال السابق.
ويستخدم العمل الأول ٣٧ محركاً يعمل بالتيار الثابت، و٨٥ متراً من الحبل، وحلقات من الصلب سُمك ٤٠ مم، ونظاماً ميكانيكياً بسيطاً لتحريك ستارة مصنوعة من الخيوط والحلقات المعدنية، وهو مثبت على الجدار.
أما العمل الثاني ١٩٢ محرّكاً يعمل بالتيّار الثابت، وعِصيّ خشبية ٢.٤ متر فهو يضم أعواداً خشبية آلية مُثبتة على جدار في ممر طويل ضمن المعرض؛ وهو نسخة من عملٍ سبق عرضه في متحف الفن المعاصر بمدينة سانتياجو في تشيلي.
والعمل الثالث، فهو بعنوان ٢٦٩ محركاً يعمل بالتيار الثابت، كرات قطنية، صناديق من الورق المقوى ٦٠x٦٠x٦٠ سم، ويصل ارتفاعه إلى 10 أمتار في منطقة ردهة الأتريوم في المعرض، إذ يمثل هذا العمل برجاً دائرياً مصنوعاً من الصناديق الكرتونية التي تنتشر حولها كرات القطن.
ويعد هذا البرج من أعمال زيمون المميزة، وقد تم تعديله ليناسب العديد من مساحات العرض منذ عام 2013، بما في ذلك متحف الفنون الجميلة في رين (فرنسا)، ومعرض "بينالي إس تي آر بي" (آيندهوفن، هولندا) وغيرها.
وأخيراً، تم تطوير عمله الذي ينسدل على شكل ستارة الذي يضم 31 محركاً يعمل بالتيار المستمر وحبلاً بطول 31 مترا، بالإضافة إلى أعواد خشبية بطول 19 سم، وصناديق كرتونية طول ضلعها 10 سنتيمترات.
ومن خلال هذا العمل، تبدو الأعواد الخشبية الصغيرة وكأنها ترقص بشكلٍ إيقاعي في صناديق صغيرة جداً، ولتركيب هذا العمل، أقام الفنان زيمون وفريق الاستوديو الخاص به لمدة أسبوعين في أبوظبي، تواصل خلالها مع مجتمع جامعة نيويورك أبوظبي والجمهور في الإمارات بشكل عام.
وتعليقاً على تجربته الأولى في دولة الإمارات، قال الفنان زيمون: "خلال إقامتي هنا لتركيب الأعمال الفنية في هذا المعرض، أمضيت عطلة نهاية أسبوع رائعة وسط أجواء الصحراء العربية، ودُهشت بالهدوء والصمت الذي نجد أنفسنا فيه مضطرين لتغيير طريقة استماعنا للعالم المحيط بنا.. إن هذا النوع من الاستماع هو في الحقيقة الجانب الأساسي الذي يتمحور حوله عملي، رغم أن أعمالي التركيبية تقوم للمفارقة بإصدار الأصوات".
وبدورها قالت مايا أليسون: "من خلال مشاهدتي للفنان زيمون وفريق الاستديو الخاص به أثناء تركيب الأعمال في هذا المعرض الضخم على مدى أسبوعين، إلى جانب المتدربين من الطلاب ومساعدي الفنانين المحليين، اكتسبت طاقة إيجابية عالية، واستطعت بلورة فهم متعمق حول السمات المعمارية والصوتية لسائر أعماله التركيبية الفنية المتميّزة، إذ يؤكد زيمون أن أعماله تمثل مباني بالإمكان سماع أصواتها، ويمكننا استكشافها من خلال آذاننا تماماً كما نبصرها من خلال أعيننا".
وأضافت: "من جهة ثانية، حرص أعضاء هيئة التدريس من أقسام الهندسة والنحت والموسيقى ووسائل الإعلام التفاعلية على تشجيع الطلاب لمشاهدة عملية تركيب الأعمال الفنية، لاكتساب معرفة واسعة والتعلم من الفنان زيمون؛ خصوصاً أننا نولي أهمية للمباني المستقبلية والأصوات التي نُعايشها في حياتنا اليومية".
وقام رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي بإعداد أول كتاب موسّع حول مفاهيم وإبداعات زيمون الفنية الذي سيشرف على تحريره الفنان زيمون شخصياً ومايا أليسون، وسيتضمّن 5 مقالات لباحثين دوليين، وسيتم إصداره خلال فعاليات "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" خلال شهر أبريل/نيسان المقبل.
ويقدم الفنان زيمون وهو أيضاً مؤلف وملحن موسيقي، خلال الافتتاح عرضاً قصيراً لعمل تجريبي أمام حشد صغير من الجمهور، علماً بأن الحضور متاح فقط من خلال التسجيل.
يعيش زيمون ويعمل في مدينة بيرن السويسرية، وقد انتشرت أعماله على المستوى العالمي، وتم عرضها ضمن أبزر المتاحف والمراكز الثقافية العالمية، مثل متحف سانتياجو للفن المعاصر في تشيلي، ومتحف ’نام جون بايك‘ للفن الحديث في سيول، ومتحف ’كوندو‘ في تايبيه، ومتحف "رينغلينغ" للفنون في فلوريدا، إضافة إلى متحف مدينة مومباي، ومتحف الفن الوطني في بكين، ومتحف لوجانو للفن والثقافة، ومتحف سيؤول للفنون، والمتحف البصري الصوتي في ساو باولو.
فضلاً عن متحف كونستالا في بيرن، ومتحف تايبيه للفنون الجميلة، ومركز ’سونت كاتر‘ الثقافي في باريس، ومتحف الفن المعاصر في بوسان، ومتحف الفنون الجميلة في مدينة لو لوكل، ومتحف الفنون الجميلة في بيرن.
وقد ساهم في إطلاق مشروع "ليروم" ويعني "الفضاء الخالي"، وهو مشروع للتسجيل الموسيقي، يقوم بإنتاج مشاريع موسيقية تجريبية على أسطوانات عادية أو مدمجة ومطبوعات ومواد صوتية متنوعة، ونجح زيمون من خلاله بعرض ما يقارب 100 عمل إبداعي لنحو 50 فناناً ومصمماً عالمياً، ما يؤكّد من جديد على الطبيعة الغامرة والملامح الاستثنائية لأعمال هذا المبدع السويسري.