بالصور.. ضاحية بولي مقصد الفنانين التشكيليين لعرض إبداعاتهم بإثيوبيا
الفنانة سامراويت موغس تبيع لوحاتها بجوار سور الخطوط الجوية الإثيوبية بضاحية بولي، وتكشف لـ"العين الإخبارية" الكثير عن مجالها
تحظى ضاحية بولي، الكائنة وسط العاصمة الإثوبية أديس أبابا، بالكثير من الشعبية في أوساط الفنانين التشكيليين الشباب، إذ توفر لهم مكانا لعرض لوحاتهم واستعراض مواهبهم، وتؤمّن لهم دخلا جيدا.
معرض تحت ظل الشجر
بجوار سور الخطوط الجوية الإثيوبية بضاحية بولي، حجزت الفنانة التشكيلية سامراويت موغس، مكانا لعرض مكنوناتها من لوحات تحمل الكثير من المعاني.
وقالت موغس، التي تجلس على حجر ولوحاتها معروضة تحت شجر: "اخترت عرض لوحاتي في أحد أركان شارع بولي قبل 5 سنوات، وما زلت أعرض فيها لوحاتي".
وروت: "بدأت الرسم وأنا صغيرة، وتدربت في كلية أبيسينيا للفن التشكيلي لمدة 3 أشهر فقط، وبعدها مباشرة بحثت عن مكان لعرض لوحاتي، وبدأت أعرض لوحاتي تحت الشجر في شارع بولي"، مستطردة: "وأعمالي كلها تتمحور حول الطبيعة".
وأضافت: "لست مشهورة, وها أن أسعى للوصول إلى شريحة أكبر من الناس، إذ إن المعارض التي تقام في الصالات تظل محدودة الجماهير، وتشمل أشخاصا يقصدون الذهاب إليها، أما العرض في الشارع، فيستهدف أي شخص تسوقه أقدامه للمرور في هذا المحيط، وهو فرصة للتقرب من المتلقي".
تعتمد الفنانة التشكيلية موغس، مثل غيرها من الفنانين التشكيليين الشباب، على مهنتها مصدرا للدخل، في ظل صعوبة الحصول على عمل.
وقالت: "أعيش بهذا العمل، ليس لدي أي دخل آخر، صورة واحدة أبسط شيء أبيعها بـ800 بر إثيوبي، وعلى حسب اللوحات أحدد الأسعار".
البحث عن قوت اليوم
غروم غارو يفترش طرفا آخر من شارع بولي ويعرض لوحاته الفنية، وقال: "دخلت هذه المهنة بالصدفة أثناء زيارتي للمسرح القومي الإثيوبي، إذ وجدت هوايتي هناك، العيش مع الألوان".
وأضاف غارو، لـ"العين الإخبارية": "أعرض لوحاتي في شارع بولي، بهدف البحث عن قوت اليوم وتعريف الناس بأهمية الفن"، معتبرا أن "الفن لم يجد مكانه الملائم في بلادنا حتى الآن"، متابعا: "أعيش من أجل الفن، وأريد نقله لغيري".
وأوضح الفنان الشاب: "عرض اللوحات في الشارع ثقافة أوروبية، وأصر على إيصال أفكاري للمشاة بشارع بولي، خاصة الفئة البعيدة عن الفن، التي تشعر أنه شيء غير مخصص لها".
زبائن غارو من الأجانب
تعليقا عن المدرسة الفنية التي يتبناها، قال غارو: "لوحاتي الفنية جميعها تعبر عن الحقيقة، ونوعا ما تميل أيضا إلى لوحات مزدوجة المعاني، والتي تضمر بعض المعلومات الخفية، وأسلوبي في الرسم غير محدد، إذ أستقي شيئا من كل مدرسة فنية، والإثيوبيون يحبون الطبيعة، وأرى أن اللوحات الحديثة نوعا ما غير مرغوبة".
وعن الزبائن الذين يقصدونه، قال: "أغلبهم أجانب"، مشيرا إلى أنه "لم يزُر أي بلد أجنبية، لكن أعماله الفنية طافت عددا كبيرا من الدول مثل إيطاليا وأمريكا وألمانيا وأيرلندا وأمريكا اللاتينية، وأيضا جنوب إفريقيا، وغيرها من الدول الأفريقية".