جوجل يحتفل بذكرى ميلاد الجزائرية باية محيي الدين رائدة الفن التشكيلي
باية محيي الدين لم تلتحق بالمدارس وعانت من الحرمان في طفولتها، وتربت في مزارع الحمضيات المملوكة لإحدى الأسر الفرنسية المحتلة للجزائر
احتفل محرك البحث "جوجل"، الأربعاء، بالذكرى الـ87 لميلاد الفنانة الجزائرية باية محيي الدين، رائدة الفن التشكيلي البدائي في العالم، وصاحبة أهم المدارس الفنية التشكيلية التي ظهرت حديثا.
- جوجل تطلق أول "جاكيت ذكي" في العالم
- "جوجل ترانسليت" يتيح الاختيار بين المذكر والمؤنث في عمليات الترجمة
ولدت الطفلة فاطمة حداد، المعروفة باسم باية محيي الدين، نسبة للقب التركي "باي"، الذي مُنح للحكام الجزائريين أثناء الحكم العثماني، في برج الكيفان شرق الجزائر العاصمة، 12 ديسمبر/تشرين الأول 1931، توفي والداها في سنواتها الأولى وربتها جدتها.
عانت باية في طفولتها من الفقر والحرمان، إذ إنها لم تلتحق بمدارس تعليمية، وعملت جدتها في مزارع الحمضيات المملوكة لإحدى الأسر الفرنسية المحتلة للجزائر وقتها، وتربت في تلك المزارع حتى كبرت.
في سن الـ12، أي عام 1943، جلبتها الفرنسية مارجريت كامينا، أخت صاحب المزرعة، للعمل في بيتها، ووقتها اكتشفت موهبتها الفنية عندما تتبعتها وهي تشكل من الطين الذي تلعب به أشكالا فنية، لذا تبنتها فنيا، واهتمت بموهبتها المبكرة في تشكيل الطين، وساعدتها وزوجها، كونهما رسامين، في تنمية موهبة الطفلة في الرسم.
نضجت موهبة باية سريعا، وفي سن الـ16 عرضت لوحاتها على الفنان الفرنسي إيمي ماج، الذي زار الجزائر عام 1947، وأعجب الأخير كثيرا بلوحاتها، ونظم لها أول معرض فني في باريس، وذاع صيتها في فرنسا وأوروبا عموما وهي لا تزال في سن الطفولة، إذ كتب عنها الشاعر السريالي الفرنسي الشهير أندري بروتون، وتحدثت الصحف والمجلات العالمية عن فنها.
ومن فرنسا، مركز شهرتها الأولى، إلى إسبانيا، إذ أعجب الرسام الإسباني العالمي بابلو بيكاسو بفنها عام 1948، ودعاها لزيارة دولته ومساعدته في أعماله الفنية، وبعدها التقت الفنان جورج براك، وهما من مؤسسي المدرسة التكعيبية، وانطلقت بعدها إلى العديد من دول أوروبا، فضلا عن اليابان وكوبا والولايات المتحدة الأمريكية؛ لتعرض فنها المستمد من الطبيعة الجزائرية في المتاحف العالمية.
بعد رجوعها من أوروبا، تزوجت باية من الفنان محفوظ محيي الدين، أحد المطربين الجزائريين البارزين، وحملت اسمه باية محيي الدين، وتوقفت إثر اندلاع ثورة الجزائر عن الرسم لسنوات طويلة، واستأنفت فنها بعد عام من نيل الجزائر استقلالها 1962، لتسعد العالم بإبداعها.
وتعد باية واحدة من أهم مؤسسي ورواد الفن البدائي في العالم، توفيت عام 1998 في بلدة البليدة بالجزائر، وكرمت باعتماد لوحاتها على طوابع البريد في الجزائر تخليدا لمشوارها الفني الكبير.