متى يكون "ريمديسيفير" فعالا لـ"كوفيد 19"؟.. باحث سويسري يكشف الإجابة لـ"العين الإخبارية" (حوار)
بذل الباحثون والممارسون الطبيون منذ اندلاع جائحة "كوفيد 19"، جهودا هائلة لإيجاد علاجات فعالة لهذا المرض.
"ريمديسيفير" يعد أول عامل مضاد للفيروسات تمت الموافقة عليه لعلاج المرض في الولايات المتحدة لأول مرة عام 2020، ولاحقا في أوروبا، وكان الدواء منارة للأمل في وقت مبكر من الوباء ولا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم.
وحققت العديد من الدراسات الدولية منذ عام 2020، في كيفية تأثير العلاج باستخدام "ريمديسيفير" على الوفيات بسبب "كوفيد 19" عند البالغين في المستشفى، وكانت النتائج متناقضة، وظل هناك خلاف حول مدى جودة عمل الدواء، وما إذا كان يفيد بعض مجموعات المرضى أكثر من غيرهم.
وزعم فريق بحثي من جامعة بازل ومستشفى بازل الجامعي بسويسرا، أنهم حسموا هذا الجدل، وحددوا الفئات الأكثر استفادة من الدواء في دراستهم المنشورة في العدد الأخير من دورية "لانسيت ريسبيراتوري ميديسن".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الباحث المشارك بالدراسة، ماتياس بريل، لمعرفة تلك الفئات، وكيفية التوصل لهذه النتائج وقيمتها.
وإلى نص الحوار:
بداية.. ما هي المنهجية التي تم استخدامها في الدراسة؟
قمنا في جامعة بازل ومستشفى بازل الجامعي بجمع وإعادة تحليل بيانات المرضى الفردية من 8 تجارب سريرية عشوائية، وتغطي هذه البيانات أكثر من 10 آلاف مريض من أكثر من 40 دولة، لم يحصلوا على اللقاح، وتم علاجهم من "كوفيد 19" في المستشفى، وباستخدام طرق تحليل البيانات المتطورة، حقق الباحثون في الفوائد والآثار الجانبية المحتملة للدواء وتأثيراته على المجموعات المختلفة من المرضى، وكان الهدف هو معرفة مجموعات المرضى التي استفادت بشكل أفضل من "ريمديسيفير".
ماذا وجدتم؟
أظهر التحليل الذي قمنا به أن المرضى الذين لم يتلقوا العلاج بالأكسجين أو يتلقون فقط دعم الأكسجين التقليدي استفادوا بشكل أكبر من "ريمديسيفير"، ومنحهم الدواء فائدة كبيرة للبقاء على قيد الحياة، وفي هذه المجموعة، خفض الدواء معدل الوفيات خلال فترة المراقبة التي استمرت 4 أسابيع بنسبة 2 % تقريبا، وكانت هناك 20 حالة وفاة أقل لكل 1000 مريض.
ماذا عن المرضى الذين يحتاجون إلى علاج مكثف بالأكسجين؟
للأسف، الدواء وفق تحليلنا لا يمثل فائدة كبيرة لهذه المجموعة من المرضى.
ما السبب في ذلك؟
أعتقد أننا بحاجة لمزيد من الدراسات لمعرفة السبب، ولكن في كل الأحول، فإن النتائج تتوافق مع المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية، والتي توصي باستخدام "ريمديسيفير" للمرضى الذين يعانون من عدوى "كوفيد 19" شديدة، ولكنها غير حرجة.
هل ما توصلتم له يعد تأكيدا على المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية؟
بالضبط، وهذا مفيد في حد ذاته، لأن في ذروة الوباء كان هناك تشكك في كثير من المعلومات، فضلا عن أن المرض على ما يبدو صار متوطنا، وهو ما يفرض التأكد من فعالية كل الأدوات المتوفرة لمواجهته.
هل تأثير الدواء تحكمه عناصر مثل العمر أو معاناة المريض من أمراض مزمنة؟
لم نجد دليلا على أن تأثير الدواء على المرضى يختلف باختلاف العمر أو الأمراض المصاحبة ، كما لم يؤد العلاج إلى الخروج المبكر من المستشفى.
هل كانت له أي آثار جانبية؟
لحسن الحظ، وجدنا أن "ريمديسيفير" لا يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.
هل توجد خطط لدراسات مستقبلية تشمل فئات أخرى من المرضى غير الذين لم يحصلوا على لقاح؟
بالقطع توجد، فآثار "ريمديسيفير" على الأشخاص الذين تم تطعيمهم والأشخاص الذين تعافوا من "كوفيد 19"، وأصيبوا به مجددا، لا يزال يتعين توضيحها في الدراسات المستقبلية.