دعوى جنائية سويسرية حول "فضيحة القرن" الاستخباراتية
فضيحة تجسس عالمية يكشف عنها تحقيق استقصائي دولي؛ ما دفع سويسرا لرفع دعوى جنائية للوقوف على الحقائق.
أقامت الحكومة السويسرية دعوى جنائية بشأن مزاعم حول استخدام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية شركة تشفير كواجهة للتجسس على العديد من المراسلات الحكومية السرية، فيما يعرف بـ"ضربة القرن".
وقال مكتب المدعي العام السويسري، في بيان، إنه تلقى "دعوى جنائية من أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية (تابعة لوزارة الاقتصاد) بتاريخ 2 فبراير/شباط الماضي تتعلق بانتهاكات محتملة لقانون مراقبة الصادرات التكنولوجية".
وأوضح البيان أن مكتب المدعي العام سيراجع الدعوى قبل أن يقرر ما إذا كان سيبدأ الإجراءات، مؤكدا ما ورد في تقرير لصحيفة زونتاج تسايتونج.
وقالت الصحيفة إن أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية المسؤولة عن منح تصاريح تصدير المعدات الحساسة تعتقد أنها خُدعت من أجل التصريح ببيع معدات شركة "كريبتو" وبرامجها وتقول إنها ما كان يمكن أن تفعل ذلك لو كانت على علم بالخطة.
وكان تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الشهر الماضي، بالتعاون مع التلفزيون الألماني "زد دي إف" ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية "إس آر إف" قد كشف عن أن شركة التشفير "كريبتو إيه جي" تربعت بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير، إذ باعت تجهيزات بـ"ملايين الدولارات" لأكثر من 120 بلدا.
وبحسب الصحيفة فإن قائمة الجهات التي تعاملت مع الشركة السويسرية تشمل "إيران والمجالس العسكرية في أمريكا اللاتينية، والهند وباكستان والفاتيكان"، وغيرها.
وجاء في تقرير يعود لعام 2004 لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اطلع عليه معدو التحقيق الاستقصائي أن العملية المسماة "تيزوروس" ومن ثم "روبيكون" كانت "ضربة القرن" على صعيد العمل الاستخباري.
كذلك تمكن المعدون من الاطلاع على وثائق جمعتها أجهزة الاستخبارات الألمانية.
ووفق "واشنطن بوست"، لم تشأ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ولا جهاز الاستخبارات الألماني الإدلاء بأي تعليق حول التحقيق، من دون أن ينفيا المعلومات الواردة فيه.
وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية اشترت سرا في عام 1970 شركة "كريبتو إيه جي"، في إطار "شراكة سرية للغاية" مع جهاز الاستخبارات الألماني "بي إن دي" الذي انسحب من الشراكة في تسعينيات القرن الماضي، لتبيع بعدها وكالة الاستخبارات المركزية شركة "كريبتو" في عام 2018.
ولفت إلى أن الوكالتين عمدتا إلى "التلاعب بتجهيزات الشركة بغية فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة".
وتمكّنتا بهذه الطريقة من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران في عام 1979، وتزويد بريطانيا معلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب "الملوين/فوكلاند".
وكذلك متابعة حملات الاغتيال في أمريكا اللاتينية، ومباغتة مسؤولين ليبيين خلال إشادتهم باعتداء على ملهى ليلي في برلين الغربية في عام 1986 أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين، بحسب "واشنطن بوست".
واعتبرت الشركة السويدية "كريبتو إنترناشونال" التي اشترت "كريبتو إيه جي"، أن التحقيق "يثير القلق"، نافية وجود "أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات الألماني".