أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال.. 12 ساعة حاسمة لتخطي مرحلة الخطر

تكثر حالات ارتجاج المخ عند الأطفال بسبب كثرة التعرض للاصطدامات والسقوط، لذا يجب مراقبة الطفل بعناية عند الإصابة بارتجاج المخ، واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر.

ارتجاج المخ عند الأطفال (Concussion in children) هو إصابة شائعة تحدث عندما يتعرض المخ لارتجاج أو صدمة. يمكن أن يحدث ارتجاج المخ نتيجة لصدمة مباشرة على الرأس أو نتيجة لارتجاج جسمي شديد ينتقل إلى الرأس، مثل حادث سيارة أو سقوط من ارتفاع. فما هي الأعراض والأسباب وطرق العلاج؟

أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال

ومن جانبها فقد أوضحت مجلة "إلتيرن" الألمانية المعنية بالأسرة والطفل أن الأعراض قد لا تظهر بعد وقوع الحادث مباشرة، وإنما بعد مدة تصل إلى 12 ساعة من وقوعه. وتتمثل أعراض الإصابة بارتجاج المخ فيما يلي:

1. صداع شديد أو متوسط الشدة بعد الإصابة بارتجاج المخ.
2. دوار وغثيان.
3. قد يصاحب الغثيان قيء.
4. قد يصبح الطفل متقلب المزاج أو يشعر بالانزعاج أو الاكتئاب.
5. تغييرات في نمط النوم للطفل، حيث يمكن أن يعاني من مشاكل في النوم مثل النوم المفرط.
6. الإرهاق الشديد وعدم وضوح الرؤية بعد الإصابة بارتجاج المخ.
7. صعوبة في التركيز والتذكر بشكل جيد.
8. يصبح الطفل أكثر حساسية للضوء والصوت.
9. يتراجع نشاط الطفل بشكل عام، حيث يمكن أن يكون أقل نشاطًا وحركة.
10. قلة الرغبة في التفاعل الاجتماعي.

أسباب ارتجاج المخ عند الأطفال

وفقًا لموقع Cleveland Clinic تُحاط أنسجة المخ ناعمة وإسفنجية بالسائل النخاعي الذي يعمل كوسادة بينه وبين الجمجمة الصلبة الواقية. ويحدث الارتجاج عندما يرتد الدماغ أو يلتوي داخل الجمجمة نتيجة لحركة سريعة، مما يؤدي إلى اصطدامه بالجزء الداخلي للجمجمة. هذه الحركة تؤدي إلى تمدد خلايا الدماغ وإتلافها وتسبب تغيرات كيميائية فيه.

ويتسبب ارتجاج المخ في عدم عمل الدماغ بشكل طبيعي لفترة قصيرة، ويحدث الارتجاج عند الأطفال بشكل شائع في الملعب أثناء ركوب الدراجة، أو عند ممارسة الألعاب الرياضية مثل كرة القدم، كرة السلة، هوكي الجليد، المصارعة، أو كرة القدم.

• المضادات الحيوية في الطفولة المبكرة تؤثر على نمو المخ

مخاطر ارتجاج المخ عند الأطفال

من المهم أن يتم التعامل مع ارتجاج المخ بجدية وتوجيه الرعاية الطبية اللازمة للطفل المصاب لمنع حدوث مضاعفات طويلة الأمد، ومنها:

• زيادة فرص الإصابة باضطرابات عقلية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي.
• اضطراب التركيز والانتباه في المدرسة أو في الأنشطة اليومية.
• صعوبات في التعلم والتذكر بسبب التأثير السلبي على وظائف الذاكرة والتعلم.
• اضطرابات في النوم مثل الأرق أو النوم غير المنتظم.
• التغيرات السلوكية مثل زيادة التوتر العاطفي والاكتئاب والعصبية لدى الأطفال.
• تقليل قدرة الطفل على ممارسة الأنشطة الرياضية والرياضة بشكل عام.
• قد يتعرض الأطفال لآلام الرأس، الدوخة والغثيان والقيء بسبب إصابة الرأس بعد ارتجاج المخ.
• التأثير على التطور العقلي للطفل وقدرته على التفكير واتخاذ القرارات بشكل صحيح.

تشخيص ارتجاج المخ عند الأطفال

يتطلب تشخيص ارتجاج المخ عند الأطفال تقييمًا دقيقًا من قبل طبيب متخصص وفقًا لموقع WebMD، وتشمل عملية التشخيص الخطوات التالية:

1. التقييم الأولي وجمع معلومات حول كيفية وقوع الإصابة والأعراض التي ظهرت بعد الحادث.
2. مراجعة الأعراض الفورية مثل فقدان الوعي والارتباك، الصداع، الغثيان والقيء، مشاكل في التوازن، تغيرات في السلوك أو المزاج.
3. بإجراء فحص شامل لتقييم الحالة الجسدية والعصبية للطفل، لتقييم النظر، السمع، التوازن، التنسيق، ردود الأفعال العصبية، وقوة العضلات.
4. تطبيق اختبارات لتقييم مشاكل في الذاكرة والتركيز والانتباه وغيرها من الوظائف المعرفية.
5. استخدام اختبارات موحدة مثل "مقياس غلاسكو لغيبوبة الأطفال" لتحديد مستوى وعي الطفل.
6. في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للرأس لاستبعاد الإصابات الهيكلية الأخرى في الدماغ، مثل النزيف الداخلي أو الكسور الجمجمية.

علاج ارتجاج المخ عند الأطفال

يعتبر العلاج الرئيسي لارتجاج المخ عند الأطفال هوالراحة حسب موقع healthline، حيث يجب أن يحصل الطفل على قسط وافر من الراحة بعد الإصابة. كما يُنصح بتجنب الأنشطة البدنية والذهنية المجهدة، بما في ذلك الألعاب الرياضية والواجبات المدرسية، حتى يبدأ الطفل في التعافي.

مع ضرورة مراقبة الطفل عن كثب لملاحظة أي تغييرات في الأعراض. وإذا تفاقمت الأعراض أو ظهرت أعراض جديدة مثل القيء المتكرر، فقدان الوعي، أو صداع شديد، يجب الاتصال بالطبيب فورًا.

• ورم في المخ بعد علاج الأطفال من السرطان.. علماء يحاولون التصدي

الوقاية من ارتجاج المخ عند الأطفال

للوقاية من ارتجاج المخ عند الأطفال يجب اتباع بعض التدابير والاحتياطات لتقليل مخاطر الرضوض والإصابة، منها:

• التأكد من ارتداء الأطفال خوذات واقية عند ركوب الدراجات أو ممارسة الرياضات، مثل كرة القدم، الهوكي، أو ركوب الخيل.
• استخدام واقيات الفم، واقيات الركبة، وواقيات الكوع عند ممارسة الرياضات المناسبة.
• استخدام بوابات الأمان على السلالم ووضع حواجز أمان حول النوافذ.
• الحفاظ على الأرضيات خالية من الألعاب، الأسلاك الكهربائية، والعوائق الأخرى التي قد تسبب السقوط.
• تعليم الأطفال أهمية اللعب الآمن وتجنب السلوكيات الخطرة مثل القفز من أماكن مرتفعة أو التهور أثناء اللعب.
• توجيه الأطفال لكيفية ممارسة الرياضات بشكل صحيح وآمن.

وأخيرًا، من المهم أن يحصل الطفل على الرعاية الطبية الفورية إذا ظهرت أي علامات على ارتجاج المخ، خاصة إذا كانت هناك أعراض خطيرة مثل فقدان الوعي، القيء المتكرر، الصداع الشديد، النوبات، أو تغييرات كبيرة في السلوك.

وبشكل عام أوصت المجلة بالخضوع للفحص - حتى وإن لم تسوء حالة المريض - بعد مرور أربعة أسابيع من التعرض للحادث، وذلك لاكتشاف العواقب الممكنة له، التي لا يتم ملاحظتها في الفحص الأولي، كوجود تجمع دموي تحت الأغشية السحائية بالدماغ مثلا.