هل نزيف الأنف مقلق؟ إليكم أسباب الإصابة بمرض الرعاف وطرق الوقاية

هناك أسباب مشتركة للإصابة بمرض الرعاف بين الكبار والأطفال، لهذا نقدم أشهر أسباب الإصابة به وطرق العلاج والوقاية لتجنب النزف من الأنف.

يوجد داخل الأنف الكثير من الأوعية الدموية الضعيفة الموجودة بالقرب من السطح الأمامي والخلفي للأنف، والتي يمكن أن تنزف بسهولة، وهو أمر متعارف عليه ومنتشر كثيرًا، وفي الغالب لا يشكل أي مشكلة طبية. يتكون الغشاء المخاطي للأنف من الأغشية التي ينتشر بها الأوعية الدموية، قد يتسبب الرعاف في فقدان الكثير من الدم.

متى يصبح نزيف الأنف مقلقًا؟

يُعتبر نزيف الأنف من الحالات الشائعة التي قد تبدو مخيفة لكنها غالبًا لا تشير إلى مشكلة صحية خطيرة. يؤكد الدكتور براندون هوبكينز، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، أن معظم حالات نزيف الأنف غير مقلقة ويمكن السيطرة عليها بسهولة. ومع ذلك، هناك حالات معينة قد تستدعي استشارة طبية.

رغم أن نزيف الأنف غالبًا ما يكون غير خطير، إلا أن هناك علامات تستدعي القلق:

1. النزيف المستمر لأكثر من 20 دقيقة، رغم اتباع الخطوات الأساسية لإيقافه.
2. تكرار النزيف بشكل مزعج، مثل حدوثه مرتين أو أكثر في الأسبوع.
3. ظهور بقع دم متكررة أثناء النوم.
4. إذا كان النزيف مصحوبًا بأعراض أخرى مثل التعب أو الدوخة.

أسباب الإصابة بنزيف الأنف

بحسب موقع (Cleveland Clinic)، إن نزيف الأنف قد يحدث لأسباب بسيطة مثل:

1. الجفاف والهواء البارد: قد يؤدي الهواء الجاف إلى تشقق الأنسجة داخل الأنف.
2. الحساسية أو التهابات الأنف: استخدام رذاذ الأنف بشكل مفرط قد يسبب تهيج الأغشية الأنفية.
3. الإصابات الطفيفة: العبث بالأنف أو التعرض لصدمة مباشرة أو تنظيف الأنف بشكل خاطئ.
4. الأدوية: تناول أدوية سيولة الدم مثل الأسبرين قد يزيد من خطر حدوث النزيف.

وهناك أيضاً أسباب أقل شيوعًا تسبب نزيف الأنف، من بينها: 

1. الاضطرابات النزفية مثل الهيموفيليا أو مرض فون ويليبراند.
2. انحراف حاجز الأنف.
3. الأورام الحميدة، خاصة لدى المراهقين الذكور.
4. بعد الخضوع لعملية جراحية بالأنف.
5. الإصابة بالأمراض المعدية الناتجة من بعض الفيروسات أو البكتيريا.
6. الإصابة بأمراض الأوعية الدموية التصلُّبية (Arteriosclerotic vascular disease).
7. زيادة ارتفاع مستوى ضغط الدم.

ما هي أعراض مرض الرعاف؟

مرض الرعاف (Epistaxis)، أو نزيف الأنف هو مرض ينتج عن انفجار أو تمزق للأوعية الدموية الموجودة في الغشاء المخاطي داخل الأنف، والذي قد يحدث نتيجة التعرض للجفاف، أو الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا وتناول أدوية خاصة بها، أو عدم ترطيب الأنف بشكل كافٍ، أو التعامل مع الأنف بشكل عنيف، أو تنظيف الأنف عن طريق النفخ.

تكون الأعراض الشائعة للرعاف الأنفي، كالتالي:

• ألم رأس خفيف.
• الشعور بالدوار.
• فقدان التركيز.
• الإغماء.
• ارتباك.

أسباب الرعاف عند الأطفال

ينصح باستشارة الطبيب فورًا في حالة إذا كان طفلك ينزف من مكان آخر مثل اللثة أو في حالة ظهور كدمة في جسمه مع استمرار نزيف الأنف لأكثر من 10 دقائق، بالرغم من عمل جميع المحاولات لوقف النزيف.

كما يجب الذهاب للطبيب في حالة أن نزيف الأنف بسبب خبطة أو ضربة بالرأس مع شعور الطفل بأعراض أخرى مثل الدوار أو الصداع.

يعتبر السبب الرئيسي لنزيف الدم من الأنف أثناء النوم هو تقشير الأنف أو محاولة التقاط شيء من داخلها باستخدام الإصبع أو الأظافر، مما يتسبب في تمزق الأوعية الدموية وتهيج الأنف وحدوث نزيف.

وأشارت بعض الدراسات إلى أن بعض الأشخاص عندما يصابون بالتوتر يرتفع عندهم ضغط الدم نتيجة العصبية، مما يزيد من فرص نزيف الأنف.

أنواع الرعاف أو نزيف الأنف

هناك نوعان من الرعاف الذي يصيب الكبار والصغار، وهما:

1. نزيف الأنف الأمامي

يكون هذا النوع من النزيف أكثر شيوعًا، والذي يمثل 90 % من الحالات، ويتوقف تلقائيًا دون تدخل طبي، حيث يحدث نزيف الدم للأنف الأمامي من المنطقة الأمامية للأنف، والتي تتواجد في مقدمة حاجز الأنف، حيث تتجمع بها مجموعة من الأوعية الدموية وتتركز في نقطة واحدة يطل عليها منطقة بِباحَة كيسلياك (Kiesselbach's area).

2. نزيف الأنف الخلفي

بينما يكون هذا النزيف ناتج عن نزف في منطقة خلفية من الأنف يصعب الوصول إليها، كما يصعب علاج هذه الحالة.

سبب الرعاف المتكرر عند الكبار

في الغالب يُشخص مرض الرعاف عند كبار السن عند تكرار الإصابة به عدة مرات وملاحظة بعض الأعراض على المريض، وبعد عمل الفحوصات التالية:

1. اختبارات التخثر مثل تحليل زمن البروثرومبين (Prothrombin Time).
2. التصوير المقطعي المحوسب (CT).
3. فحص الدم الشامل (CBC).

ما سبب نزول الدم المفاجئ من الأنف؟

هناك بعض الأسباب الشائعة التي تؤدي لنزول الدم من الأنف منها إصابة الأنف بالجفاف عند التعرض لهواء بارد في فصل الشتاء، حيث يتسبب الجفاف في تمزق الأوعية الدموية الصغيرة داخل الأنف.

وكذلك جفاف الأغشية المخاطية في الأنف بسبب الجو الجاف أو الهواء البارد. بالإضافة إلى الإصابة بالحساسية نتيجة للتعرض لاستنشاق مواد كيميائية تسببت في حدوث تحسس في الأنف.

كما قد يكون نزيف الأنف أحد أعراض الإصابة بمرض السرطان؛ تنخفض عدد الصفائح الدموية عند مريض السرطان، مما يزيد من فرص نزيف الأنف، وكذلك مدة النزف، حيث يكون دور الصفائح الدموية في الجسم هو التجلط في مكان النزيف لتكوين خثرة دموية لوقف النزيف، يفقد الجسم السيطرة على النزيف عند انخفاض عدد الصفائح الدموية، مما يزيد من احتمالية كثرة النزيف عند مريض السرطان.

متى يكون نزول الدم من الأنف خطير؟

يذكر أن نزيف الأنف يصبح خطيراً، في حالة تطور الأعراض ليُصاب المريض بأمراض أخرى مثل: ارتفاع ضغط الدم، الأنيميا أو فقر الدم، فشل القلب الاحتقاني، وداء السكري.

كما قد يحدث بعض المضاعفات لمرض الرعاف، مما يجعله في المراحل الخطيرة، ومن هذه المضاعفات:

• التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis).
• نقص الأكسجين في الدم (Hypoxia).
• صدمة ناتجة عن نقص حجم الدم (Hypovolemia).

نزيف الأنف في الصيف.. 6 خطوات بسيطة للسيطرة على الدم.

خطوات التعامل مع نزيف الأنف في المنزل

لإيقاف النزيف، يمكن اتباع الخطوات التالية:

• التنفس من الفم لتجنب ابتلاع الدم.
• استخدام كمادة باردة على الأنف لتقليل تدفق الدم.
• الجلوس بوضعية مستقيمة وإمالة الرأس قليلاً إلى الأمام.
• استخدام سدادة (Tampon) في الأنف ووضعها لعدة أيام.
• الضغط برفق على الجزء اللين من الأنف لمدة 10 دقائق على الأقل.

إذا استمر النزيف رغم هذه الخطوات، يجب طلب الرعاية الطبية على الفور.

وصفات منزلية لنزيف الأنف

هناك بعض الوصفات والنصائح المنزلية التي يمكن أن تقلل من حدة نزيف الأنف، منها الجيدة، ومنها الضارة، مثل:

1. استخداد محلول ملحي

عقب الاستشارة الطبية، يمكنك السيطرة على نزيف الدم من الأنف عن طريق استخدام بخاخ الأنف الذي يحتوي على محلول ملحي، حيث يعمل على ترطيب الأغشية المخاطية الموجودة بالأنف. 

2. زيت الزيتون

يساعد استخدام زيت الزيتون في تنظيف الأنف وإزالة الاحتقان وتعقيم الجيوب الأنفية، حيث يساعد استخدام الزيوت الأساسية (Essential oils) في تقليل أعراض التهاب الجيوب الأنفية، لذلك يمكنك خلط زيت الزيتون مع القليل من زيت الأوريغانو، واستخدامهم للأنف.

3. إرجاع الرأس للخلف عند النزيف

هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يلجأ إليها البعض عند نزيف الأنف، والتي يكون لها عواقب وخيمة منها إرجاع الرأس للخلف، والذي قد يتسبب في بلع كمية من الدم دون الشعور بالرغبة في التقيوء مع عدم القدرة على تقدير كمية الدم المبتلعة. كذلك من الأمور الخطأ والشائعة أيضًا هي النوم عند نزيف الأنف، مما قد يتسبب في وصول الدم في المسارات التنفسية.

ماذا يعني نزيف الأنف المتكرر؟

إذا كان النزيف يؤثر على الحياة اليومية، مثل اضطرار الطفل لمغادرة الفصل الدراسي أو حدوث النزيف أثناء النوم، فقد تكون هناك أسباب كامنة. تشمل هذه الأسباب:

• تهيج الأغشية الأنفية بسبب الطقس الجاف.
• الإصابة بانحراف حاجز الأنف.
• الأورام الحميدة، والتي قد تظهر لدى المراهقين الذكور وتحتاج إلى تقييم طبي.

الاضطرابات النزفية ونزيف الأنف

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نزفية أو يتناولون أدوية سيولة الدم، حتى النزيف الطفيف قد يكون مقلقًا.

بالتالي، ينصح الدكتور هوبكينز هؤلاء المرضى باتباع ما يلي:

• الحفاظ على رطوبة الأنف باستخدام رذاذ ملحي.
• استشارة طبيب لوضع خطة علاجية مخصصة.
• تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى إصابات في الأنف.

متى يجب استشارة الطبيب؟

هناك بعض الحالات التي تتطلب الرجوع إلى الطبيب، من بينها: 

• إذا استمر النزيف لأكثر من 20 دقيقة.
• إذا كان النزيف يتكرر بشكل ملحوظ.
• في حالة وجود تاريخ مرضي لاضطرابات نزفية.
• عند ملاحظة أعراض أخرى مثل تغير لون الجلد أو الكدمات غير المبررة.

طرق الوقاية من نزيف الأنف

لتقليل خطر الإصابة بنزيف الأنف، يمكنك اتباع ما يلي من خطوات:

1. استخدام جهاز ترطيب الهواء في المنزل.
2. تجنب الأدوية التي تزيد من سيولة الدم إلا بإشراف طبي.
3. حافظ على ترطيب أنفك باستخدام مرطبات أو رذاذ ملحي.
4. تجنب العبث بالأنف أو التعرض للهواء الجاف لفترات طويلة.

نزيف الأنف قد يكون حالة شائعة وغير خطيرة، لكنه قد يشير في بعض الحالات إلى مشاكل صحية أعمق.

إذا تكرر النزيف أو استمر لفترة طويلة، يُفضل استشارة الطبيب لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب. باتباع نصائح الوقاية والإجراءات المنزلية البسيطة، يمكن التحكم في هذه الحالة بفعالية.