الجيش يدك معاقل المسلحين.. وتساؤلات حول سر التقدم السريع بحلب
مع استمرار تقدم هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة الموالية لها في مدينة حلب، نفذ الجيش السوري غارات على تجمعات المليشيات، نافيا في الوقت نفسه مزاعم انسحابه من مدينة حماة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن هيئة تحرير الشام وفصائل سورية حليفة لها «سيطرت على غالبية مدينة حلب في شمال سوريا».
وبعد ثلاثة أيام من بدئها هجوما مباغتا ضدّ الجيش السوري أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«سيطرة» ما يعرف بـ«هيئة تحرير الشام» على «غالبية» مدينة حلب.
تقدم سريع
وقال المرصد السوري، السبت، إنّ هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة متحالفة معها باتت «تسيطر على غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون»، فيما لم يؤكد الجيش السوري أو ينفي تلك المعلومات.
جاء ذلك بعدما تمكنت من التقدم ليلا في المدينة، ثاني كبرى مدن سوريا، «من دون مقاومة كبيرة» من الجيش السوري، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، مشيرا إلى أن «محافظ حلب وقادة الشرطة والفروع الأمنية انسحبوا من وسط المدينة».
والسبت أقرّ الجيش السوري بدخول الفصائل المسلحة إلى مدينة حلب.
ونقلت وزارة الدفاع عن مصدر عسكري قوله «تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب، بعدما كان الجيش نفّذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع».
وأعقب ذلك بحسب المصدر ذاته «معارك شرسة على شريط يتجاوز 100 كيلومتر لوقف تقدمها وارتقى خلال المعارك عشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء».
الجيش السوري ينفي
وحول المزاعم التي نشرتها الفصائل المسلحة حول انسحاب الجيش السوري من حماة، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري، قوله إنه لا صحة للأخبار التي «تنشرها التنظيمات الإرهابية وبعض القنوات الإعلامية حول انسحاب الجيش السوري من حماة».
في السياق نفسه، قال المصدر العسكري إن الطيران الحربي السوري والروسي «الصديق» يستهدفان تجمعات «الإرهابيين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم».
وشنّت طائرات حربية روسية غارات ليلا على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016، وفقا للمرصد، في وقت يعدّ القتال الناجم عن هذا الهجوم الأعنف منذ سنوات في سوريا.
وفي عام 2015 تمكّن الرئيس السوري بشار الأسد، من استعادة السيطرة على جزء كبير من البلاد، وعلى مدينة حلب بأكملها عام 2016.
ومع ذلك، بقيت مناطق واسعة خارجة عن سيطرته، إذ استمرّت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وحلفاؤها في السيطرة على أجزاء من محافظة إدلب (شمال غرب) وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب وحماة واللاذقية، كما تسيطر القوات الكردية المدعومة أمريكيا على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.
وشن الطيران الروسي، وفق المرصد السبت، غارات استهدفت صباحا حي الفرقان في المدينة «تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة» إلى المليشيات المسلحة.
تساؤلات حول سر «التقدم السريع» للمليشيات
وتساءل مدير المرصد السوري حول أسباب هذا التقدم السريع لـ«تحرير الشام»، والمليشيات المساندة لها «دون اشتباكات»، مشيرا إلى أن «الشمال السوري بات خارج سيطرة الجيش السوري بشكل شبه كامل».
وأشار إلى أن الغارات الروسية محاولة من موسكو لـ«مساندة الجيش السوري في محاولة التصدي للهجوم على حلب قبل أن يتم السيطرة عليها».
ومنذ بدء الهجوم، الأربعاء، أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل 327 شخصا، 183 منهم من هيئة تحرير الشام والمليشيات الموالية لها، ومئة من عناصر الجيش السوري، إضافة إلى 44 مدنيا، وفق آخر حصيلة للمرصد.
وأتاح الهجوم سيطرة مقاتلي المليشيات على أكثر من 80 بلدة ومدينة في شمال سوريا، بما فيها مدينة سراقب الرئيسية في محافظة إدلب جنوب حلب، والواقعة عند تقاطع طريقين سريعين يربطان دمشق بحلب واللاذقية، وفق المرصد.
جاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من مارس/آذار 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة.