من حلب إلى حدود لبنان.. سوريا بين نيران الاشتباكات و«حمم» حزب الله
حزام النار يلف مجددا حلب السورية فيما تنبض الحدود مع لبنان على وقع قصف إسرائيلي يتعقب معاقل حزب الله على الشريط الملتهب.
واليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة على "مواقع لبنى تحتية عسكرية" قريبة من الحدود بين سوريا ولبنان.
- الاشتباكات تطوق حلب السورية.. والعراق يحصن حدوده
- حرب غزة وانتخاب رئيس للبنان.. حزب الله يكشف موقفه من ملفات «مهمة»
وأوضح الجيش أن تلك المواقع "يستخدمها حزب الله لتهريب أسلحة"، وذلك في اليوم الرابع من سريان وقف إطلاق النار بين الحزب وتل أبيب.
وقال الجيش في بيان: "تمّ تنفيذ الضربة بعد كشف عمليات تهريب أسلحة لحزب الله من سوريا إلى لبنان (...) الأمر الذي يشكّل تهديدا لدولة إسرائيل في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار".
ولطالما أعلنت إسرائيل استهداف مواقع يعتقد أنها تستخدم لنقل الأسلحة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية، بما في ذلك شبكة لوجستية تضم جسورا وطرقات رئيسية في محافظة حمص.
وتؤكد أن الضربات تستهدف قطع خطوط إمداد حزب الله ومنع وصول الأسلحة المتطورة إلى لبنان، في «إطار السياسة الإسرائيلية المستمرة لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي».
ماذا يحدث في حلب؟
في وقت سابق السبت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقا) وفصائل حليفة لها على "غالبية مدينة حلب" في شمال سوريا، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.
وقال المرصد إن هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها "سيطرت على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون".
كذلك أفاد المرصد أن "طائرات حربية روسية شنت، في الساعات الأولى من صباح السبت، غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016".
وأوضح أنّ "الغارات الروسية استهدفت حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة".
وأمس الجمعة، دخلت مجموعات مسلّحة بينها «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى تركيا الجمعة مدينة حلب، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على الجيش السوري، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد.
وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
ويعد القتال الناجم عن هذا الهجوم، الأعنف منذ سنوات في سوريا التي تشهد منذ العام 2011 أزمة دامية.
لماذا انسحب الجيش السوري؟
وكشف الجيش السوري، السبت، عن سبب انسحابه قواته في حلب، مؤكدا أنه "مؤقت" بهدف التحضير لهجوم مضاد على من وصفهم "الإرهابيين".
وقال الجيش إن «هذا الانسحاب يأتي في إطار جهود إعادة حشد القوات قبل وصول تعزيزات لشن الهجوم المضاد».
وأضاف أن «عشرات الجنود قتلوا أو أصيبوا في معارك عنيفة مع المسلحين في حلب وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية».
مواقف
في ما يشبه الرد الضمني على تصريحات سابقة مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مسؤول أمريكي تأكيده أن الولايات المتحدة ليس لها علاقة بهجوم الفصائل المسلحة السورية على حلب.
ومساء الجمعة، قال عبد الرحمن، إن الفصائل المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» إذا ما استمرت بالتقدم دون مقاومة من قوات الجيش فستسيطر على مناطق كانت تسيطر عليها في عام 2019 في حلب وإدلب وحماة.
وأضاف: «قد يكون الأمر ضمن عملية متفق عليها دوليا لإخراج إيران من سوريا»، وهو ما قد يكون دفع واشنطن للرد بشكل غير مباشر.
من جانبها، نأت تركيا بنفسها عن التطورات في حلب، وأكدت على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان أن أنقرة «ليست منخرطة في الاشتباكات بشمال سوريا وستتخذ التدابير لمنع موجة نزوح محتملة».