سوريا بين تراجع أمريكي وتودد سياسي.. مسار جديد؟

في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة سحب مئات الجنود من سوريا، وصل عضوان من الكونغرس إلى البلد العربي، في أول زيارة منذ الإطاحة
في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة سحب مئات الجنود من سوريا، وصل عضوان من الكونغرس إلى البلد العربي، في أول زيارة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وكان مسؤول أمريكي قال يوم الخميس، إن الولايات المتحدة ستسحب نحو 600 جندي من سوريا، لتترك أقل من ألف جندي للعمل مع حلفائها الأكراد لمواجهة تنظيم «داعش».
تطورات تزامنت مع وصول عضوين بالكونغرس الأمريكي إلى العاصمة دمشق اليوم الجمعة للاجتماع مع مسؤولين سوريين، في أول زيارة يقوم بها مشرعون أمريكيون إلى سوريا، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
والعضوان بمجلس النواب هما كوري ميلز عن ولاية فلوريدا، وهو عضو لجنتي الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة بالمجلس، ومارلين ستوتزمان عن ولاية إنديانا. وكلاهما عضو بالحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس دونالد ترامب.
وذكر أحد أعضاء الوفد الأمريكي أن ميلز اجتمع مع الرئيس السوري أحمد الشرع مساء اليوم. وناقش ميلز والشرع مسألتي العقوبات الأمريكية وإيران خلال اجتماع استمر 90 دقيقة.
وقال المصدر، إنه من المقرر أن يجتمع ستوتزمان غدا السبت مع الشرع، معربًا عن تطلعه إلى رؤية كيفية تعامل سوريا مع المقاتلين الأجانب وحكم سكان البلاد المنتمين لأطياف متنوعة بطريقة تنطوي على الشمول.
وقال كوري ميلز في تصريحات صحفية، الجمعة، إن اجتماعات المسؤولين الأمريكيين مع الرئيس الشرع والحكومة السورية هدفها فهم احتياجات السوريين بشكل أفضل.
وأوضح عضو الكونغرس، أن وصول الوفد إلى سوريا، هدفه «معرفة ما تحتاجه البلاد تحديدا، ليس فقط للمساعدة في تحقيق الاستقرار، بل للنظر في النمو الاقتصادي والتجاري».
وتابع: نبحث عن سبل للمساعدة في فهم أساسيات القضايا والمساعدة في قضايا المقاتلين الأجانب، ليس المساعدة في تقديم المشورة، ولكن أيضا لنتمكن من نقل هذه القضية إلى حلفائنا، ولنتمكن من نقلها إلى جهات أخرى في المنطقة ترغب في تقديم دعم مستمر".
سحب الجنود
ويوم الخميس، قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن الولايات المتحدة بدأت سحب مئات القوات من شمال شرق سوريا، في خطوة أشارت إلى أنها تنطوي على مخاطر.
وأعلن مسؤولان أمريكيان رفيعا المستوى أن الجيش الأمريكي سيغلق ثلاثًا من قواعده التشغيلية الصغيرة الثماني في شمال شرق البلاد، مما سيخفض عدد قواته من ألفين إلى حوالي 1400 جندي. وهذه القواعد هي: القرية الخضراء، الفرات، ومنشأة ثالثة أصغر بكثير.
وقال المسؤولون إنه بعد 60 يومًا، سيُقيّم القادة الأمريكيون إمكانية إجراء تخفيضات إضافية. وأوصى القادة بإبقاء 500 جندي أمريكي على الأقل في سوريا، وفقًا لأحد المسؤولين.
ومع ذلك، أعرب الرئيس ترامب عن شكوكه العميقة بشأن إبقاء أي قوات أمريكية في البلاد. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الشؤون العملياتية، إن التخفيضات التي بدأت يوم الخميس، حتى الآن على الأقل، تستند إلى توصيات القادة الميدانيين بإغلاق القواعد ودمجها، وقد وافقت عليها وزارة الدفاع (البنتاغون) وقيادتها المركزية.
ولا يزال تنظيم داعش يُشكل خطرًا داهمًا في سوريا، وخاصةً في الشمال الشرقي حيث تتمركز القوات الأمريكية. إلا أن سقوط نظام الأسد قلّص بشكل كبير، على الأقل في الوقت الحالي، مجموعةً من التهديدات الأخرى، بما في ذلك الميليشيات المدعومة من إيران.
aXA6IDE4LjE5MS44Ni4yMTgg
جزيرة ام اند امز