خط السير العربي نحو سوريا والسودان (تحليل)
نشاط مكثف تشهده جامعة الدول العربية مطلع الأسبوع المقبل، لبحث أبرز ملفين على الساحة العربية حاليا.. سوريا والسودان.
وتعقد جامعة الدول العربية يوم الأحد المقبل، اجتماعين وزاريين طارئين، لبحث عودة سوريا إلى الجامعة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في السودان.
وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية، الخميس، أن وزير الخارجية سامح شكري أجرى على مدار يومي الأربعاء والخميس، اتصالات هاتفية مع وزراء عرب، شملت نظراءه في كل من السودان والسعودية والعراق والجزائر والأردن وجيبوتي في إطار التشاور وتنسيق المواقف والإعداد للاجتماعين.
كما أجرى شكري اتصالا هاتفيا بنظيره الكيني ألفريد موتوا، في إطار التشاور والتنسيق اتصالاً بالأزمة السودانية، خاصة فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وسبل تعزيز ودعم نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء في السودان، كما تناول الاتصال أيضاً تنسيق جهود حل الأزمة في الأطر العربية والأفريقية ومع منظمة "الإيغاد" ودول جوار السودان.
وبحسب المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد فإن الاجتماعين سيعقدان بناء على طلب مصر بالتشاور والتنسيق مع كل من السعودية والأردن والعراق والأمانة العامة للجامعة العربية.
وكشف مصدر عربي مسؤول، رفض ذكر اسمه، أنه سيسبق اجتماعي الأحد "عقد اجتماعات تحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين يوم السبت المقبل بمقر الأمانة العامة للجامعة".
وقال المصدر لــ"العين الإخبارية" إنه تم الاتفاق على عقد اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب قبيل انعقاد دورتي مجلس الجامعة للتشاور بشأن الموضوعين المدرجين على الأجندة.
وأشار إلى أنه إذا تمت الموافقة على إعادة عضوية سوريا فمن المحتمل جدا أن يترأس الرئيس بشار الأسد الوفد السوري في القمة العربية رفيعة المستوى في 19 مايو/أيار الجاري.
سيناريوهان لعودة سوريا
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب سيكون للتركيز على سوريا واحتمالية عودتها لمقعدها بالجامعة العربية.
وأضاف فهمي لـ"العين الإخبارية" "هناك سيناريوهان لعودة سوريا، الأول هو توصية من المندوبين ووزراء الخارجية بعودة سوريا ورفعها إلى القادة بالقمة العربية، أما السيناريو الثاني هو التشاور والاستعداد للإعلان عن عودة سوريا ولكن بالقمة المقبلة بعد تطبيق كافة التوصيات، وهو ما يعني عدم حضور سوريا القمة المقبلة".
وأوضح أن هناك 4 دول تدفع من أجل عودة سوريا وبقوة، وهي مصر والسعودية والعراق والأردن.
وأشار إلى أن اجتماع عمان الذي عقد الأسبوع الماضي طالب دمشق بالسير في 3 مسارات (سياسي وأمني وإنساني) في وقت واحد، وتم رفعها إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وكشف عن وجود دولة أو دولتين قد ترفضان عودة سوريا، ولكنهما قد تمتنعان عن التصويت لتمرير القرار.
وحول الاجتماع بشأن السودان قال فهمي "اجتماع الوزراء حول السودان لن يأتي بمبادرات أو مصالحات أو وساطة، لرفض رئيس مجلس السيادة السوداني أي وساطة في هذا التوقيت لكسب العملية العسكرية"، لافتا إلى أن الهدف من الاجتماع هو استكمال المشاورات لتوحيد الرؤى تجاه الأزمة المشتعلة.
فهمي شدد على أهمية الاجتماع المقبل نظرا لأنه يسبق بأيام القمة العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في 19 مايو/أيار الجاري، لإحداث توافق عربي على جميع القضايا والتحديات العربية.
توحيد الصفوف قبل القمة
بدوره، قال الخبير السياسي والاستراتيجي المصري أحمد رفعت إن الاجتماع بشأن سوريا سيبحث جدول أعمال يضم نقطة واحدة هي عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
رفعت أضاف لــ"العين الإخبارية" إنه "سيتم احتواء معوقات ذلك من اعتراض دولة أو أكثر على هذه العودة، حيث يضيق الوقت قبل القمة العربية القادمة.
وتابع حديثه قائلا إن "الاتصالات لم تنقطع قبل هذا الاجتماع، حيث حدث شبه إجماع على عودة سوريا لمقعدها العربي، بعد تأييد الدول العربية الكبرى هذا التوجه خاصة دولة الإمارات ومصر والسعودية والجزائر والعراق والأردن وتونس، مع تجاهل كل الضغوط من أطراف دولية تقف ضد سوريا وضد وحدة الصف العربي".
وعن السودان، قال رفعت إن "الاجتماع هو محاولة لاحتواء الصراع عربيا، خاصة أن هناك منظمات أخرى تطرح أفكارا ومبادرات، بينما ظلت الجامعة العربية تطرح بيانات، وآن أوان المبادرات العربية الفعالة".
وأضاف أن تلك الجهود تهدف لمنع تدويل الأزمة إذا فشلت كل المبادرات الأفريقية والإقليمية، ولكي لا يضاف عبء جديد بخلاف سوريا وليبيا واليمن على النظام العربي الحالي.
وقت حساس
ومن جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي أن الاجتماعين جاءا في وقت حساس لحل قضيتين أساسيتين تقلقان العقل العربي.
وقال بيومي لــ"العين الإخبارية" إنه "من الطبيعي حال حدوث شيء في البلاد يتدخل الجيش، ولكن انقسام القوى في الخرطوم على بعضها يفجر أزمة حقيقية هناك، لافتا إلى أن الاجتماع لتوحيد الرؤى حول كيفية إقناع السودانيين بالعمل تحت مظلة وحكومة واحدة.
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق اعتبر أن هناك اتفاقا عربيا لعودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية، وقال: "الكرة الآن في ملعب السوريين في ظل الانقسام الداخلي على الحكم وضرورة حل الأزمة السياسية الداخلية".
وأعرب عن توقعه أن يخرج عن الاجتماع اقتراح عربي على الأطراف السودانية بالجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء القتال.
وقال إنه "رغم أن الاجتماعين سيناقشان ملفي سوريا والسودان، إلا أن العلاقات السعودية الإيرانية والقضية اليمنية والتطورات في ليبيا والأزمة الرئاسية في لبنان ستكون حاضرة على طاولة الاجتماعات.
وفي وقت سابق، كان أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية قد رجح احتمالية عودة سوريا إلى مقعدها العربي، قبل قمة السعودية المقبلة.
أبوالغيط قال إنه "يجب أن يحدث ذلك على مراحل، ليبدأ باجتماع ونقاش ثم توافق بين الدول الأعضاء، وتقدم دعوة إلى سوريا، وتأتي وتشارك في أي اجتماع وزاري آخر، وتعود إلى كل الفعاليات".