أسماء الأسد في عيد ميلادها.. "زهرة" قهرت المرض
تبتسم مغتبطة ثم تميل برأسها وتسنده أسفل كتف ابنها الشاب فوق القلب مباشرة، في اجتزاء نفسي عميق تعجز الكاميرات عن توثيقه.
هكذا ظهرت أسماء الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، خلال احتفائها، في يونيو/حزيران الماضي، بتخرج ابنهما حافظ بشار الأسد من جامعة موسكو الحكومية الروسية.
ملامح رقيقة وراقية لسيدة تستمد أناقتها من بساطتها، وامرأة مفعمة بالثقة وتتمتع بذكاء حاد، وخاضت أكثر من معركة وسارت على "ألغام" الأزمة وأشواك المرض اللعين.
ماكياج خفيف لا يفارق وجهها في كل ظهور يترك العنان لتقاسيمه الرقيقة، وشعر طبيعي بقصة قصيرة تمنحها على الدوام إطلالة شبابية.
وفي 11 أغسطس/آب من كل عام تحتفل أسماء الأسد بعيد ميلادها، وفيه تستعرض "العين الإخبارية" أبرز ملامح سيرة سيدة الأناقة لكن ببساطة.
عرفها السوريون والرأي العام الدولي حين تزوجت الأسد، ومع أن الرئيس السوري لم يتحدث يوما عن قصة لقائهما، إلا أن بعض المقيمين في بريطانيا يقولون إنه تعرف عليها خلال وجوده في لندن بين 1992 و1994.
والتعارف حصل على ما يبدو من خلال معرفته بوالدها الدكتور فواز، الذي تردد أنه عمل معه في مستشفى واحد لفترة معينة.
وصفتها مجلة "فوغ" الشهيرة بـ"الزهرة"، مستلهمة الوصف من إطلالاتها ذات الطلاء المخملي وملامحها الرقيقة ومن صورتها كامرأة فاتنة وجادة تحمل قيما قوية مستلهمة من الغرب.
فالموظفة السابقة ببنك استثماري والتي تلقت تعليمها في بريطانيا، مولعة بالأحذية والفساتين الفاخرة والبسيطة في آن، وبهرت بإطلالاتها الجميلة النساء حول العالم بل باتت في مرحلة ما أيقونة موضة يقتدن بها نساء سوريا وحتى بالخارج.
يشبهها كثيرون بالملكة رانيا العبدالله، وحين ظهرت قبل أشهر خلال حفل تخرج ابنها البكر حافظ الأسد، كانت ترتدي فستانا يشبه في لونه وتصميمه ذاك الذي ارتدته الملكة رانيا في عام 2015، حين كانت في زيارة إلى المغرب برفقة زوجها الملك عبدالله الثاني.
أزمة وسرطان
صورة بصرية جميلة منحتها تذكرة دخول سريعة للقلوب، لكن منعطفات الحياة السياسية والمرض وضعتها أمام أصعب الاختبارات.
فمع اندلاع الأزمة السورية في 2011 عاشت مع زوجها جميع المحطات والضغوطات، واختبرت كواليس نزاع دام، و"حصار" دبلوماسي استمر لسنوات، وقطيعة عزلت بلدها، على خلفية احتجاجات تصدت لها القوات السورية بالعنف.
وبعد سنوات، كان عليها أن تواجه وحش المرض الخبيث، حيث أُعلن في أغسطس/آب 2018 عن بدء علاجها جراء إصابتها بسرطان الثدي، قبل أن تعلن بعد عام شفاءها بشكل كامل.
في مارس/آذار الماضي، اختارت أسماء الأسد -على خطى زوجها- دولة الإمارات لتكون وجهتها الأولى عربيا بأول زيارة خارجية لها منذ 12 عاما.
وحينها، وصلت أسماء الأسد رفقة الرئيس السوري، في أول زيارة لها، والثانية له إلى دولة الإمارات، التي سبق وأجرى زيارته الأولى لها في 18 مارس/آذار 2022.
"إيما"
ولدت في 11 أغسطس/آب من عام 1975، وهي ابنة طبيب القلب السوري فواز الأخرس من زوجته سحر العطري الدبلوماسية السورية التي كانت تعمل في السفارة السورية بالعاصمة البريطانية.
ولدت أسماء وترعرعت في لندن وكانت تدرس في إحدى مدارس العاصمة البريطانية، وكان أصدقاؤها يدللونها بمناداتها باسم "إيما".
حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الكومبيوتر من كلية الملك التابعة لجامعة لندن في عام 1996.
ولاحقا، تدرّبت على العمل المصرفي في نيويورك، حيث بدأت مع "دويتشه بانك"، ثم انتقلت إلى مصرف "جي بي مورغان"،وتتقن اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
تزوجت من الرئيس السوري بشار الأسد في 18 ديسمبر/كانون الأول 2000، أي أنها ستحتفل بعد أشهر بـ23 من زواج أثمر 3 أبناء: حافظ (4 أكتوبر/تشرين الأول 2001) وكريم (2004)، وابنة واحدة هي زين (أكتوبر/تشرين الأول 2003).
ترأست مجلس الأمناء في "الأمانة السورية للتنمية"، وأسست العديد من المنظمات والمؤسسات غير الحكومية.
حصلت على شهادة دكتوراه فخرية من جامعة لاسابينزا في إيطاليا، لدورها في الحفاظ على التراث الثقافي السوري.
صنفتها مجلة "أبل" الفرنسية المتخصصة في عالم الأزياء "سيدة الأناقة الأولى" ضمن استفتاء أجرته في 2008، ونالت "ميدالية رئاسة الجمهورية الإيطالية الذهبية" للعام نفسه عن أنشطتها الإنسانية.
في 2008 أيضا، حازت على جائزة "السيدة العربية الأولى" للعام ذاته مقدمة من "مؤسسة المرأة العربية" بالتعاون مع جامعة الدول العربية.