«عملية أستانا» تحاول قطع «مسار الفظائع» في سوريا
أعلنت طهران عقد اجتماع لمسار أستانا في الدوحة الأسبوع المقبل، في وقت حذرت الأمم المتحدة من "عودة الفظائع" إلى سوريا مُجددا.
وميدانيا، صدت قوات الجيش السوري هجمات للتنظيمات المُسلحة في حماة، وفكت حصار مجموعة من الطلاب والضباط العسكريين في حلب.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إن وحدات من القوات المسلحة المنتشرة على طول محاور الاشتباك في ريف حماة الشمالي خاضت معارك ضارية في مواجهة التنظيمات المسلحة.
صد هجمات في حماة
وأضاف المصدر ذاته: "قامت القوات باستهداف تجمعات التنظيمات المسلحة في العمق، وأرتالهم على جميع محاور التحرك، عبر نيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك"، موقعة في صفوفهم ما لا يقل عن 300 قتيل، بينهم جنسيات أجنبية، إضافة إلى إسقاط وتدمير أكثر من 25 طائرة مسيرة.
وأوضحت وكالة "سانا" أن وحدات الجيش تواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات التنظيمات المسلحة بريف حماة الشمالي، حيث تمكنت من توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كم بعد القضاء على أعداد من المسلحين وتدمير آلياتهم.
من جهته، قال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا أوليغ إغناسيوك، في بيان، إن "الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية قضى على 12 دبابة في محافظات حلب وحماة وإدلب".
وأضاف: "الجيش السوري، بمساعدة القوات الجوية الروسية، يواصل عملية صد العدوان في محافظات إدلب وحماة وحلب، حيث تم تنفيذ هجمات صاروخية على أماكن تجمعات المسلحين".
فك حصار عسكريين
في غضون ذلك، ذكر بيان للقيادة العامة للجيش السوري، أنه تم فك حصار طلاب وضباط في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية بحلب.
وأوضح أن الطلاب والضباط "تصدوا بكل بسالة وشجاعة للهجمات العنيفة التي قامت بها التنظيمات المسلحة لاقتحام الأكاديمية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والطيران المسير المتطور"، لافتا إلى أن الطلاب والضباط خرجوا إلى بلدة الواحة في منطقة السفيرة، لكن تم تطويقهم مرة أخرى من قبل المسلحين الذين تقاطروا من محاور عدة مدججين بالعربات الثقيلة من دبابات ومدفعية ورشاشات والطيران المسير.
وأضاف أن عددا من الطلاب والضباط قُتلوا وأصيب آخرون، لافتا إلى أنه من خلال تنسيق سوري روسي عسكري سياسي مشترك تم فك حصار الطلاب والضباط، وتأمين خروجهم بأمان إلى مدينة حمص.
اتهام روسي لأوكرانيا
في غضون ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، حسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن هناك وجودا "لأثر أوكراني" في هذه الأحداث، مضيفة: "من الواضح أن وجود المقاتلين الأجانب بمن فيهم أولئك المنحدرون من منطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي، لا يخلو مما يسمى الأثر الأوكراني".
ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر عسكري سوري قوله إن "كييف تقوم بتدريب المسلحين في سوريا".
ولم تعلق كييف على تلك الاتهامات حتى اللحظة.
مسار أستانا
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن وزراء خارجية مسار أستانا (تركيا وإيران وروسيا)، سيجتمعون في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع المقبل.
وقال عراقجي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا": "سأزور بغداد يوم الجمعة وسأعقد لقاءات هناك، وفي بداية الأسبوع المقبل، سأتوجه إلى قطر للمشاركة في منتدى الدوحة، وهناك سيُعقد اجتماع وزراء خارجية مسار أستانا".
وأضاف أن "الاجتماع يُعقد في الدوحة نظرًا لحضور وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في المنتدى، وقطر لن تكون جزءًا من هذا الاجتماع".
ومسار أستانا هو اتفاق يحكم مناطق شمال غرب سوريا، وعُقدت ضمنه عدة جولات في السنوات السابقة.
الأمم المتحدة ومسار الفظائع
في غضون ذلك، حذرت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا من أن "وحشية السنوات الماضية يجب ألا تتكرر، وإلا فإن سوريا ستُدفع إلى مسار جديد من الفظائع".
وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو، في تقرير نشرته الأمم المتحدة، إن الوضع متقلب ومتغير بشكل مستمر في شمال حلب.
من جانبها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، كريستينا بيثكي، إن انعدام الأمن والقيود المفروضة على الحركة أجبرت حوالي 65 منظمة غير حكومية كانت تعمل سابقا في حلب وإدلب على تعليق أنشطتها، ما أدى إلى إرهاق المرافق الصحية أو خروجها من الخدمة.
وأضافت أن غارة جوية وقعت يوم أمس في إدلب تسببت في أضرار جسيمة لمرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك مستشفى الجامعة ومستشفى الولادة والإدارة الصحية المحلية.
من جانبه، أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، يانس لاركيه، أنه رغم وجود آليات تنسيق "قوية للغاية" داخل سوريا وعبر الحدود مع المركز الإنساني في غازي عنتاب بتركيا، إلا أن "الأوتشا" اضطرت إلى تعليق عملياتها، كما فعلت العديد من المنظمات غير الحكومية الشريكة، بسبب انعدام الأمن وإغلاق العديد من الطرق.
ومن جهته، قال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى، إن ما لا يقل عن 33 مدنيا، بينهم 17 طفلا و 5 نساء قُتلوا، وأصيب 125 آخرون، بينهم 51 طفلا و37 امرأة.
وأضاف أن آلاف النازحين وصلوا إلى المناطق الوسطى والجنوبية من سوريا، فيما هناك تقارير تفيد بوجود حركة نزوح من أجزاء من حلب إلى شمال وشمال شرق سوريا.
وأشار إلى تزايد بعض المخاوف الصحية العامة، بسبب وجود جثث غير مدفونة ونقص المياه النظيفة لعدة أيام، موضحا أن أحدث الأرقام تشير إلى أن أكثر من 5000 أسرة، أي ما يعادل ما بين 30 - 40 ألف شخص، دخلوا المنطقة الشمالية الشرقية، ما يفرض ضغوطا شديدة على الخدمات الإنسانية وقدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على دعمهم في الشمال الشرقي.
aXA6IDE4LjIxOS43OS41OCA= جزيرة ام اند امز