نداء دولي لإنقاذ جسر عين دوار الأثري في سوريا
أطلقت المديرية العامة للآثار والمتاحف نداء دوليا عاجلا لإنقاذ جسر "عين ديوار" الأثري من خطر الانهيار والغرق.
أطلقت المديرية العامة للآثار والمتاحف بسوريا نداء دوليا عاجلا لإنقاذ جسر "عين ديوار" الأثري من خطر الانهيار من جراء قيام تركيا بتحويل مجرى نهر دجلة، الأمر الذي يؤدي إلى إغراق الجسر وانهياره .
جاء في بيان المديرية: "تفيد التـقارير الواردة مؤخراً من دائرة آثار الحسكة، بقيام الحكومة التركية بتنفيذ مخطط تغيير المجرى الطبيعي لنهر دجلة، باتجاه الأراضي السورية في منطقة عين ديوار في أقصى شمال شرق سورية، مما يهدد مواقع أثرية من بينها جسر عين ديوار الأثري الهام والمعروف شعبيا بالجسر الروماني بالغمر والانهيار، واذا حولت تركيا مسار نهر دجلة عن مجراه الطبيعي ليدخل إلى أراضي قرية عين ديوار التابعة لمدينة المالكية، سيهدد ذلك بغمر وتدمير الجسر الأثري في البلدة ".
ومن الجدير ذكره بأن جسر عين ديوار الأثري يعود لعام 1164 ، وتحديدا للفترة الإسلامية السلجوقية الأيوبية، ويعد إحدى الأيقونات الأثرية في الجزيرة السورية، حيث كان ممراً لكل القوافل التجارية التي كانت تعبره من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، وذلك من خلال جزيرة ابن عمر التي كانت مركزاً لإحدى الإمارات الهامة في تلك الأيام.
وكان في الماضي مؤلفاً من ثلاث قناطر؛ لم يتبقى منه سوى ركيزتين من الجهة الجنوبية والشمالية، وكذلك ركيزتين مع قوس واحد والأبراج في الجزء الجنوبي من الجسر معماريا، الجسر مبني من الأحجار البازلتية السوداء والجص، وعلى جانب الجسر تقع الأبراج الاثني عشرة المنحوتة بحرفية عالية، ومازالت إلى يومنا هذا شاهد عيان على روعة العمارة الإسلامية ودقتها وإبداعها في ذلك العهد .
ويضيف البيان: "إن تهديد الجسر بالغمر والدمار يعد جريمة كبرى بحق التراث الثقافي، وإذ تناشد المديرية العامة للآثار والمتاحف منظمة اليونسكو والمنظمات الثقافية العالمية للتدخل لوقف هذا المخطط الإجرامي، والتهديد الخطير للتراث الثقافي السوري و المخالف لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية التراث الثقافي" .
الأجزاء المتبقية من الجسر هي أربعة ركائز وقوس جميل مستند على الركيزتين الشمالية والجنوبية فتحته قدرت بـ 21.6 متراً، وارتفاعه 12.3 متراً، وقد بني بمداميك حجرية منتظمة الأبعاد، وفي الركيزة الجنوبية للقوس ومن جهة الشرق وعلى الأضلاع الثمانية تم توزيع منحوتات الأبراج الفلكية بمعدل منحوتة لكل ضلع من أضلاع هذه الركيزة، وقد ذكر الباحث الألماني" إرنست هيرزفيلد" في أبحاثه عن آثار عين ديوار أن هناك سلسلة من ثمانية أبراج فلكية منحوتة حجرية مثبتة على إحدى الركائز الرئيسية لجسر دجلة العظيم في جزيرة ابن عمر، وأرخها بالقرن الثاني عشر الميلادي .
قامت مديرية آثار الحسكة بتنفيذ مشروع ترميم جسر عين ديوار الأثري عام 2011 بكلفة مليون و332 ألف ليرة سورية، مشروع الترميم يتضمن تنفيذ حجر "بازلتي" و"كلسي"، وتقديم وتركيب منجور معدني لحماية الأبراج، وتثبيت اللوحات الفلكية في أماكنها، وتنفيذ أعمال تنظيف وتعشيب وتهيئة الموقع مع ترحيل نواتج التنظيف .