انسحاب "النخبة السورية" من معركة الرقة
أنباء ترددت حول انسحاب أو إبعاد "قوات النخبة السورية" من المعركة التي تقودها "قوات سوريا الديمقراطية" لخلافات حول القتال والقيادة
قالت مصادر محسوبة على المعارضة السورية، السبت، إن فصائل مشاركة في عملية "تحرير" مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش انسحبت من المعركة.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن يقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) نقلا عما وصفها بمصادر موثوقة فإن “قوات النخبة السورية" المشاركة في معركة الرقة الكبرى انسحبت من القتال خلال المعارك الجارية في الرقة على أثر خلافات جرت بينها وبين "قوات سوريا الديمقراطية" التي تقود المعركة المسماة بـ"غضب الفرات".
وكل من "قوات سوريا الديمقراطية" و"قوات النخبة السورية" فصيلان مدعومان بالسلاح والتدريب من الولايات المتحدة، غير أن الفصيل الأول يغلب عليه التشكيل الكردي.
وانسحب الفصيل من مواقعه في حيي المشلب والصناعة ومنطقة باب بغداد والمدينة القديمة في الرقة إلى منطقة الحمرات في الريف الشرقي للمدينة الواقعة شمال سوريا على الحدود مع تركيا.
وتجري المفاوضات بشكل حثيث بين الجانبين لعودة "قوات النخبة السورية" إلى المعركة والنقاط التي كانت تتواجد فيها سابقا.
غير أن المرصد نقل عن مصادر قيادية في "قوات سوريا الديمقراطية" أن "قوات النخبة السورية" لم تنسحب ولكن تم إبعادها بسبب ممارسات أثارت الاستياء.
ومن هذه الممارسات محاولة إظهار "قوات النخبة السورية" نفسها كقوة موازية لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، والانسحاب من إحدى النقاط التي كانت تتمركز بها على خطوط التماس مع تنظيم داعش، وفق المرصد.
ومعركة الرقة الكبرى بدأت في 6 يونيو/حزيران الماضي، وهي استكمال لعملية "غضب الفرات" التي بدأتها "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم أمريكي للسيطرة على المدن القريبة من الرقة.
وإلى جانب "قوات سوريا الديمقراطية" و"قوات النخبة السورية" يشارك في معركة الرقة "قوات مجلس دير الزور العسكري" و"قوات مجلس منبج العسكري".
وحتى الآن تمكنت عملية "غضب الفرات" من السيطرة على أجزاء من الفرقة 17 شمالاً، وعلى ضاحيتي الجزرة والهرقلية وحيي السباهية والرومانية وأجزاء من أحياء بريد الدرعية وحطين والقادسية والوصول إلى أطراف حي اليرموك في القسم الغربي من مدينة الرقة.
إضافة للسيطرة على حيي المشلب والصناعة وأجزاء واسعة من حي البتاني، والتوغل لنحو 200 متر غرب أسوار المدينة القديمة في القسم المقابل لحي الصناعة وصولاً إلى باب بغداد في القسم الشرقي من المدينة، والسيطرة على أجزاء واسعة من منطقة سوق الهال والوصول إلى أطراف حي هشام بن عبد الملك في القسم الجنوبي من الرقة.
كما سيطرت هذه القوات على كامل القرى المتواجدة مقابل مدينة الرقة في الضفاف الجنوبية لنهر الفرات وصولاً إلى كسرة محمد آغا "كسرة سرور" القريبة من منطقة العكيرشي.
يأتي هذا فيما قضى 224 مدنياً على الأقل نحبهم خلال المعارك الدائرة في الرقة منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، بينهم عشرات الأطفال، وفق إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان نشرها أمس الجمعة.
كما جرى تدمير عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة نتيجة للقصف المكثف.
أما فيما يخص عدد قتلى داعش فوثق المرصد ما لا يقل عن 311 عنصراً بينهم قيادات محلية وقادة مجموعات.
وفي المقابل قتل 106 من "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات التي تعاونها ضمن عملية "غضب الفرات" ومنها قوات النخبة السورية.
وتأمل القوات الكردية التي تشكل عصب "قوات سوريا الديمقراطية" أن تحصل مقابل مشاركتها في القتال على دعم أمريكي في بسط النفوذ الكردي على مناطق واسعة بشمال سوريا، خاصة ذات الغالبية الكردية أو الملاصقة لمناطق كردية في تركيا والعراق.
وتم الإعلان عن استيلاء تنظيم داعش على مدينة الرقة، بشكل سريع وسهل يدعو للتساؤل، في 2014، وهي السرعة والسهولة نفسها التي عبر بها إلى العراق وسيطر على ثلث مساحته، خاصة مدن الموصل وصلاح الدين والأنبار رغم قلة عدده وعتاده.
وتثار حالياً تساؤلات كثيرة حول حقيقة داعش وماهيته وحجمه الفعلي والأهداف من إعلان سيطرته السريعة والمفاجئة على مناطق بعينها في سوريا والعراق، خاصة أن معظم المعارك التي تخوضها أطراف دولية مثل الولايات المتحدة وإيران وتركيا في تلك المناطق بحجة محاربة داعش لا يوجد صور أو فيديوهات توثق تلك المعارك.
كما لا توجد صور أو فيديوهات أو أدلة توثق مقتل أو اعتقال الآلاف من تنظيم داعش التي يتم الإعلان عن سقوطهم خلال المعارك، ولا توجد كذلك صور أو فيديوهات تظهر الاشتباك المباشر بين داعش والقوات التي تحاربه.
وفي المقابل تتحدث معظم الصور والفيديوهات القادمة من محافظة الرقة وما حولها عن توغل "قوات سوريا الديمقراطية" في المحافظة واحتفالاتها بـ"الانتصار"، أو تظهر أسلحة ومعدات تقول إنها تعود لتنظيم داعش، أو صوراً لها وهي تطلق النيران على أهداف غير واضحة.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA=
جزيرة ام اند امز