"قوات سوريا الديمقراطية" تتقدم بالرقة.. فأين قتلى داعش؟
مصادر تابعة للمعارضة أعلنت مقتل ما لا يقل عن 311 عنصرا من داعش، فيما لا تظهر فيديوهات أو صور توثق لذلك أو للاشتباكات المباشرة
تتواصل الاشتباكات العنيفة بين "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً وبين تنظيم داعش الإرهابي، الجمعة، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات جنوب مدينة الرقة شمال سوريا.
وخلال تلك الاشتباكات تواترت أنباء عن مقتل المئات من عناصر داعش، فيما لم يتم توثيق ما يدل على ذلك بالصور أو الفيديوهات؛ ما يجدد التساؤلات حول حقيقة داعش وحجمها الحقيقي في المناطق التي يتردد أنه يسيطر عليها.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) فإن "قوات سوريا الديمقراطية"- تحالف كردي عربي- تمكن من تحقيق تقدم شرق قرية رطلة بجنوب الفرات، وتسعى لاستكمال السيطرة على "كسرة سرور"، فيما يستميت داعش لاسترداد ما خسره.
وفي حال تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من تثبيت سيطرتها على القرية، فإن ذلك يتيح لها التقدم إلى منطقة العكيرشي التي كانت تضم معسكراً لتدريب عناصر داعش والمعروف باسم معسكر الشيخ أسامة بن لادن، والذي شهد في 2015 أكبر عملية إعدام جماعي في صفوف عناصره.
وحينها أعدم داعش 200 من عناصره من الشيشان وجنسيات من بلدان وسط آسيا كانوا بصدد الانشقاق عنه والتوجه للانضمام لتنظيم جبهة النصرة، بحسب المرصد السوري.
كذلك تتواصل الاشتباكات على محاور في المدينة القديمة وأطراف حي هشام بن عبد الملك ومحيط سوق الهال وحي البريد في شرق وغرب المدينة، بين "قوات سوريا الديمقراطية" مدعومة بالقوات الخاصة الأمريكية وبين داعش.
يأتي هذا فيما قضى 224 مدنياً على الأقل نحبهم خلال المعارك الدائرة في الرقة منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، بينهم عشرات الأطفال، وفق إحصاء المرصد.
كما جرى تدمير عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة نتيجة للقصف المكثف.
أما فيما يخص عدد قتلى داعش فوثق المرصد ما لا يقل عن 311 عنصراً بينهم قيادات محلية وقادة مجموعات.
وفي المقابل قتل 106 من "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات التي تعاونها ضمن عملية "غضب الفرات" ومنها قوات النخبة السورية.
ولدعم "قوات سوريا الديمقراطية" وحلفائها، أدخلت إليها قوات التحالف الدولي ضد داعش، والتي تقودها الولايات المتحدة، دفعة جديدة من الأسلحة تحملها عشرات الشاحنات قادمة من الحدود السورية العراقية إلى مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" بمحافظة الحسكة ومنها اتجهت إلى الرقة.
وتأمل القوات الكردية التي تشكل عصب "قوات سوريا الديمقراطية" أن تحصل مقابل مشاركتها في القتال على دعم أمريكي في بسط النفوذ الكردي على مناطق واسعة بشمال سوريا، خاصة ذات الغالبية الكردية أو الملاصقة لمناطق كردية في تركيا والعراق.
وتم الإعلان عن استيلاء تنظيم داعش على مدينة الرقة، بشكل سريع وسهل يدعو للتساؤل، في 2014، وهي السرعة والسهولة نفسها التي عبر بها إلى العراق وسيطر على ثلث مساحته، خاصة مدن الموصل وصلاح الدين والأنبار رغم قلة عدده وعتاده.
وتثار حالياً تساؤلات كثيرة حول حقيقة داعش وماهيته وحجمه الفعلي والأهداف من إعلان سيطرته السريعة والمفاجئة على مناطق بعينها في سوريا والعراق، خاصة أن معظم المعارك التي تخوضها أطراف دولية مثل الولايات المتحدة وإيران وتركيا في تلك المناطق بحجة محاربة داعش لا يوجد صور أو فيديوهات توثق تلك المعارك.
كما لا توجد صور أو فيديوهات أو أدلة توثق مقتل أو اعتقال الآلاف من تنظيم داعش التي يتم الإعلان عن سقوطهم خلال المعارك، ولا توجد كذلك صور أو فيديوهات تظهر الاشتباك المباشر بين داعش والقوات التي تحاربه.
وفي المقابل تتحدث معظم الصور والفيديوهات القادمة من محافظة الرقة وما حولها عن توغل "قوات سوريا الديمقراطية" في المحافظة واحتفالاتها بـ"الانتصار"، أو تظهر أسلحة ومعدات تقول إنها تعود لتنظيم داعش، أو صوراً لها وهي تطلق النيران على أهداف غير واضحة.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوماً من روسيا وإيران، خاصة أنها محاذية للمدن التي تسيطر عليها دمشق مثل حلب وحمص وحماة ودير الزور.
وهي مطمع للمليشيات الكردية؛ لأنها محاذية لمدينة الحسكة التي بها وجود كردي كثيف؛ ما يسهل تحقيق حلم الأكراد في بسط نفوذ مستقل لهم.
كما أنها مطمع للجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر؛ كونها محاذية للحدود التركية وقريبة من مدن يسيطر عليها حلفاء تركيا مثل إدلب وجرابلس ومناطق بريف حلب، إضافة لأنها محاذية لمناطق كردية في تركيا التي تخشى أن تؤدي سيطرة الأكراد على الرقة إلى حصول وصل جغرافي يحقق مشروع الدولة الكردية.
كذلك تكتسب معركة الرقة زخماً وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية، لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.