آخر صورة لـ"المعلم".. بدا وكأنه يودع سوريا
ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن وزير خارجية سوريا الراحل وليد المعلم لم يتوقف عن العمل حتى آخر أيام حياته.
ونقلت الوكالة عن مصادر بين حراس المعلم أنه كان يعمل بنشاط وجدية على الرغم من التدهور في صحته.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وخارجها صورا قالوا إنها آخر ظهور علني لوزير الخارجية السوري الذي وافته المنية اليوم الإثنين عن عمر يناهز 79 عاما.
الصور المنشورة لآخر ظهور لوزير الخارجية السوري الراحل كانت خلال أعمال المؤتمر الدولي بشأن عودة اللاجئين والنازحين السوريين الذي استضافته دمشق في الأسبوع الماضي.
وأظهرت الصور شحوب المعلم وحالة ضعف عام في صحته، كما حملت نظرة عميقة خلال مؤتمر يتناول أزمة سورية مهمة وهي مشكلة "اللاجئين والنازحين" وبدا الوزير الراحل وكأنه يودع سوريا بعد أن حمل عبء دبلوماسيتها الخارجية في فترة من أصعب الفترات في تاريخ سوريا الحديث.
تاريخ المعلم
المعلم (79 سنة) من مواليد دمشق، وقد تخرج في جامعة القاهرة بمصر عام 1963 بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية.
بعدها بنحو عام فقط، التحق المعلم بوزارة الخارجية السورية، وعمل في البعثات الدبلوماسية في كل من تنزانيا والسعودية وإسبانيا وبريطانيا.
وفي عام 1975 عين سفيراً لسوريا لدى جمهورية رومانيا حتى عام 1980، وفي الفترة من 1980 وحتى 1984 عين مديراً لإدارة التوثيق والترجمة.
وخلال الفترة من 1984 وحتى 1990 عين مديراً لإدارة المكاتب الخاصة، وبقي في دمشق.
عام 1990 أصبح سفيراً لدى الولايات المتحدة حتى 1999 وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل، حيث لفت الأداء المتميز للمعلم أنظار المراقبين الدوليين، على الرغم من أنها باءت بالفشل.
وفي مطلع عام 2000 عين معاونا لوزير الخارجية فاروق الشرع وفي 9 يناير/كانون الأول 2005 سمي نائباً لوزير الخارجية، وتم تكليفه بإدارة ملف العلاقات السورية-اللبنانية في فترة بالغة الصعوبة، قبل أن يتم تعيينه وزيراً للخارجية في 11 فبراير/شباط 2006.
وخطت الدبلوماسية السورية خطوات واسعة أثناء وزارته، فالمعلم هو رجل المهام الدبلوماسية الصعبة، حيث تعامل مع ملفات عدة من أهمها إدارته لملف المحادثات السورية الإسرائيلية، في الفترة من عام 1990 حتى عام 1999، والتي شهدت تغيرا كبيرا في الوضع الدولي لسوريا.
كما تعامل بحنكة دبلوماسية فريدة خاصة مع ملف العلاقات السورية اللبنانية عام 2005، في الوقت الذي كانت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تقف على المحك.
ومنذ بداية الأزمة السورية 2011 لعبت دبلوماسية المعلم دورا مهما، وقام بالدور الأبرز حيث قاد حملة كبيرة لإقناع العالم بصلابة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.