الحل الدبلوماسي في سوريا يتصدر أولويات باريس
وزير الخارجية الفرنسي قال إن بلاده لن تتسرع بشن عمل عسكري لإزاحة الأسد بناء على ردود فعل ترامب إزاء مذبحة إدلب
أكد وزير خارجية فرنسا، جان مارك إيرو، الخميس، أن باريس لا تزال تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، سيكون للمفاوضات الدبلوماسية الأولوية على أي عمل عسكري.
وقال إيرو لتلفزيون "سي.نيوز": "فرنسا لا تزال تسعى للحديث مع شركائها في مجلس الأمن خاصة الأعضاء الدائمين وبالأخص روسيا."
وردا على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستنضم إلى أي عمل عسكري محتمل بشأن سوريا بعد الإدانة الواسعة لهجوم يشتبه أنه بالكيماوي في مدينة إدلب السورية، قال إيرو إن أولوية بلاده لا تزال السعي لحل دبلوماسي للصراع.
ومضى قائلا: "المرحلة الأولى هي التصويت على قرار، وقبل أي شيء إعادة بدء مفاوضات السلام في جنيف. يجب ألا نتحرك من أنفسنا، بحجة أن الرئيس الأمريكي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب."
وحدث تغير في موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من نظيره السوري، بشار الأسد، بعد حادث إدلب.
فبعد أن قال مسؤولون بإدارة ترامب في الأيام الأخيرة إن مستقبل الأسد يحدده الشعب السوري، عاد ترامب ليقول إن موقفه تجاه سوريا والأسد تغير بعد هجوم إدلب، لكنه لم يوضح إلى أي حد سيصل هذا التغيير.
وحمَّل ترامب الجيش السوري الحكومي المسئولية عن الحادث قائلا في بيان إن: "هذه الأفعال الشائنة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتيجة لضعف الإدارة السابقة وافتقارها للحزم.. الرئيس أوباما قال في 2012 إنه سيضع (خطا أحمر) ضد استخدام الأسلحة الكيماوية ولم يفعل شيئا".
ونفى الجيش السوري المسؤولية، وقال إنه لم يستخدم قط أسلحة كيماوية.
وسبق أن ألحت فرنسا مرارا على أمريكا بأن تتخذ موقفا أكثر حزما تجاه الأسد، وقال وزير الخارجية الفرنسي، الثلاثاء، إن الهجوم الكيماوي الذي تتهم فرنسا الجيش السوري بتنفيذه "وسيلة اختبار للإدارة الأمريكية الجديدة"، وإنه حان الوقت لأن توضح واشنطن موقفها بشأن الأسد .
من ناحية أخرى قال إيرو في المقابلة الصحفية مع "سي نيوز" إنه "سيأتي يوم يحكم فيه القضاء الدولي على (الرئيس السوري) بشار الأسد الذي يرتكب مجزرة بحق شعبه".
وأضاف: "جرت تحقيقات، وتم تشكيل لجان في الأمم المتحدة (...) ستكون هناك محاكمة باعتباره (بشار الأسد) مجرم حرب".
ولم يوضح الوزير الفرنسي طبيعة التحقيقات أو من قام بها، ومكونات اللجان التي تتولى التحقيق في الحادثة التي لم يمر عليها سوى يومين.
لكنه أقر بصعوبة التوصل لقرار سريع "لأننا حتى الآن كلما قدمنا قرارا، كان هناك الفيتو الروسي، المدعوم أحيانا بالفيتو الصيني (...) لكن يجب أن نتعاون، لأنه من الواجب وقف هذه المجزرة".
وأرجأ مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة طارئة عقدها الأربعاء للبحث في هجوم خان شيخون بإدلب، التصويت على مشروع قرار غربي يدين الهجوم ويطالب النظام السوري بالتعاون مع التحقيق.
وبحسب دبلوماسيين فإن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته واشنطن ولندن وباريس قد يتم اعتبارا من الخميس.
لكن دبلوماسيين آخرين أفادوا مساء الأربعاء أن روسيا قدمت مشروع قرار بديلا لا يتضمن دعوة للنظام السوري تحديدا للتعاون مع التحقيق.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjI0MiA= جزيرة ام اند امز