مليشيات إيران في سوريا.. تمويه مدفون بمحيط دمشق
تمويه تجريه مليشيات إيران في سوريا، بما في ذلك حزب الله اللبناني، حوّل محيط العاصمة دمشق إلى منطقة قابعة على ألغام مدفونة.
مشهدٌ وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المليشيات عمدت بالأيام الأخيرة، إلى تعزيز مواقعها العسكرية في "اللواء 22 للدفاع الجوي" الواقع شمالي منطقة العتيبة أقصى الشرق من الغوطة الشرقية بريف دمشق.
ونقل المرصد عن مصادر لم يسمها قولها إن مليشيات إيران قامت بحفر غرف مسبقة الصنع، وربطتها بشبكة أنفاق ضخمة مدعمة بالإسمنت ومغطاة بالتراب أيضا، وذلك خوفا من كشفها من طيران الاستطلاع الإسرائيلي واستهدافها في وقت لاحق.
وأضافت المصادر أن المليشيات استولت مجددا، في الآونة الأخيرة، على بعض المزارع بمنطقة العتيبة، وجعلتها مقارا عسكرية ولكن بشكل خفي، حتى لا يتم كشفها من طيران الاستطلاع الإسرائيلي.
كما عمدت المليشيات إلى سحب عدد كبير من جنودها وعتادها من مكان تمركزها في “نادي الفروسية” الواقع بمنطقة الجربا قرب طريق مطار دمشق الدولي، ونقلتهم إلى بعض المزارع والمنازل والمنشآت المدنية في محيط منطقة العبادة والبحارية بالريف الشرقي للغوطة الشرقية، خوفًا من الاستهدافات.
ومؤخرا، باتت الأذرع الإيرانية المتمركزة في محيط مطار دمشق الدولي تعتمد على عمليات الحفر ووضع أسلحتها الثقيلة والذخائر تحت الأرض، مع عدم السماح للعناصر بالتواجد على شكل مجموعات كبيرة، للتمويه على أن جميع تلك المواقع مدنية بشكل كبير.
تغلغل مستمر
إعادة ترتيب للأوراق قال المرصد إنها تشي بتواصل التغلغل الإيراني بالمناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام، وآخرها في محيط العاصمة.
وفي سياق ذلك، نقل المرصد السوري عن مصادر موثوقة قولها إن المليشيات الموالية لإيران، من الجنسية السورية والعراقية واللبنانية، بدأت منذُ مطلع فبراير/ شباط الجاري، بإنشاء معسكرات تدريبية جديدة في مزارع السيدة زينب وعقربا جنوب دمشق.
ووفق المصدر نفسه، أنشأت “حركة النجباء” العراقية الممولة من إيران، مقرات عسكرية لها ومراكز تدريب في المزارع الواقعة قرب طريق المطار في بلدة حتيتة التركمان التابعة لغوطة دمشق الشرقية، وصولاً إلى مزارع شبعا.
في السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية داخل الغوطة الشرقية أن مسلحين من “حزب الله” بدأوا مجددا بتدشين مطار “مرج السلطان” للحوامات العسكرية، وذلك عبر بناء غرف إسمنتية داخل المطار، وإغلاق كافة الطرق الفرعية الرابطة مع المرفق الحيوي، ونشر نقاط عسكرية في المزارع المحيطة به.
كما أنشأت المليشيات قواعد عسكرية جديدة لها في منطقة “وديان الربيع” الواقعة شرق الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وجلبت السوريين المتطوعين في صفوفها إلى المعسكرات الواقعة في قرية وديان الربيع، وذلك لتدريبهم على استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ولم تكتف بذلك، بل قامت المليشيات أيضا بجرف عدد كبير من منازل المدنيين في القرية، وحولتها إلى حقول رماية، بحسب المصدر نفسه.