"الجيمز" كلمة السر.. كيف تجسست إيران على معارضيها؟
كشفت نتائج بحثية حديثة عن استخدام إيران أساليب قرصنة إلكترونية متقدمة للتجسس على المعارضين والأقليات داخل البلاد.
وقالت شركة "تشيك بوينت" الرائدة في مجال الأمن السيبراني، ضمن بحثين لها إن طهران قد استفادت من هذه الأساليب للسطو إلكترونيا على بيانات آلاف المعارضين، والأقليات وحتى المنفيين خارج حدودها في السنوات الماضية.
وذكر موقع راديو فردا الناطق بالفارسية ومقره التشيك في تقرير له، أن وكالات الاستخبارات الإيرانية سرقت معلومات الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية للإيرانيين داخل وخارج البلاد، في 12 دولة على الأقل، من بين أهداف تم اختيارها حكوميا.
وأكدت شركة الأمن السيبراني أن النظام الإيراني نظرا لنجاحه في محاصرة فرائسه إلكترونيا، أصبحت أساليبه أكثر تعقيدا بمرور الوقت ويستمر في تحقيق أهدافه من خلال استخدام تقنيات جديدة.
وأضافت أن التقنيات الجديدة التي استخدمتها طهران كانت برامج تجسس مخبأة داخل ألعاب وتطبيقات مطاعم تثبت في الحواسيب الشخصية والهواتف المحمولة الخاصة بالأهداف.
سرقت إيران معلومات أكثر من 1200 شخص في 10 برامج مختلفة وحصرية على الأقل؛ فيما كانت وسائل مثل برامج المراسلة الفورية، والمدونات، والبرامج الضارة مثل محاكاة لتطبيق "مطعم محسن في طهران" من بين أدوات الإيقاع بالضحايا المستهدفين.
المعارضون الإيرانيون في العديد من البلدان، بما في ذلك النشطاء الأكراد، ضحايا للصيد الإلكتروني كما كان الحال في الماضي ضد العاملين في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في الخارج، وفق التقرير.
وأشارت شركة "تشيك بوينت" إلى أن إيران نجحت خلال هذه المهمة في التقاط صوت المحادثات وملفاتها الصوتية، والوصول إلى ميكروفونات الهواتف المحمولة وأجهزة الحواسيب، لتكون على علم بالمحادثات التي جرت من خلالها.
تمكنت الحكومة الإيرانية من الوصول إلى موقع الهواتف المحمولة وجمع هويات أصحابها، بالإضافة إلى الصور ومقاطع الفيديو وسرقة الملفات الأخرى المتاحة، والتعرف على أي برنامج قام الضحية بتثبيته على هاتفه المحمول أو حاسوبه.
ولفت التقرير إلى أن إيران اعتمدت على مجموعتي "إنفي" والتي تم تقييم مستوى قدراتها بدرجة عالية، و"أمير فارس" في مهمة مراقبة وسرقة معلومات الأفراد الذين تبحث عنهم.
تعرض ما لا يقل عن 251 إيرانيا داخل البلاد، و 25 في الولايات المتحدة، وثلاثة في بريطانيا، و 19 في باكستان، و 8 في أفغانستان، وواحد في تركيا واثنان في أوزبكستان للخداع بسبب عمليات القرصنة الإلكترونية للنظام، حسب "تشيك بوينت".
وقال يانيف بالماس، رئيس قسم الدراسات السيبرانية في شركة "تشيك بوينت" إن الأدلة تظهر أن إيران قد استثمرت موارد كبيرة في تطوير عملياتها السيبرانية.
بذلت إيران جهودا كبيرة لمواجهة ما تعتبره تهديدات داخلية، لكن بالإضافة إلى الأهداف الأيديولوجية فإنها وسعت نطاق هجماتها الإلكترونية ردا على النزاعات الجيوسياسية في المنطقة والتوترات الدينية، يقول بالمز.
واتبعت إيران إجراءات إلكترونية عدوانية لقمع الاحتجاجات من خلال الرقابة وقطع الإنترنت، لكنها تواصل مراقبة المعارضة كجزء دائم من أهدافها.
وقدمت شركتي "تشيك بوينت" نتائج أبحاثها في هذا الصدد مع قائمة مفصلة بالضحايا لوكالات إنفاذ القانون الأمريكية والبريطانية، في حين لم تعلق الحكومة الإيرانية على التقرير الجديد مثلما فعلت من قبل.