كيف هرب موظف جوجل من فخ "تجسس" إيران؟
موظف سابق بشركة جوجل يكشف تفاصيل محاولة تجنيده كجاسوس من جانب استخبارات مليشيا الحرس الثوري قبل 7 أشهر بعد اعتقاله في طهران
كشف موظف سابق بشركة جوجل الأمريكية تفاصيل محاولة تجنيده للعمل كجاسوس من جانب استخبارات مليشيات الحرس الثوري الإيراني قبل 7 أشهر بعد اعتقاله في طهران.
وقال الكندي من أصل إيراني بهداد أسفهبد (37 عاما) الذي عمل مبرمجا في شركة فيسبوك ولديه جنسية كندية، أن استخبارات الحرس الثوري ضغطت عليه أمنيا لإجباره على العمل في التجسس لحسابها بالمجال التقني من خارج إيران.
- مفاجأة.. "جاسوس" سليماني اختطفه حزب الله وسلمه لإيران
- تصريحات إيرانية متناقضة.. جاسوس سليماني ليس متورطا في مقتله
وذكر أسفهبد في مقابلة مع إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك، أنه زار إيران للقاء عائلته المقيمة هناك، في شهر يناير/ كانون الثاني 2020، بعد أن وصل جوا من أمريكا للبرتغال التي سافر منها إلى طهران مرورا بتركيا.
لكنه اعتقل وخضع للاستجواب والتهديد بفتح ملف قضائي له بزعم أنه جاسوس أمريكي متورط في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا، مطلع العام الجاري، إذا لم يتعاون.
ودرس أسفهبد في جامعتي شريف الصناعية في طهران وتورنتو في كندا، كما عمل بشركتي جوجل وفيسبوك خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه استقال من عمله بسبب ما قال إنها ظروف نفسية تعرض لها على خلفية اعتقاله في إيران.
لكن آخر التطورات في قضية أسفهبد التي كسرت صمته طوال عدة أشهر، وبدأ في كشف كواليس اعتقاله في إيران هي إرسال استدعاء قضائي لعنوان عائلته ومنحه مهلة 5 أيام لتقديم نفسه لمحكمة سجن إيفين في شمال طهران.
وأشار بهداد أسفهبد إلى أن الاستجوابات المطولة التي خضع لها لأكثر من أسبوع بعد اعتقاله في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، ركزت على موضوع التواصل مع مجموعات تعمل خارج إيران في مجال كسر الحجب وحرية وصول الإيرانيين إلى الإنترنت.
وأضاف قائلا "استخبارات الحرس الثوري الإيراني قامت بتنزيل حوالي 300 جيجا بايت من معلوماتي الشخصية وفحصتها، لكنها اكتشفت أنه ليس لدي أي تعاون مع هذه المجموعات".
واستطرد موظف جوجل السابق أن المحققين الإيرانيين كانوا يخشون أن يقوموا بتشغيل جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به لاعتقادهم أنه من خلال تشغيله، ستكون شركة فيسبوك قادرة على سماع أصواتهم، وفق قوله.
وتطرق أسفهبد أنه تعرض لضغوط داخل زنزانة انفرادية سجن إيفين واستجوب لمدة 6 ساعات يوميا، قبل أن يبدي موافقة بالتعاون مع استخبارات الحرس الثوري بهدف مغادرة إيران والتخلص من احتجازه.
وأعلن أسفهبد أن السلطات الإيرانية تكتمت على نبأ اعتقاله، مطلع العام الجاري، لأنه كان سيكون مكلفا لهم تزامنا مع مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني وإسقاط طائرة ركاب مدنية في طهران.
وحصلت عناصر استخبارات الحرس الثوري على بيانات تتعلق بالمبرمج السابق من شبكات اجتماعية مثل تويتر، وتليجرام، ولينكد إن.
وقال أسفهبد إن السبب وراء اعتقاله وتهديده بالسجن لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 عاما بتهمة العمل ضد الأمن القومي الإيراني كان العثور على صور يدعم بها احتجاجات شعبية اندلعت في عام 2009 بقيادة الحركة الخضراء.
كما عرض عناصر استخبارات الحرس الثوري على أسفهيد تقديم معلومات تخص بعض الأفراد المطلوبين مقابل الإفراج عنه وتعليق قضيته.
ووافق موظف جوجل السابق على تلك الشروط لاعتقاده حيث اعتبرها الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها مغادرة إيران وإبلاغ وسائل الإعلام عن هذه الواقعة.
وكان أسفهبد قد جاء إلى إيران منذ أربع سنوات لزيارة عائلته، ويقول إن مسؤولي الأمن تحدثوا إليه مرة أو مرتين من قبل، لكنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها اعتقاله وسجنه، مطلع العام الجاري.
وتلقي أسفهبد رسالة بعد مغادرته إيران إلى الولايات المتحدة عبر تطبيق "أنستقرام"، في 4 يونيو/ حزيران 2020، فحواها يتضمن تذكيرا بالاتفاق مع عناصر استخبارات الحرس الثوري لكنه تجاهلها في بداية الأمر.
وواصلت عناصر الحرس الثوري مراسلته (أسفهبد) لاحقا عبر تطبيقات "واتساب"، و"تليجرام"، و"سيجنال" قبل أن يتصلوا بشقيقته المقيمة في أمريكا لإبلاغها رسالة ومعها زاد قلقه بشأن عائلته التي تعرضت لاستدعاء أمني مؤخرا.
وأعرب موظف جوجل السابق عن قلقه من أن عائلته قد تتعرض للسجن أو التعذيب في إيران بسبب إعلانه تفاصيل واقعة اعتقاله ومحاولة تجنيده للجاسوسية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها عناصر أجهزة الأمن في إيران من أفراد مزدوجي الجنسية التجسس مقابل إطلاق سراحهم بعد اعتقالهم داخل البلاد.