صحف أمريكية: تفجير منبج يؤكد أن تهديد داعش لا يزال قائما
ويثير تساؤلات حول الانسحاب الأمريكي من سوريا
التفجير الانتحاري في مدينة منبج يثير تساؤلات حول قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا ويدحض حجة أن المهمة ضد تنظيم داعش انتهت.
أثار التفجير الانتحاري في مدينة منبج السورية العديد من التساؤلات حول قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، خاصة أنه يدحض الحجة القائلة بأن مهمة واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي انتهت أو أوشكت على الانتهاء، وفقا لصحف أمريكية وصفت الهجوم بأنه "اليوم الأكثر دموية" ضد القوات الأمريكية العاملة في سوريا.
مجلة "التايم" قالت إن التفجير الانتحاري في سوريا يظهر أن المعركة ضد "داعش" لم تنتهِ بعد، لافتة إلى أن الهجوم يمثل اليوم الأكثر دموية ضد القوات الأمريكية العاملة في سوريا منذ أن بدأت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما نشر قوات "الكوماندوز" التابعة لقوات العمليات الخاصة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
- صحف بريطانية: تفجير منبج يؤكد أن المعركة مع داعش مستمرة
- ارتفاع قتلى تفجير منبج بسوريا إلى 4 جنود أمريكيين
وشهدت مدينة منبج، أمس الأربعاء، تفجيرا انتحاريا، أسفر عن مقتل وإصابة 19 بينهم 4 قتلى من الجنود الأمريكيين المشاركين ضمن قوات التحالف الدولي، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.
يأتي هذا الحادث بعد أقل من شهر لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير متوقع أنه سيسحب جميع القوات الأمريكية من البلد الذي مزقته الحرب.
واعتبرت المجلة أن التفجير يلقي الضوء على الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر في سوريا الذي لا تزال له تداعيات عالمية، لافتة إلى أنه رغم أن تنظيم داعش لم يعد يسيطر على أي مدن رئيسية في العراق أو سوريا، فإن القتال لم ينته بالكامل.
وقالت "التايم" إن التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة يواصل محاربة عناصر "داعش" المتبقين المختبئين داخل خلايا أو المختبئين في الصحراء الممتدة على الحدود العراقية السورية.
ووفقا للمجلة، يمثل الهجوم الانتحاري في منبج أحدث تقييم للحقيقة المرة، بشأن كيفية أن الولايات المتحدة لا تزال محاصرة في معركة وحشية ضد عدو لدود، على الرغم من تصريحات إدارة ترامب بأن عهد إرهاب "داعش" قد انتهى.
ولفتت إلى أن الطائرات الحربية والمدفعية التابعة للولايات المتحدة وحلفاءها نفذت 575 غارة ضد المجموعة في سوريا بين 30 ديسمبر/كانون الأول و12 يناير/كانون الثاني، وضربت 469 هدفا لداعش خلال الأسبوعين السابقين، وفقا لبيانات التحالف.
وارتأت أن الوابل اليومي من الضربات ينسف الحجة القائلة بأن مهمة الولايات المتحدة ضد الجماعة الإرهابية انتهت أو أوشكت على الانتهاء، وأن قرار الانسحاب لدوافع سياسية، وليس على أساس الوضع على الأرض، وفقا لمسؤولي أمن قومي ومحللين.
صحيفة "نيويورك تايمز" بدورها قالت إن التفجير يثير مخاوف وتساؤلات جديدة بشأن قرار سحب القوات الأمريكية المفاجئ في الشهر الماضي، وأنه ربما جرأ عناصر تنظيم داعش وشجعه على شن الهجوم، وفقا لمنتقدي القرار.
ونقلت عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله إن ذلك هو الهجوم الكبير السادس على الأقل الذي يشنه "داعش" خلال أقل من شهر، وأحد أكثر الأيام دموية التي تعرض لها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المعركة.
واعتبرت أن التفجير يضع ترامب في موقف صعب، لا سيما أنه تعهد منذ فترة طويلة بسحب القوات، لكنه هدد أيضاً في رسالة على "تويتر"، الأحد، بقصف "داعش" مجددا، و"بشدة"، إذا هاجمت الجماعة.
وقال المسؤولون إن التفجير الذي وقع الأربعاء في سوريا ربما يُنظر إليه باعتباره إشارة من تنظيم داعش بأنه خلافاً لتأكيدات ترامب حول تدمير التنظيم، فإنه لا يزال يشكل تهديداً.
ونقلت الصحيفة عن حسن حسن، المحلل في "معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط" ومؤلف كتاب عن "داعش"، قوله إن الهجوم في منبج أظهر أن المسلحين ما زال بإمكانهم الضرب في قلب منطقة تم تحريرها منذ فترة طويلة، وتلقت دعما أمريكيا واسعا.
وأضاف: "ركزت الولايات المتحدة على المدينة كثيراً، وما زالت توجد بها خلايا داعش، يجب أن يكون هذا بمثابة تحذير للجميع، وأن عليهم أن يبنوا على ما كانت الولايات المتحدة تقوم به بدلاً من أن يلوذوا بالفرار فحسب، تاركين المدينة معرضة لعودة داعش".
في السياق ذاته، قال أعضاء آخرون في إدارة ترامب إن قوات الولايات المتحدة يجب أن تبقى في سوريا لعدد من الأسباب، أحدها أن يكون لها مجال للضغط في المفاوضات مع رئيس النظام بشار الأسد لإنهاء الحرب، ومنع إيران من توسيع نفوذها، وحماية حلفاء الولايات المتحدة الأكراد ومنع عودة ظهور الإرهابيين.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA= جزيرة ام اند امز