معسكرات اعتقال الدواعش بسوريا.. «قنبلة موقوتة» في قلب الشرق الأوسط
«قنبلة موقوتة» تربض في أجزاء من سوريا، هناك حيث يُحتجز الآلاف من الموالين لداعش في معسكرات قد «تنفجر» في كل لحظة بقلب الشرق الأوسط.
وبحسب صحيفة «تليغراف» البريطانية، يحذر مراقبون من أن معسكرات الاعتقال في سوريا التي تضم آلاف الإرهابيين الموالين للتنظيم المتعطش للدماء، على وشك الانهيار.
فعلى مساحة شاسعة مهجورة في شمال شرقي سوريا، حيث لا يوجد سوى التراب والغبار، يرتفع مخيم الهول المترامي الأطراف من الصحراء، وفيه حوالي 40 ألف فرد من عائلات الدواعش.
ومن مسافة بعيدة، يبدو المخيم وكأنه مدينة بُنيت من خيام تواجه الحر والجفاف والعواصف الرملية صيفا، والبرد القارس شتاء، فيما يخضع لحراسة مشددة من قبل قوات يقودها الأكراد، كما أنه محاط بسياج معدني.
وخلف الأسلاك الشائكة، وتحت أعين كاميرات المراقبة وأبراج المراقبة، توجد أكبر بقايا من التنظيم الإرهابي الذي أراد ذات يوم إقامة «خلافته» في المنطقة.
ويضم المخيم آلاف النساء والأطفال من أقارب التنظيم من المقاتلين الذكور، وأغلبهم محتجزون في عدد غير معروف من السجون المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
ومن بين أولئك الذين يواجهون الاحتجاز لأجل غير مسمى في مخيم الهول، ومخيم «الروج» الأصغر في الشمال، والسجون السرية، عدد من المشتبه بهم في الإرهاب المرتبطين ببريطانيا - بما في ذلك شميمة بيجوم وجاك ليتس، واللذان سافرا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش بين عامي 2012 و 2019.
ويعتقد أن حوالي 20 امرأة بريطانية و 40 طفلاً و 10 رجال محتجزين في جميع أنحاء المنطقة.
ومصير هؤلاء السجناء شكّل، وفق الصحيفة، موضوع سنوات من القلق والنقاش بعد دحر داعش قبل ست سنوات، وحتى يومنا هذا، تواصل الحكومات الأجنبية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) العمل على إيجاد حل طويل الأجل للمعضلة الأمنية التي يشكلها المحتجزون.
ومع دخول سوريا مرحلة جديدة، اكتسبت هذه المخاوف وتيرة أكبر، فيما حذر مسؤولون ومحللون في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن إرهابيي داعش المحتجزين في شمال شرقي سوريا قد يفرون من المخيمات والسجون نتيجة لخفض دونالد ترامب للمساعدات الخارجية.
وأثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات الخارجية الأمريكية مؤقتا الكثير من القلق في أرجاء العالم، ومن بين تلك الدول التي تواجه حالة من الضبابية سوريا، التي توجد فيها معسكرات وسجون لعناصر داعش وعائلاتهم.
وتوقف التمويل الأمريكي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» لعدة أيام، مما أدى إلى عدم حضور الحراس المحليين إلى العمل.
ومع أن وزارة الخارجية الأمريكية تدخلت، يوم الإثنين، بإعادة التمويل لمدة أسبوعين، لكن لا يزال من غير الواضح ما سيحدث بعد انتهاء صلاحية الإجراء المؤقت.
وقال تشارلز ليستر، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط: "هذا هو أكبر عدد من الإرهابيين المسجونين في أي مكان في العالم على الإطلاق - داخل منطقة حرب نشطة حيث يظل داعش مصمما على شن هجمات هروب جماعية".
وأضاف للصحيفة: "لا يمكن التقليل من شأن التهديد ...".
وبحسب الصحيفة، حذر الحراس من أن محاولات الهروب من السجن قد تكون وشيكة.
«قنابل موقوتة»
يصف خالد إبراهيم، وهو مسؤول محلي في شمال شرقي سوريا، المنشآت في جميع أنحاء المنطقة بأنها "قنابل موقوتة".
ويقول للصحيفة: "يعتبر المعتقلون أنفسهم جزءًا من إرث داعش الانتقامي"، مضيفًا أنهم ينتظرون فرصة للرد.
وأولئك المحتجزون في المخيمات المكتظة، حيث تمتد صفوف من الخيام المتهالكة في المسافة، وتحيط بها مياه الصرف الصحي المتدفقة، يتعرضون بشكل شبه دائم للأيديولوجيات المتطرفة.
وسبق أن وُصف مخيم الهول في السابق بأنه "خلافة مصغرة"، يسكنه نحو 40 ألف امرأة وطفل تم غسل أدمغتهم على مدى سنوات من التلقين من قبل تنظيم داعش.
وتقتصر السيطرة الأمنية على محيط المنشأة، دون وجود سلطة واضحة أو مراقبة فعالة داخل المخيم نفسه.
تردد
رغم أن المجتمع الدولي متفق على الخطر الذي يشكله هؤلاء المحتجزون، لكن يظل الإجماع حول ما يجب فعله ضئيلا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا سيباستيان جوركا، رئيس مكافحة الإرهاب الجديد لدونالد ترامب، ريطانيا والشركاء الآخرين في الغرب إلى النظر في السماح لأعضاء داعش بالعودة.
واعتبر جوركا أن أي دولة تريد أن تكون "حليفا جادا" للولايات المتحدة، يجب أن تلتزم بالجهود الدولية لمكافحة التنظيم من خلال استعادة مواطنيها.
لكن العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا، كانت مترددة في إعادة مواطنيها. وقد تم تشبيه القيام بذلك بـ"الانتحار السياسي" لبعض القادة، مع تعقيد الصورة بسبب القضايا الأمنية والقانونية - مثل المخاوف من تعزيز التطرف ونقص الأدلة في ساحة المعركة لمحاكمة المشتبه بهم في الإرهاب.
aXA6IDMuMTQ0LjM3LjE3OCA= جزيرة ام اند امز