منظمة توثق إلقاء داعش ضحاياه بهوة سحيقة في سوريا
التنظيم الإرهابي استخدم هوة سحيقة شمال شرقي سوريا كمقبرة جماعية لدفن جثث ضحاياه الذين اختطفهم أو احتجزهم.
كشفت منظمة حقوقية دولية عن أن تنظيم "داعش" الإرهابي استخدم هوة سحيقة شمال شرقي سوريا لرمي جثث ضحاياه، وطالبت بإجراء تحقيقات لتحديد هوية المفقودين ومعاقبة القتلة.
وقالت "هيومن رايتس ووتش"، ومقرها نيويورك، في تقرير أصدرته، الإثنين، إن "داعش" استخدم "حفرة الهوتة" كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذين اختطفهم أو احتجزهم.
وأظهر تحقيق أجرته المنظمة، ورحلة طائرة بدون طيار إلى أسفل الحفرة الحاجة إلى أن تقوم السلطات بتأمين الموقع، واستخراج الرفات البشرية منه، والحفاظ على الأدلة من أجل الإجراءات الجنائية ضد القتلة.
وتضمن التحقيق بشأن "الهوتة" مقابلات مع سكان محليين، ومراجعة لمقاطع فيديو سجّلها "داعش"، وتحليل لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وتوجيه طائرة بدون طيار إلى الحفرة التي يبلغ عمقها 50 مترا.
وتذكر سكان محليون تهديد عناصر تنظيم "داعش" لهم بإلقائهم في الهوتة عندما كان التنظيم يسيطر على منطقة الرقة، حيث قال بعضهم إنهم شاهدوا جثثا متناثرة على طول حافة الحفرة.
ويُظهر مقطع فيديو مُسجَّل من "داعش" ونُشر على "فيسبوك" عام 2014، مجموعة من الرجال يرمون جثتين في الحفرة، تطابقت ملابس الرجلين مع تلك التي يرتديها شخصان يظهران في فيديو آخر يتم إعدامهما من قبل "داعش".
وأشارت المنظمة إلى أن "داعش" سيطر على المنطقة المحيطة بـ"حفرة الهوتة" 85 كيلومترا شمال مدينة الرقة من 2013 إلى 2015، كما عثر على أكثر من 20 مقبرة جماعية في أنحاء سوريا فيها آلاف الجثث في مناطق كان يسيطر عليها التنظيم.
من جانبها، قالت سارة كيالي، وهي باحثة سوريا في هيومن رايتس ووتش: "حفرة الهوتة، التي كانت ذات يوم موقعا طبيعيا جميلا، أصبحت مكانا للرعب والاقتصاص".
واعتبرت أن "فَضْح ما حدث هناك، وفي المقابر الجماعية الأخرى في سوريا، أمر أساسي لتحديد ما حدث لآلاف الأشخاص الذين أعدمهم داعش ومحاسبة قتلتهم".
والوقت الراهن، يسيطر عناصر "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا على المنطقة المحيطة بالهوتة، بينما لا تزال تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بقيادة الأكراد على مدينة الرقة.
وشددت المنظمة على ضرورة الحفاظ على الموقع وتحديد هوية المفقودين والتحقيق في وفاتهم.
وقالت كيالي: "أيا كانت السلطات التي تسيطر على منطقة الهوتة فهي مُلزمة بحماية الموقع والمحافظة عليه، عليها تسهيل جمع الأدلة لمحاسبة أعضاء داعش على جرائمهم المروعة، وكذلك محاسبة أولئك الذين ألقوا الجثث في الهوتة قبل حكم داعش أو بعده".
وكشف استطلاع الهوتة بواسطة طائرة بدون طيار عن 6 جثث تطفو على سطح المياه في الأسفل، وبناء على حالة التحلل، يبدو أن الجثث ألقيت هناك بعد وقت طويل من مغادرة داعش المنطقة، ولا تزال هوية هؤلاء الضحايا وأسباب وفاتهم مجهولة.
وتشير الخرائط الجيولوجية والنموذج الطبوغرافي ثلاثي الأبعاد للهوتة الذي أعِدّ بحسب صور طائرات بدون طيار إلى أن الحفرة أعمق مما كانت الطائرة قادرة على رؤيته؛ لذلك من المرجح وجود مزيد من الرفات البشرية تحت سطح المياه.
ووثّق تقرير أصدرته "رايتس ووتش" في فبراير/شباط 2020 أن "داعش" اختطف واحتجز آلاف الأشخاص أثناء حكمه في سوريا، وأعدم العديد منهم.
ومن بين المفقودين نشطاء وعمال إنسانيون وصحفيون ومقاتلون مناهضون للتنظيم من جماعات مختلفة، فضلا عن سكان محليين فروا من الجماعة المسلحة.
ولفتت المنظمة إلى أن الجهود المبذولة لاستخراج الجثث من القبور الجماعية لداعش كانت متعّثرة وغير كاملة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الوضع الأمني المتقلب.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg
جزيرة ام اند امز