دمج «قسد» في سوريا.. شبح عودة «داعش» ومستقبل الوجود الأمريكي

تطورات دراماتيكية يشهدها المشهد السوري مع إعلان دمج القوات الكردية المدعومة أمريكيا في مؤسسات الدولة، تُثير تساؤلات حول مستقبل الوجود الأمريكي ومكافحة الإرهاب.
والإثنين الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، اتفاقا يقضي "بدمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
وبموجب الاتفاق سيتم نقل السيطرة على المؤسسات المدنية والعسكرية الرئيسية، بما في ذلك حقول النفط والغاز، فضلا عن المطارات.
كما سيتم نقل مسؤولية إدارة السجون التي تضم عناصر تنظيم "داعش" من قوات سوريا الديمقراطية إلى الحكومة الجديدة، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الأخيرة على التعامل مع هذا الملف الحساس، بحسب "فورين بوليسي".
الوجود الأمريكي
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في "فورين بوليسي"، فإن هذه الخطوة، التي يُقال إن واشنطن دفعت بها خلف الكواليس، تحمل تداعيات استراتيجية واسعة النطاق، بدءا من إعادة هيكلة التوازنات الداخلية في سوريا، وصولا إلى التأثير على الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة ومستقبل عمليات مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقوات سوريا الديمقراطية، ذات القيادة الكردية، والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، تُسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا، ولعبت دورا محوريا في الحرب ضد تنظيم "داعش".
ويتواجد في سوريا، نحو 2000 جندي أمريكي ضمن جهود مكافحة تنظيم "داعش"
بالنسبة للجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي أشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط من عام 2016 إلى 2019 بصفته قائد القيادة المركزية الأمريكية، فإنه متفائل بحذر بشأن اندماج قوات سوريا الديمقراطية الأخير وإمكاناته في المساعدة على استقرار سوريا.
وقال فوتيل "هذه خطوة جيدة" تساعد في تمهيد الطريق السياسي لقوات سوريا الديمقراطية والأكراد بشكل عام، محذرا في الوقت نفسه من أنه "لا يزال هناك الكثير مما يتعين حسمه".
وأضاف "ما يجب أن ننتبه إليه هو المدة التي يستغرقها تنفيذ هذا الأمر فعليا".
داعش وخطر العودة
وفي هذا الصدد، اعتبرت المجلة أنه قد يكون لاندماج قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة الجديدة تداعيات كبيرة على عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في سوريا، ويثير تساؤلات حول استمرار الوجود العسكري الأمريكي في البلاد وسط مخاوف من احتمال عودة ظهور التنظيم.
وهو ما لفت إليه فوتيل، بأن "داعش لا يزال يشكل تهديدا خطيرا للغاية" في سوريا، مشيرا إلى تصاعد هجمات التنظيم في شمال شرق سوريا خلال الأشهر الستة إلى التسعة الماضية.
وحذر فوتيل قائلا: "إنهم يحاولون إعادة فرض أنفسهم".
ويعتقد الجنرال الأمريكي المتقاعد أنه إذا نجح اندماج قوات سوريا الديمقراطية، "فسيؤدي ذلك في النهاية إلى انسحاب القوات الأمريكية من سوريا".
وبينما يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتجاه تقليص التدخلات العسكرية الخارجية، يرى بعض الخبراء أن الانسحاب من سوريا في هذه المرحلة قد يكون "خطأً استراتيجيا فادحا"، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن تنظيم "داعش" يستعد لتنفيذ محاولات هروب واسعة النطاق من السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية.
ولم يصدر البنتاغون، من جهته، أية قرارات رسمية بشأن سحب القوات، لكنه وضع خططا أولية للانسحاب، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الميدانية والسياسية الجارية
وفي تعليقه علي ذلك، قال فوتيل إنه "من السابق لأوانه" اتخاذ قرار بشأن سحب القوات، وإن على الولايات المتحدة أن تتحلى بالصبر".
لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن الاندماج يمثل خطوة جيدة من إدارة ترامب "لدفع قوات سوريا الديمقراطية إلى الأمام وإتاحة الفرصة لنا لإعادة النظر في مواقفنا أيضا".
aXA6IDMuMTQwLjE4OC4xMTQg جزيرة ام اند امز