قلق وترقب وحشد عسكري.. صدى «إسقاط» الأسد في تل أبيب
ألقت التطورات في سوريا بظلالها على إسرائيل التي يسودها قلق بعد أن فوجئت استخباراتيا بما جرى في الأيام الماضية.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إنه "لم تكن إسرائيل على علم مسبقاً بهجوم المعارضة السورية الذي بدأ قبل 11 يوماً في شمال سوريا، ومن المؤكد أنها فوجئت بالوتيرة السريعة للأحداث خلال الأيام القليلة الماضية".
وأضافت أنه "في الأسابيع الأخيرة أثار قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية هذه القضية في تقييمات الوضع المغلقة مع القيادة العسكرية العليا، وأشار إلى بوادر تحرك على الساحة السورية".
وتابعت قائلة إنه "مع ذلك.. لم تكن إسرائيل على علم بنية المعارضة السورية شن هجوم مفاجئ ضد الأسد، وبالتأكيد ليس بالسرعة والنطاق الذي تم به ذلك".
وليس من الواضح إذا ما كان لهذا الأمر انعكاس على مؤسسات الاستخبارات الإسرائيلية، في ضوء أنها يجب أن تتوقع مسبقا التطورات في محيط إسرائيل.
ولكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قالت إن "أجهزة الاستخبارات في العالم وفي إسرائيل فوجئت تماما بما جرى.. إن التطورات تشكل مفاجأة ضخمة".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل بنت تصوراً كاملاً على افتراض أن الأسد مستقر، وأن الدعم الروسي له قوي، وأن "الجيش السوري يتعافى"، وهو التقييم الذي كان سائدا حتى وقت قريب، وهو ما دفع إسرائيل إلى التودد إلى روسيا، حتى تتمكن من إقناعها بالتخلي عن دعم حزب الله.
وقالت إن "كانت إسرائيل تنوي إشراك روسيا في الترتيب في لبنان وإبرام صفقة حيث يظل الأسد مستقراً في مقابل قطع إعادة إعمار حزب الله.. كانت محاولة لدق إسفين في محور المقاومة.. استندت الجهود إلى سلسلة من الافتراضات، التي جاءت من معلومات تبدو راسخة.. يبدو أن هناك طريقا مسدودا في سوريا وأن الأسد أصبح أكثر شرعية وقوة".
وأضافت أنه "كان ينبغي للقيادة السياسية في إسرائيل أن تعلم بالتقدم الذي حدث، ولكنها بدلا من ذلك قامت ببناء سياج من الأسلاك الشائكة حول نظام غير موجود حقا".
تعليمات بالصمت ودعوات للضم
سياسيا، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز إلى الوزراء بعدم التعليق على تطورات الساعات الأخيرة في سوريا.
ومع ذلك فقد برزت دعوات في إسرائيل لاحتلال أجزاء من سوريا.
وقال وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي إنه "يجب على إسرائيل استعادة سيطرتها على قمة جبل الشيخ وإنشاء منطقة دفاع جديدة على أساس خط وقف إطلاق النار لعام 1974".
أما النائب من حزب "القوة اليهودية" تسفي سوكوت فقال إن "إسرائيل يجب أن تنشئ منطقة أمنية في ضوء النظام الجديد في سوريا، التي يجب أن تشمل مرتفعات الجولان السورية وأراضيَ كبيرة بالقرب من الحدود".
وأضاف سوكوت أن "التكلفة السياسية والعسكرية" لمثل هذه الخطوة "من المرجح أن تكون أقل من أي وقت مضى"، في حين أن الميزة الأمنية التي ستجلبها "هائلة".
خطوات عسكرية احترازية
ودفعت التطورات المفاجئة لإسرائيل في سوريا الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة لدفع المزيد من قواته إلى حدود الجولان.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "دبابات وقوات مشاة دفعت إلى المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود الإسرائيلية السورية في مرتفعات الجولان".
وأضافت "تأتي هذه الخطوة في إطار خطة الطوارئ العسكرية لمنع أي توغل لقوات المسلحين السوريين داخل الأراضي الإسرائيلية".
والأحد، قال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية" "بناء على تقييم الوضع في القيادة الشمالية تقرر انه في أربع سلطات محلية درزية في شمال هضبة الجولان هي بقعاتا وعين قنية ومسعدة ومجدل شمس ستكون الدراسة اليوم عن بعد، لم يطرأ تغيير على انتظام الدراسة في روضات الأطفال، في باقي مناطق هضبة الجولان الدراسة تنتظم مثل المعتاد".
وأضاف "أيضا وفي ضوء تقييم الوضع تقرر فرض منطقة عسكرية مغلقة ابتداء من اليوم في المناطق الزراعية في منطقة ماروم جولان-عين زيفان وبقعاتا-خربة عين حور".
وتابع "سيتم تقييد دخول المزارعين إلى مناطق معينة وفق حاجات الجيش الإسرائيلي، لعدة ساعات وبتنسيق كامل مع لواء 474 الإقليمي"، مشيرا إلى منع الدخول إلى هذه المناطق.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzQuMTUzIA== جزيرة ام اند امز